الرئيسية » الهدهد » السلامين يتربح من قضية فلسطين عبر مؤسسة تحارب المقاطعة وتدعم داعمي إسرائيل

السلامين يتربح من قضية فلسطين عبر مؤسسة تحارب المقاطعة وتدعم داعمي إسرائيل

تنشر (وطن) هنا ترجمة حرفية لمحرر موقعالإنتفاضة” الصادر باللغة الإنجليزية “يمان صلاحي” من أمريكا يفضح فيه سلوك مؤسسة فلسطينية يديرها المدعو فادي السلامين من واشنطن وتدعى Palestine Note.

ويوضح الكاتب كيف أن هذه المؤسسة وهي تجارية وليست منظمة غير ربحية وليست أيضا حزبا سياسيا تدعم المرشحين الأمريكيين الذين يناصرون إسرائيل بقوة ماليا ومعنويا وكيف تساعد هذه المؤسسة على مكافحة مقاطعة إسرائيل حيث تسمح لكتاب إسرائيليين بالنشر على موقعها الذي تم تعيين محررة إسرائيلية للإشراف عليه وكيف أن اعضاء المؤسسة يحصلون على مشاريع من الحكومة الأمريكية من خلال حروبها باعتبارهم “تجار حرب”.

ويشاع على نطاق واسع أن علاقات قوية تجمع السلامين المقيم بالعاصمة الأمريكية واشنطن بـ محمد دحلان القيادي الفتحاوي الهارب والمتهم باختلاسات مالية بالإضافة إلى تورطه باغتيال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات إلا ان السلامين ينفي هذه العلاقة لكنه اعترف بلقاء دحلان مسبقا في مقال له بصحيفة هآرتس الإسزائيلية. ويشن السلامين عادة عبر صفحته في الفيسبوك التي يتابعها أكثر من ٣٠٠ الف هجوما قاسيا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس عبر منشورات ممولة ماليا وخصوصا فيما يتعلق بالتنسيق الأمني مع الإحتلال الإسرائيلي في حين أن سلوكه وعلاقاته تفضح نقيض ذلك.

و”السلامين” هو أحد افرازات منظمة “بذور السلام” التي أسست بعد اتفاقية أوسلو وكان الهدف منها جمع الفلسطنيين والإسرائيليين وصنع قادة يؤمنون بالسلام بين مجتمعاتهم.

وإلى نص المقال:

لالتماس الدعم من الناس في حركة التضامن مع فلسطين والتي مقرها في الولايات المتحدة، أطلقت Palestine Note مؤخراً موقعاً جديداً حيث تطمح لأن يكون مركزاً لكل ما يتعلق بفلسطين على الإنترنت. في حين يعلن الموقع حرصه على نشر “الأخبار والقصص والآراء عن فلسطين والفلسطينيين” وتطلعه لأن يصبح “أداة صقل في المجتمع”، فإن تفاعلي القصير مع موظفيها كشف لي بأن وراء هذا المشروع أكثر مما نرى في الواقع.

“مشروع تجاري وليس منظمة غير حكومية”

كما شرح لي فادي السلامين مدير الحركة التنفيذي عبر الإيميل، فإن Palestine Note هي مشروع تجاري وليست منظمة غير حكومية، كما أنها ليست حزب سياسي.” على ما يبدو، فإن الناس بدأت تحاول بشكل أكبر لنقد كل من الاحتلال الراهن لفلسطين وما يسمى بعملية السلام. ولكن هل يمكن لمنطق الربحية في عالم الأعمال أن يلعب دوراً إيجابياً في النضال الفلسطيني؟

عندما يتعلق الأمر بفلسطين، فإن محادثات “السلام الاقتصادي” أو “التنمية الاقتصادية” تمثل وجهة نظر النخبة من رجال الأعمال وأصحاب المشاريع الذين لا يرون بأن الاحتلال العسكري أو النضال من أجل التحرر يمكن أن يكون عائقاً أمام تحقيق الأرباح. إن القوة التي تحمي الاستثمارات قامت بطرد مبادئ التحرر من عالم السياسة المؤسسية. وقد تم الإشارة إلى أنه حتى محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية في رام الله، سمح للتضامن الدولي الوارد في تقرير غولدستون أن يفلت من أجل شركة للهواتف المحمولة.

وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك العديد من الأشياء التي لا يمكن بيعها.

اتبع المال

هادي المصري وأبو الهدى الفاروقي قاما بتأسيس Palestine Note في أوائل عام 2009. حيث أن كل من المصري والفاروقي هما رجلا أعمال وقاما بجمع التبرعات لصالح الحزب الديمقراطي بالاتصال مع السلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى تشكيلهما جماعة ضغط تدعى فريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين.

إن هذان الرجلان يجسدان هذا النوع من الاستراتيجيات السياسية العربية الأمريكية والتي حققت بعض الفوائد للعرب الأمريكيين كمجتمع، لكنها لم تحقق أي فوائد تقريباً للشعب الفلسطيني – حتى لو كانت تلك الفوائد تحقق بعض المنافع الشخصية للرجلين أنفسهم. وعلاوة على ذك، فإن التكتيكات التي اعتمداها قامت بانتهاك المبادئ ذاتها التي تشكل الأساس لحركة التضامن مع فلسطين.

كان المصري متبرعاً نشطاً للحزب الديمقراطي. فبالإضافة للتبرع بمبلغ 5000 $ لحملة هيلاري كلينتون للانتخابات الرئيسية ، في يناير 2009، تبرع المصري بمبلغ 2000 $ إلى النائب أنتوني وينر (انظر مركز السياسة سريع الإجابة، ابحث عن “هاني المصري Hani Masri “). إن وينر هو عضو الكونغرس من المقاطعة التاسعة من نيويورك والذي يشتهر بآرائه المعادية للفلسطينيين. وفي عام 2007، حاول النائب وينر حظر منظمة التحرير الفلسطينية في الولايات المتحدة (HR 2975, 110th Congress). في سبتمبر 2009، قام المدون اليهودي التقدمي فيليب فايس بتوثيق اجتماع في المدينة حيث قام وينر بجعل جيمي كارتر شخصاً تافهاً بسبب انتقاداته لإسرائيل، وقال بأن “إسرائيل ليس لديها شركاء من الفلسطينيين، الذين يصوتون للإرهابيين”. ونفى كون المستوطنات تشكل إشكالية في ما يسمى عملية السلام (MondoWeiss, “Anthony Weiner Goes From Right Wing Thug to Brilliant Populist in a New York Second”). أنهى وينر اجتماعه بعبارة ” am yisrael chai ” وهو شعار يعني “الأمة اليهودية على قيد الحياة” والذي يرتبط بشكل خاص مع المتطرفين اليمينيين في إسرائيل. إن آراء وسياسات وينر المعادية للفلسطينيين لم توقف المصري، الموجود الآن في مجلس إدارة فريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين للتبرع لصالح الحملة.

مع الأسف، فإن أموال أبو الهدى الفاروقي بالكاد تكون أكثر نظافة. حيث قام الفاروقي بالتبرع مؤخراً بمبلغ 50000 $ لحملة رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية السابق تيري مكوليف المرشح لمنصب حاكم ولاية فيرجينيا. والمثير للقلق أكثر، أن الفاروقي على ما يبدو له بعض الاتصالات التجارية مع إدارة بوش. في عام 2004، تم تقديم عقد بقيمة 327 مليون دولار لتجهيز الجش العراقي تحت الاحتلال إلى Nour USA ، شركة الفاروقي، قبل أن يلغى ذلك بسبب الجدل حول الإجراءات (“Tank Armaments Command Reissues Contract to Equip Iraqi Army,” Inside the Army, 31 May 2004. Arnaud de Borchgrave, “Iraq power grab,” The Washington Times, 7 March 2004). بالمناسبة يتم تسجيل اسم النطاق Palestine Note لنفس الشركة (انظر معلومات WHOIS) تم انتقاد العقود الممنوحة لشركة فاروقي من قبل أولئك الذين يشتبه بفوزهم بها نتيجة لصداقتهم مع أحمد الجلبي. إدارة بوش المثيرة للجدل والمحمية وسط الاندفاع لغزو العراق، نفت بشدة هذا الادعاء (بورشغراف). إن اتصالات الفاروقي مع محتلي العراق قد تفسر لماذا عضو Palestine Note والذي يتصل بي عادة، ويلتمس مشاركتي في عملية النشر، لديه تاريخ من العمل مع قناة الحرية الفضائية التي ترعاها الولايات المتحدة ومختلف مشاريع الاحتلال أي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في البلاد.

