الداعية ‘العودة‘: معسكرات الجهاديين مدارس لتلقين التكفير واستحلال الدماء والأعراض

(خاص – وطن / وعد الأحمد) تبرأ الداعية السعودي سلمان العودة من دعوة الشباب إلى الغلو والتطرف أو أن يكون سبباً في دفعهم باتجاه مناطق التماس والقتال حتى يوم كانت السلطة السياسية والسلطة العلمية تدعو إلى ذلك وتسهِّل أسبابَه، تحت ذريعة محاربة (الدب الروسي)، الطامع في مياه الخليج!-كما قال-في مقالة له بعنوان تحدث عن نفسك”.

 

وعقّب العودة متسائلاً:”لست أدري-والله- أكان ذلك الدب فعلاً يطمع في مياه الخليج، أم كانت تلك وسوسة أمريكية لحملنا شعوباً وحكومات على مقاتلة القطب المعادي للغرب بالنيابة عن الغرب وبالسلاح الفتاك (الجهاد)!”

 

العودة الذي دأب على إلقاء الدروس والمحاضرات منذ أربعين عاماً أشار إلى أنه خاطب الشباب المغرر به آنذاك قائلاً: “تبرَّعوا بقيمة التذكرة وابْقوا عند أهلكم، وتعلَّموا، وابنوا حياتكم ومستقبلكم، ولا تخوضوا حروباً أكبر من طاقتكم وأبعد من تفكيركم!” مشيراً إلى أن هذا” حدث أيام أفغانستان، ثم أيام العراق، ثم أيام الشيشان، ثم أيام سوريا “.

 

ولفت الداعية “العودة” “إلى أن موقفه هذا أغضب الكثير من المتحمسين الذين يتصدَّرون المشهد بأصواتهم العالية، ويرمون الصوت المخالف لهم بأقسى السهام، ويصفونه بالتخاذل والنكوص عن الجهاد، وترك الثغور لأعداء الأمة، وبأنه باع دينه بعرَض من الدنيا، وصار عبداً للحاكم الذي يملي عليه ما يقول!”.

 

وكشف الداعية السعودي أنه بسبب هذا الموقف خسر العديد من تلاميذه وأحبابه الذين وصل الحال ببعضهم إلى مقاطعته وهجره” ورغم حداثة سنه آنذاك-كما قال- كان يرى غالب من يهمّون بالسيف ممن لم يحصلوا على علم صحيح، ولم يفلحوا في دراسة أو تجارة أو إدارة.

 

وأردف:”كنت أعلم أنهم يذهبون إلى هناك ليرافقوا السلاح، ويتدرّبوا على فنون الحرب والقوة البدنية والقتال، دون أن يخضعوا لتربية علمية ونفسية وأخلاقية توازي ذلك وترشده، وبهذا يسهل انزلاقهم إلى مسالك ومخاطر غير محمودة العقبى”.

 

واستدرك قائلاً: “لم يكن يخطر ببالي أن تكون المعسكرات التي تؤويهم وتستقبلهم في حالات كثيرة مدارس لتلقين التكفير واستحلال الدماء والأعراض”.

 

وتطرق العودة لجوانب شخصية اعترضت مراحل عمله في الدعوة والإرشاد حيث كان يتحرج ويرتبك–كما يروي– من انتقاد الآخرين له على الملأ لدى تحدثه عن أخطاء الناس، وكان– بحسب قوله- يتساءل عن هدف هذا النقد ودافعه وتصنيفه ولكنه لا يستسيغ أن يسأله أحد عن دافعه حين ينتقد، فيقول له: “ليكن دافعي ما يكون، المهم أن تتدبَّر ما أقول فلعل فيه بعض الصواب!”

 

وألمح العودة إلى بعضٍ من حضور دروسه ممن اغتروا -كما يقول- بظاهر ستر الله على الداعية، معتقدين أنه من طينة أخرى أو من برج آخر لا يهش ولا ينش، ولا يبتسم إلا للضرورة القصوى، ولا يغضب، ولا يخضع للطبع والمزاج، ولا ينفعل”.

 

ولم يخطر ببال هذا المغتر– بحسب قول العودة- أن يكون الداعية صاحب نكتة أو دعابة وخفة ظل، أو حليف كآبة وهمّ وغمّ وحزن، أو صاحب مزاج متقلِّب، أو مبتلى بذنب خفي بينه وبين الله، أو أنه قد ورث في جيناته سفعة غضب، وحِدَّة طبع، وسرعة انفعال أخفق في تهذيبها وتشذيبها!وربما اجتمعت فيه هذه الخلال كلها”

 

ولفت الداعية السعودية إلى مزايا الشبكات الاجتماعية على مافيها من مساوىء فهي جعلتنا-كما يقول- نشاهد بعضنا دون تزييف أو تلوين، نشاهد الحياة بعفويتها وطبيعتها، وخيرها وشرها، وحلوها ومرها، وفرحها وحزنها، وعزائمها ورخصها، وقسوتها ولينها”.

 

واعترف العودة أنه تعلم من هذه الشبكات الاجتماعية الكثير ومن أهم ما تعلمه التخفف من الرسمية والتوقر الزائد، والتدرُّب التدريجي على الاعتراف بالخطأ، والبُعد عن المثاليات.

 

وشكر صاحب كتاب “أنا وأخواتها” وسائل الـ (تويتر)و(فيسبوك)و(أنستجرام).خاصاً بالشكر الـ (سناب شات) لأنه كما قال “تعلم منهم مالم يتعلمه من غيرهم”.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى