الرئيسية » تحرر الكلام » يا شام..” كلُّ الذينَ أحبِّهُـمْ نَهَبُـوا رُقَادِيَ وَ اسـتَرَاحوا “؟

يا شام..” كلُّ الذينَ أحبِّهُـمْ نَهَبُـوا رُقَادِيَ وَ اسـتَرَاحوا “؟

** لدهور ودهور ظل صوت فيروز يصدح في حواري الشام، يتزاحم مع قراءات لنزار قباني تتغنى بالشام وبردى.. وبقايا روائح الكنافة والكعك والمعمول والغريبة والسمسمية و”كشكة الفقراء” تتسلل الى الروح لتشاركك فرحة لقاء من هم من طينة “شام أهلوك أصحابي ” ..وراحت الشام وبقي صوت فيروز وأشعار نزار معبئين في أكياس دفينة في ثنايا الروح ..فأين غادر “أصحابي” !

** “موجودين طال عمرك”..هكذا يقول صاحب بئر نفط تدفق ليحول أصحابي الى هياكل عظمية تتمشى في الشوارع أو تترنح على قارعة الطريق ..قبل السقوط الأخير على إيقاع قنابل وصواريخ ودبابات مزركشة ، ملونه بكل الأطياف والطوائف واللغات ،، تحمل كل الأصوات إلا صوت فيروز ونزار ..تحلق فوقهم غيمة تترصد صدورهم العارية كيما لا يبدو سعيد عقل وفيروز كاذبان وهما ينعيانها منذ ستة عقود أو تزيد قبلهم .. ” كل الذين أحبهم نهبوا رقادي..واستراحوا”.

** لكن هل استراح الموت ..هل أخذ غفوة أو استراحة محارب ..هل في الأفق بارقة أمل !!

** فيروز لم تسترح ..ظلت تزور دمشق كل صيف ، يسبقها صوتها ” شام عاد الصيف ،، وعليك عيني يا دمشق فمنك ينهمل السماح “..!!

** لم ينهمل السماح ..انهملت القنابل سيدتي فيروز ، تحرسها المدافع وتحميها الصواريخ … لتتمشى في الطرقات تنثر الموت المجاني لتقول لصانعيها ” أحسنتم انا اعمل بطريقة جيدة ، وعلى مدى ونطاق واسع،، يمكنكم ان تفرحوا وتبيعوني بأسعار مرتفعة “..ألا تدمع المدافع وتخجل القنابل وتستحي الصواريخ ؟

** رائحة الحلويات تحولت لرائحة نفايات بشرية تتعلق ببقايا لحم تجمع حول عظمة نسيت الكلاب ان تلتهمها ،،والتراب ان يلتقمها ، وكشكشة الفقراء راحت وبقي الفقراء يتجولون مع الاشباح في أطلال المدن وخرائبها ..هل بكى الموت واستحى هو الأخر ام لا زال جائعا هو الاخر يبحث عن لقيمات تقيم أوده ؟

** من يطفئ “أوراق لهب ريح الشيطان ليبطئ إيقاع الموت المتنامي في كل مكان” رحل نزار قباني وسعيد عقل وبقيت فيروز تجتر الحزن كلما سمعت نشرة اخبار ما تكاد تنتهي حتى تمتلىء بارقام جديدة “لأحبة يتساقطون “؟

** ماذا تفعل فيروز والموت والدبابات ..الآن بالتحديد؟.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.