إن العقد الملغى لم ينه علاقة علاقة الفاروقي مع الاحتلال الأمريكي في العراق وأفغانستان، حيث وقع لاحقاً اتفاقاً مع Oshkosh Truck بهدف “الاستثمار في البنية التحتية والتدريب لدعم المبيعات المحتملة في المستقبل من شاحنات Oshkosh في أفغانستان والعراق” (“Terrorism Sparks Surge in Special Ops Market,” Defense News 3 April 2006). وجاءت هذه التعاملات ليتم فحصها تحت المجهر مرة أخرى عندما تم طرح التساؤلات بشأن التزوير في العراق (Christian T. Miller, “Evidence of Fraud Found by Iraq Audit,” Los Angeles Times, 30 April 2006). الفاروقي، مثل المصري، على اتصال بآلة الحزب الديمقراطي لجمع التبرعات، وتقديم مبلغ 10000 $ لصندوق كلينتون عام 1999 (“Virginia No 6 in Donations for Clinton’s Legal Defense,” The Daily Press, 26 February 1999). وأخيراً، فإن الفاروقي هو عضو مؤسس في فريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين.

مع أصدقاء مثل هؤلاء

هناك مدرسة فكرية غير منظمة ومنتشرة بين بعض العرب الأمريكيين الأثرياء تعتبر التبرعات السياسية والمشاركة الفعالة مع السياسة الخارجية للحكومة في الولايات المتحدة هي وسائل فعالة وكفؤة لتشكيل سياسة الولايات المتحدة. وبصرف النظر عن المشاكل الأخلاقية الهائلة التي تطرحها هذه الاستراتيجية (يتساءل المرء إذا كان المصري أو الفاروقي سيلجآن إليها إذا كان الاحتلال والحرب غير رابحة بالنسبة لهما) فإن لديها سجلاً هائلاً من النتائج التي ستنعكس على الشعب.

وكما تبين، فإن المصري كان أيضاً صديقاً لتيري مكوليف، رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية السابق لتلك الحملة الفاشلة التي تبرع لصالحها الفاروقي. في كتابه الصادر عام 2007: يا له من حزب! ذكر مكوليف المصري كـ”صديق جيد وقريب من ياسر عرفات وفي أبريل عام 2000 … استضافه في حفل عشاء صغير في مطعم رئيس الوزارء في واشنطن” (ص 250).

في حين أن السلطة الفلسطينية مثل فريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين الذي يتباهى بأن هذا النوع من الوصول يمكن اعتباره نجاحاً بحد ذاته، فإن مذكرات مكوليف ترسم صورة مختلفة بشكل مذهل. يجلس بجانب عرفات في مقر رئاسة الوزارء، مكوليف يقول عن العشاء بأنه “هزلي”، حيث يصف كيف أنه “كلما كان عرفات يحقق نقطة، كان يميل مراراً ويفرك ساقي تحت الطاولة”. إنه الخوف من المثليين على ما يبدو، يعلق مكوليف بأنه “ليس شيئاً عادياً يفعله الرجال معي عادة”، وأنه “فقط لا يستطيع تصور صديق أرييل شارون يفرك له ساقه عندما تحدث إليه” (McAuliffe, p. 251). هذا هو بالضبط نوع من “الوصول” الذي يسعى إليه فريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين. مكوليف – ذكر فرك الساق للمرة الرابعة خلال ثماني جمل – على ما يبدو “تطلع إلى نهاية الوجبة” لأنه “فرك ساقي كثيراً أصبح محرجاً” إذا كانت الجنسية المثلية ليست قوية بما فيه الكفاية بالفعل، يفكر مكوليف: “فبماذا ستفكر الراهبات في سانت آن؟”

