الرئيسية » تحرر الكلام » ارض الكنانه : نظام خارج النص ووطن في مرمى الفقر والعطش!!

ارض الكنانه : نظام خارج النص ووطن في مرمى الفقر والعطش!!

قد يبدو الامر مفارقه او مغالطه من العيار الثقيل عندما يتحدث الاعلام والمحللون حول قضية استنساخ نظام السيسي لتجربة ومسلكية نظام حسني مبارك فيما الحقيقه المؤلمه والساطعه تقول بان نظام حسني مبارك البائد بكل سيئاته كان افضل اداءا من نظام السيسي والمقارنه هنا هي نسبيه بين نظامَين دكتاتورييَن حكما ويحكما دولة مصر العربيه التي عانا وما زال يعاني شعبها ويلات الفقر والعوز والقمع والاضطهاد من قبل نظام مصري عَّدمي يفتقد لكل المقومات والمؤهلات لادارة شؤون دولة بحجم مصر من جهه ويفتقد لمقومات الفكر الديموقراطي والشرعيه الجماهيريه في عملية وجوده في الحكم من جهه ثانيه وبالتالي لا يملك النظام الانقلابي في مصر اي معطيات ومقومات تخوله لادارة شؤون اكبر دوله عربيه يقوم هذا النظام بتدميرها وتهميشها وطنيا واقليميا وعالميا الى حد لم تعد فيه مصر قادره لا بالدفاع عن حقوقها التاريخيه في مياه نهر النيل ولا قادره على لعب اي دور اقليمي او عربي في ظل وجود نظام طفيلي ومنافق يسعى فقط لتثبيت وجوده كنظام حكم في شخص رئيس مزعوم يبدو بكل وضوح انه خارج النص وخارج اطار القدره والمقدره على ادارة شؤون مصر كدوله وكشعب وكقوه عربيه اقليميه قادره على التاثير في مسار الاحداث التي تعصف بمصر بشكل خاص وبالمشرق والمغرب العربي بشكل عام!!

بعد عدة اسابيع من الان ستحل ذكرى ثورة 25 يناير2011 في ظل تطورات واحداث كثيره عصفت بمطالب شعب ميدان التحرير وكامل الشعب المصري الذي خلع الدكتاتور حسني مبارك بعد عقود من الدكتاتوريه والفساد والقمع وعقود من تهميش مبارك المبرمج لدور مصر الاقليمي والعالمي وجعلها مجرد ملحق بالسياسه الامريكيه والغربيه حيث كانت قرارات مصر وما زالت اسيرة الدول المانحه وعلى راسها امريكا وبالتالي ماجرى بعد سقوط مبارك هو تدخل الجيش المصري بزعم حماية منجزات الثوره والشعب الى حين انتخاب رئيس وبرلمان مصري حيث تم انتخاب الرئيس محمد مرسي عام 2012 كاول رئيس مدني منتخب لمصر ما بعد الثوره, لكن العسكر بقيادة السيسي قام بالانقلاب على مرسي عام 2013 ووضعه رهن الاحتجاز حتى يومنا هذا فيما قام السيسي بتنصيب نفسه رئيسا لمصر عبر انتخابات مزيفه عام 2014 وها نحن ندخل العام 2016 وما زال السيسي يسير بمصر من كارثه وطنيه الى اخرى الى حد اصبح فيه امن مصر المائي ومستقبل شعبها ليس في دائرة الخطر فحسب لابل ايضا في مرمى العطش الحتمي القادم في اعقاب تشييد وتشغيل اثيوبيا لسد “النهضه”..

.. سد النهضه سيُغير مجرى نهر النيل شريان حياة المصريين منذ قرون من الزمن وهو السد الذي سيشعر بعواقبه الوخيمه الشعب المصري حين يدرك بحقيقة انخفاض نصيبه في المياه اواخر هذا العام 2016، حيث أن النصيب الحالي للفرد المصري في المياه يبلغ 617 مترا مكعبا سنويا، وأنه في اعقاب بناء السد وتشغيله سيصبح نصيب الفرد 333 مترا مكعبا سنويا مما يعني ان مصر مقبله على كارثه مائيه حقيقيه ستعصف بالانسان المصري كانسان وكمزارع عاش قرونا على الزراعه في حوض وعلى شواطئ نهر النيل احد اهم معالم ومقومات ارض الكنانه التاريخيه والتي تعني في معنى من المعاني” انها أرض الماء وأرض البحار حاضرة نهر النيل المعلَّم والرمز التاريخي لمصر على مر التاريخ البشري …الكنانه بمعناها اللغوي تعني الجراب الذي تحفظ فيه السهام ومصر الارض والتاريخ كانت مهد لحضارات كثيره وعلى راسها حضارة الفراعنه الاقوى والاهرامات القائمه حتى يومنا هذا كشاهد من مشاهد وشهاد كثيره على تاريخ ارض الكنانه..ارض الماء ومصدرها النيل الذي يفرط به وبحقوق الشعب المصري نظام انقلابي عسكري فاشل سياسيا واقتصاديا ناهيك عن انه ساقط اخلاقيا وتاريخيا ووطنيا!!