وبينما يصف أرييل شارون الذي قام بمجزرتي صبرا وشاتيلا بأنه “صديق”، ويتهم عرفات بأنه رجل جاهل أو عجوز فاسق، فإن المضايقة الفعلية لمكوليف كانت على طاولة العشاء. على عكس ما قيل لنا عن أهمية الوصول إلى السلطات الأمريكية رفيعة المستوى، فإن مكوليف يرى بأن عرفات وجهات الاتصال الأخرى من قبل السلطة الفلسطينية ليست سوى أضحوطة، حتى في الوقت الذي يتبجح فيه عن صداقاته مع القادة الإسرائيليين وجماعات الضغط الموالية لإسرائيل.

والأسوأ من ذلك، فإن ذاكرة مكوليف تشير إلى أنه ليس هناك من تطور على الإطلاق في فهم الاحتلال الإسرائيلي أو تاريخ النضال الفلسطيني. كما يكرر مكوليف بأن الفلسطينيين يتبنون الخلاف لأجل الخلاف فقط دون وجود أسباب موضوعية لذلك. وانتقد عرفات أيضاً لـ”إعادة فتح المفاوضات بشأن تفاصيل محددة” حيث يلفت النظر باستنكار إلى أن عرفات كان “تحت الضغط.. للقتال والحصول على أفضل صفقة ممكنة”، كما لو لم تكن هذه هي الأهداف العادية لأي مفاوض قوي (McAuliffe, p. 252).

إذا أمكن للمصري أن يتناول العشاء مع مكوليف، إذاً يمكن له أيضاً أن يخلق “قنوات خلفية” بين السلطات الفلسطينية وشخصيات ثانوية في إدارة كلينتون، فإذا كان التسول والاستجداء يمكن أن يؤديا للفوز بلقاء أو بمكالمة هاتفية، فإنه من الممكن أنه يستحق هذا الإذلال – ولكن فقط إذا انتهى بأثر إيجابي على فهم إدارة كلينتون لوضع أو نتائج المحادثات. عوضاً عن ذلك، مع مكوليف صديق المصري تم الكتابة عن اتصالات مع زعماء فلسطينيين وكأنه يعتذر لهم، تم تبرير الاتصالات الدبلوماسية مع الزعماء الفلسطينيين عن طريق موازنتهم مع تاريخ طويل من الصداقة مع القادة الإسرائيليين وجماعات الضغط، تم إنشاء الجهود المضللة كانطباع دائم بأن الفلسطينيين هم المسؤولون عما حدث بعد إنشاء الدولة اليهودية على أرضهم.

لا ينبغي لنا أن نؤيد انطباعات مكوليف، لكن يجب أن يوقفنا هذا النوع من الاستقبال عندما نرى أن السلطة الفلسطينية والداعمين لها مثل فريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين لاتزال تدافع عن قدرتها على تحقيق نتائج من الاستراتيجية القديمة التي لم تحقق النجاح أبداً للنضال الفلسطيني، حتى لو كانت قادرة على تمكين ذاتها وتسهيل سير المصالح التجارية لصالح نخبة صغيرة.

يجب رسم خط

Palestine Note هي الوحيدة التي افتتحت أبوابها مؤخراً لكن قراراتها الأولى تعكس سوء الحكم وتدعو إلى التساؤل ما إذا كانت تعتزم أن تكون أي شيء أكثر من مجرد كونها مشروع تجاري ساخر – أو إذا كانت تعتزم أن تضع نفسها على طريق التضامن مع النضال الفلسطيني من خلال تنفيذ نداء المجتمع المدني الفلسطيني لمقاطعة إسرائيل.

رئيس تحريرها، على سبيل المثال، ليس سوى ليزا غولدمان، المدونة الإسرائيلية التي لفتت الانتباه عندما دخلت لبنان بذرائع زائفة باسم قناة تلفزيونية إسرائيلية. إن فشلها في تعريف نفسها باعتبارها العامل الإسرائيلي للتلفزيون الإسرائيلي، دعاها لتعريض رفاهية أولئك الذين وافقوا على إجراء مقابلة للخطر، العديد منهم فقدوا وظائفهم لاحقاً أو تم تهميشهم من قبل الأهل والأصدقاء بسبب ظهورهم على التلفزيون الإسرائيلي (انظر Angry Arab blog, Lisa Goldman and the media award). عندما كتبت إلى المدير التنفيذي لـ Palestine Note فادي السلامين لأنتقد تعيين غولدمان، أجابني بأن الشركة “فوق كل شيء” وأنه تم التعاقد مع الفريق “على أساس المهارات وليس على أساس الخلفيات”. إن إجابة السلامين كانت تحايلاً على السؤال، كما أنها تعني بأنه ليس هناك أي شخص سوى غولدمان لشغل هذا المنصب. كيف يمكن أن تكون هذه الحالة التي ليس فيها أي شخص لديه سجل أكثر مصداقية عن دعم النضال الفلسطيني ومتاح على موقع للفلسطينيين؟

علاوة على ذلك، تتمحور Palestine Note بطريقة تقوض دعوة المجتمع المدني الفلسطيني لمقاطعة المؤسسات الإسرائيلية. حيث أنها عازمة على إضفاء الشرعية على أصوات الفلسطينيين على موقعها – في الواقع الموضوع الحقيقي لفلسطين – مع وجود نسبة من الأصوات الإسرائيلية، وهو الإطار الذي يتناقض بشكل مباشر مع روح نداءات المجتمع المدني الفلسطيني في عام 2005 الداعية لمقاطعة (“…. الأحداث والمشاريع التي تتضمن الفلسطينيين و/أو العرب والإسرائيليين والتي تعزز وجود “توازن” بين “الجانبين” في تقديم رواية الطرف الآخر أو “الصدمات”، كما لو كانوا على قدم المساواة، أو أنهم يستندون على فرضية خاطئة تقول بأن المستعمِرين والمستعمَرين مسؤولون بشكل متساو عن الصراع ..” (Palestinian Campaign for the Academic and Cultural Boycott of Israel, “Guidelines for Applying the International Cultural Boycott of Israel, 20 July 2009). إن هذا الإطار هو واحد من الاستراتيجيات الأساسية لدى Palestine Note في “إنشاء منتدى لمناقشة القضايا الثقافية والاجتماعية والسياسية الحيوية التي تواجه فلسطين والمجتمع الفلسطيني” – لكن غيابه الغريب من بيان مهماتها هو إشارة إلى أن تلك القضايا التي تواجه الفلسطينيين تتعلق بمظاهر مختلفة من القمع الإسرائيلي. إن بروز المدونين الإسرائيليين على موقع يختص بشأن “فلسطين والفلسطينيين” وليس “إسرائيل وفلسطين” أو “الإسرائيليين والفلسطينيين” يشير إلى أنه يجب أن يكون للإسرائيليين دور متميز وموثوق في الحديث عن الفلسطينيين.

علاوة على ذلك، يبدو إطار “التماثل” أو “التوازن” كأنه يشكل نموذج ربح Palestine Note، بوصفه واحد من الخصائص المميزة للموقع. حيث يقدم الموقع وجهات النظر الإسرائيلية/الفلسطينية هذه بشكل متساو، ويطل على الفرق بين الظالم والمظلوم، والفشل في معالجة الامتياز الذي يمارسه الإسرائيليون كنتيجة لقمع حكومتهم للفلسطينيين (بغض النظر عما إذا كانت تتوافق شخصياً أو تتعارض مع تصرفات الحكومة) هو أمر أكثر إزعاجاً نظراً للاستغلال الواضح لهذه الفوارق من أجل الربح.