بدأ نظام السيسي اول خطواته التدميريه بقمع وفض الاحتجاجات المعارضه له بقوة السلاح وارتكب اول مجا زره البشعه في ميدان رابعه العدويه في 14 أغسطس 2013 والحصيله كانت الاف القتلى والجرحى من المدنيين العزل وهذه الجريمه احدى جرائم السيسي ضد الانسانيه وتُعتبر بمثابة قتل جماعي او اباده جماعيه لم تعهدها مصر من قبل في تاريخها الحديث من جهه وبمثابة رساله واضحة المعالم للشعب المصري تُفيد بانه هذا هو مصير كل من يعارض نظام السيسي من جهه ثانيه وبالتالي فيما بعد واصل نظام السيسي قمعه واعتقالاته لكل من يعارضه وذهب الى ابعد من هذا بتدمير ثلث بيوت مدينة رفح المصريه بحجة “الحزام الامني” واشعل الحرب في سيناء بحجة ” محاربة الارهاب” وقام باعتقال واعدام الاف مؤلفه من المصريين ومن بينهم اعضاء وقيادة حركة” الاخوان” التي اعتبرها نظام السيسي حركه ” ارهابيه” وحظر نشاطاتها داخل مصر,ناهيك عن الحصار المشدد والفاشي الذي يفرضه نظام السيسي على قطاع غزه بحجة انتماء حركة حماس لتنظيم ” الاخوان” فيما الهدف الحقيقي هو كسب رضاء الكيان الصهيوني وضمان تدفق المساعدات الامريكيه.ووصل الامر في مسلكية نظام السيسي الاجرامي نحو فلسطينيي قطاع غزه الى حد اغراق الانفاق بمياه البحر وتلويث مياه الشرب الجوفيه شريان حياة سكان قطاع غزه..!!

الجاري في مصر هو وجود نظام قمعي واستبدادي استغل ويستغل تطلعات الشعب المصري وخاصة في اعقاب ثورة 25 يناير من اجل تحصين و تثبيت شخص انقلابي وجاهل في منصب هو الاهم في مصر وهومنصب رئيس الجمهوريه بهدف احتكار السلطه عبر ترويج اعلامي تضليلي تقوده عصابات من الاعلاميين المصريين المنتفعين من وجود نظام فاق قمعه عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك ووصل الى حد تجريم الطلاب الجامعيين في حال انتقادهم لسياسة السيسي وقام بمنع التظاهر والاحتجاج السلمي في جميع الجامعات المصريه لكن الانكى من هذا وذاك هو تشريع النظام الدكتاتوري لقوانين قمعيه تتحكم ليس بحياة الشعب المصري فحسب لابل تتحكم حتى في انتخابات برلمانيه مزيفه جرت مؤخرا وكما هو متوقع كان الفائزون هم جماعات السيسي وفلول مبارك سواء اراد الشعب ام لم اراد.. السيسي يريد اسقاط الشعب المصري في شباك دكتاتوريته لكي يبقى رئيسا مهما كلف الامر ومهما كان مردود وجوده كارثيا على مصر..!!

يقوم النظام المصري بارتكاب انتهاكات جسيمة وشنيعه بحق المعارضين والصحفيين والنشطاء وكل من يعارضه غير آبه لا بالديموقراطيه ولا بحقوق الانسان ولا بالمؤسسات الدولية وقد بلغت حالات التعذيب والاعتقال والاختفاء القسري مستوى غير مسبوق ومعهود في مصر الى حد ان ظاهرة الاختفاء والتصفيه الجسديه صارت تشكل رُكنا مهما من اركان مسلكية نظام السيسي ناهيك عن انتهاك حقوق الانسان المصري بشكل فض الى حد تبرير القتل والاعتقال وتمريره كقضيه مهمه من اجل الامن والاستقرار في مصر لابل ان الانتهاكات تطال الاطفال ايضا حيث كشفت تقارير حقوقية عن” تعرض الأطفال في مصر لآلاف الانتهاكات الجسدية، مع أكثر من أربعة آلاف حالة انتهاك خلال عام 2015، جاء في مقدمتها الإصابات، والقتل، والاستغلال الجنسي”وذكر التقرير السنوي لـ”المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة” أن “النسبة الغالبة في الأطفال الذين تعرضوا للانتهاك هم من الذكور، بنسبة 49 في المئة، في مقابل 32 في المئة للإناث، في حين لم يتم ذكر تحديد الجنس لنسبة 19 في المئة المتبقية. وتنوعت أسباب حالات الإصابة والقتل والاستغلال الجنسي، ما بين إطلاق نار، وتسمم، وعنف أسري ومدرسي ومجتمعي، وإلحاقهم بصفوف العمالة، نتيجة الفقر والإهمال، وتدني الوعي، والظروف المعيشية الصعبة”.