إن Palestine Note تقوض المقاطعة وأهدافها ليس لأنها تقدم منبراً لكتاب إسرائيليين، لكن لأن وضع العرض يبدو كأنه قاعدة للتأكد من صحة الشكاوي الفلسطينية بشكل ينسجم مع الانتقادات الإسرائيلية أو اليهودية، بنفس الطريقة التي يضمن بها فريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين بأن الرسائل العامة تدخل في نطاق المتغيرات في سياسة وزارة الخارجية الأمريكية. لذا فإن الطريقة التي يعبر بها رئيس تحرير لموقع على الإنترنت بشكل صريح بأن “فلسطين والمجتمع الفلسطيني” هو شأن إسرائيلي يعتبر أمراً مقلقاً، وخصوصاً أن حرمان الفلسطينيين من حقهم بالتعبير عن أنفسهم كان سمة تاريخية من الاضطهاد الإسرائيلي. يمكن للمرء أن يتخيل فقط ردة فعل غريبة من شأن أي مجلة مكرسة للحركة المناهضة للفصل العنصري في جنوب إفريقيا أن تتلقاها إذا استفاد المحرر العام من نظام الفصل العنصري بشكل لم يسبق إنكاره.

لهذا السبب يكون الإطار وأولئك الذين يستخدمونه يتعرضون للمقاطعة، التي تستهدف “ليس فقط المؤسسات المتواطئة ولكن أيضاً الروابط المتأصلة بينهم والتي تولد آلية القهر الاستعماري والفصل العنصري” (PACBI المبادئ التوجيهية للمقاطعة الثقافية العالمية لإسرائيل). بالتأكيد، إن النقد الأكثر شيوعاً والموجه للسياسة الإسرائيلية في Palestine Note هو أن الكتاب الإسرائيليين واليهود يمثلون غثمنا متطورا للإسرائيليين – ولكن نادراً ما يواجه الكتاب الإسرائيليون واليهود صعوبة في نشر مثل هذه الانتقادات في وسائل الإعلام الرئيسية باللغة الإنجليزية. فالفلسطينيون وغيرهم ممن يوجهون انتقادات أكثر منهجية لدولة إسرائيل، نادراً ما يتاح لهم الوصول إلى وسائل الإعلام الناطقة باللغة الإنجليزية.

يجب أن يتم قراءة وجود Palestine Note على خلفية فشل فريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين بكسب تأييد نشطاء التضامن مع فلسطين، بالإضافة إلى تراجع السلطة الفلسطينية الكبير في شرعية ما بعد غولدستون. عندما تتلقى منظمة اللوبي المزيد من الدعم في واشنطن، أكثر من الفلسطينيين أو مؤيديهم، فإننا نواجه حالة من انعدام العلاقات. الآن يبدو بأنه يجب على السلطات الفلسطينية الاحتماء تحت مظلة مثل Palestine Note. فكما توسل المدافعون عن محمود عباس لأجل “الوحدة” بعد خيانة الشعب الفلسطيني في قضية غولدستون، فإن هؤلاء الموجودون في Palestine Note لجؤوا إلى هذه المظلة.

في حين أن الطريق التي تسلكها الأموال خلف Palestine Note – سماسرة حرب مثل أبو الهدى الفاروقي وجامعي تبرعات سياسية مضللة مثل هاني المصري – قد تسببت بمشاكل بما فيه الكفاية لهذا الموقع، فإن خرق دعوة المجتمع المدني الفلسطيني للمقاطعة هو سبب آخر يدعو للشك. هذه هي بعض الأسباب التي تشرح لماذا شعرت بأنه من أجل أن يكون هناك اتساق مع التزامي الشخصي لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات، فإنه لا يمكنني العمل مع Palestine Note.

يمان صلاحي هو طالب في في كلية الحقوق بجامعة ييل ويساهم في تحرير موقع (الإنتفاضة) باللغة الإنجليزية.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.