ليس هذا فقط ففي الوقت الذي يلهي فيه الاعلام المصري الهابط الشعب بحكايات وخرافات الجن والشعوذه و تشكيل لجان من الأزهر والبرلمان والحكومة المصرية “لمواجهة الجن” الذي يهاجم بعض قرى الريف المصري!, يزداد الفقراء في مصر فقرا حيث تجاوز عدد السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر والفقر المدقع نسبة ال30 بالمئه من تعداد السكان في مصر مما يعني ان مايقارب ثلث المصريين يعيشون تحت خط الفقر والكثيرون من بينهم لايتلقون خدمات ولا رعايه صحيه مجانيه رغم فقرهم وعوزهم ومرضهم الذي يتطلب تدخل طبي وعلاج عاجل وبالتالي ماهو حاصل في مصر الدوله العربيه الاكبر هوان نظام العسكر والدجالين يقود الدوله والشعب الى كارثه اقتصاديه واجتماعيه محققه لان هذا النظام ببساطه لا يملك اي مقومات تؤهله للنهوض بمصر وجُل جهده منصَّب على تثبيت عبد الفتاح السيسي على كرسي الرئاسه في مصر…نظام بلا مشروع ولا يملك سوى ادوات القمع والقتل ومكائن الكذب الاعلامي !!

خاضت الشعوب عبر التاريخ حروب تحرير وحروب وجود وحدود ومنذ اكثر من عقدين يدور الحديث حول “حروب المياه” القادمه والنزاعات بين الدول على المياه وعلى اشكالية بناء السدود وتقليل كميه المياه المتدفقه الى هذه الدوله او تلك وللمثال قيام تركيا بتشييد سد اتاتورك على نهر الفرات وقد اثر هذا تاثيرا مباشر على تدفق المياه الى العراق وسوريا وادى فيما ادى الى شح في المياه و الى اضرار وجفاف مناطق زراعيه شاسعه حجبت عنها مياه النهر وهنالك مثال اخر وهو الجفاف وشح المياه التي تعرضت و تتعرض له منطقة الاهوار العراقيه ومحافظة البصره ومناطق اخرى في العراق بسبب السدود الايرانيه التي اقيمت على الانهر التي تزود العراق بالمياه وبالتالي عندما نُخمن كيق سيكون وضع مصر القادم بما يتعلق بمياه نهر النيل في ظل تشييد اثيوبيا سد النهضه الضخم على نهر النيل فسنجد ان اضرار سد النهضه ستكون كارثيه على مصر الذي يُعتبر النيل شريان حياتها ويُقدر بعض الخبراء ان مشروع سد النهضه سيؤدي”إلى نقص في حصة مصر من المياه بنسبة تتراوح بين 9 و12 مليار متر مكعب سنوياً، إلى جانب فقدان مصر حوالى 3 ملايين فدان من الأراضي الزراعية وتشريد من5 إلى 6 ملايين مزارع.” بالاضاقه الى ” عجز متوقع في إنتاج الطاقة من السد العالي وانخفاض مستوى بحيرة ناصر إلى حوالى 15 متراً، وحدوث فترات جفاف وتدهور في نوعية المياه، وكذلك احتمال أن يحدث انهيار في سد “النهضه” نتيجة بنائه في منطقة منحدرة تشهد اندفاع مياه النيل الأزرق، بما يزيد عن نصف مليار متر مكعّب يومياً وهي مياه تنحدر من أماكن ذات ارتفاعات شاهقة تصل إلى 2000 متر، مما قد يتسبب في حدوث فيضانات عارمة قد تطيح ببعض القرى والمدن، خصوصاً الواقعة في السودان”…توقعات سوداويه لكنها اخطار حقيقيه تتربص بامن مصر المائي لا ياخذها نظام عبد الفتاح السيسي على محمل الجد و يحاول جاهدا التقليل من عواقب وتداعيات تشغيل سد النهضه على مصر..!!

ارض الكنانه لم تكن في يوم من الايام في مرمى الخطر مثلما حالها اليوم في ظل وجود نظام عسكري عاجز عن الدفاع عن حقوق مصر في المياه وهي قضية حياه او موت بالنسبه لملايين المصريين وعليه ترتب القول ان على الشعب المصري ان يدافع عن وجود مصر وحياة مصر اولا باسقاط هذا النظام الفاسد والعاجز وثانيا بالدفاع عن حقوق مصر الكامله في مياه النيل… الذي يريد تعطيشَك بهذا الشكل او ذاك فهذا يعني انه يعلن عليك الحرب و ويفرض معادلة “الحياه حربا او الموت عطشا” ورغم اننا بشكل عام ضد الحروب فعلى مصر ان تستنفذ كل خياراتها التفاوضيه والسلميه مع اثيوبيا لكن عليها ان لا تسثني خيار الحرب لانه خيار لابد منه اذا تعلق الامر بتعطيش مصر وقتل شعبها… ارض الكنانه : نظام خارج النص ووطن في مرمى الفقر والعطش! و السؤال الى متى؟؟

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.