نشر موقع “عصر إيران” تقريرًا عن وضعية المثليين جنسيًا من الرجال الذين ظهروا مؤخرًا في طهران، بعد قضية الشاعر الإيراني الذي سافر إسرائيل بيام فيلي، حيث أبدى في مؤتمر صحفي نقلته صحيفة “هآرتس” بحضور وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريجف، إعجابه الشديد بإسرائيل، قائلا إنها “جنة الشواذ في الأرض”.
تعريف المثلية لدى إيران
المثلية الجنسية هي انحراف نفسي وأخلاقي في جميع المجتمعات ومنها إيران، ومع شيوعها بدأت بعض الدول بالتعارف عليها، وحتى في النصوص القانونية الخاصة بهم اعترفوا برسمية هذه الظاهرة، ولكن في بعض المجتمعات الأخرى يتم المعاقبة عليها إما بالنبذ أو الموت، في النهاية تعد المثلية الجنسية آفة أخلاقية اجتماعية وواقع لا يمكن انكاره.
انتشار الظاهرة
ظهرت منذ 11 سنة وبدأت هذه الظاهرة في الانتشار خصوصًا في المناطق الشمالية من شارع شريعتي في العاصمة الإيرانية طهران، وكان أول شخص تم مشاهدته هو شاب يدعى علي كان يقف كل مرة مع شخص مختلف ويأخذه ويدخلون في زقاق صغير في آخره فندق، يضع مساحيق تجميل مما يجعل من البديهي وصفه “بالمخنث”.
بدأ علي بالدخول على غرف الشات ويتحدث مع من يماثله لايف على الانترنت، فأحس أنه ليس وحده، وبدأ بالحوار مع من يشبهونه من خارج إيران، ويتبادل وجهات النظر معهم.
دردشة مثلية
بدأت الغرفة التي أنشأها علي للدردشة على الانترنت تنتشر تدريجيًا إلى أن أصبحت معروفة ويقصدها جميع المثليين جنسية، وأغلبهم استخدم برنامج “ياهو” للدردشة، بدأ النزاع بين أعضاء الغرفة بعد ذلك، لأن أغلبهم أحسوا بأن شريكهم يصاحب آخرين غيره، ما أدى إلى تنافرهم من الفكرة.
وأصبح أكثرهم يخاف من الاصابة بالأمراض الجنسية مثل الإيدز فبدأوا بالاتجاه للعلاقة الفموية حتى لا يستخدمون الأوقية الذكرية بشكل كبير، ما أدى إلى انخفاض الدردشة الالكترونية بينهم.
حياة طبيعية
يقول أحد الأشخاص للموقع إنه يبلغ من العمر 31 سنة ويعيش في المناطق الشمالية من العاصمة طهران، تخرج من الهندسة المعمارية، وحاليًا يعمل في شركة مقاولات، ويتقاضى شهريًا 830 دولارًا، ويعيش مع صديقه، مضيفًا إنه في السابق كان يعيش مع صديقه في شقة عزاب بعيدًا عن أختيه وجدته.
وأضاف إن شريكه أصغر منه بعشر سنوات، وأنه يعيش معه منذ 14 سنة ولم يفكر يومًا أن ينفصل عنه، ولكنه فكر في تسجيل عقد زواج منه مثل الآخرين وتشكيل حياة، ولكن كانت هناك موانع كثيرة أهمها أنهم مثليي الجنسية.
مواجهة دينية وقانونية
من ناحية الدين أفتى المرشد الإيراني السابق، روح الله الخميني، بحرمانية المثلية الجنسية، وللتحايل على ذلك، سمح المرشد بإجراء عمليات تحويل الجنس لدى الإيرانيين، حتى يتمكنوا من الزواج.
ومن ناحية القانون، يعتبر الدستور الإيراني الزواج من نفس الجنس “عمل مروع”، وكفر بين يصل حد العقوبة فيه إلى الإعدام، فبحسب المادة 110 من قانون العقوبات الإيراني يعاقب اللواط الذين يدخلون في علاقة كاملة في إيران بالقتل، وبحسب المادة 114 و117 يجب أن يقر على هذه الواقعة 4 أشخاص أو يثبت عليه التهمة 4 مرات حتى يتمكنوا من تنفيذ الحكم، ويتأكد القاضي من هذه الدعوى بواسطة الطب الشرعي.
أما إذا لم يقيموا علاقة كاملة، يحاكمون بالجلد 100 ضربة، وإذا ارتكب المتهم هذه الجناية 3 مرات يصبح الحكم في المرة الرابعة هو الإعدام، إما إذا كانت العلاقة بين السيدات فيضربون بالسوط 100 ضربة.
كشفت إحصائيات نشرتها هيئة الشؤون الاجتماعية في وزارة الداخلية الإيرانية، عن ارتفاع معدلات الدعارة بين الرجال أو ما يعرف بالمثلية الجنسية خلال العام الجاري، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة ارتفعت بنسبة 24%.، بحسب موقع “إرم نيوز”.
وبحسب الوزارة، فإن طهران تحتل المرتبة الأولى بين المحافظات الإيرانية، في نسبة انتشار الظاهرة، بعد اعتقالهم 65 شخصا مارسوا عمليات المثلية الجنسية خلال عام 2015.
وفي سياق آخر، كشفت هيئة الشؤون الاجتماعية في وزارة الداخلية الإيرانية، عن ارتفاع مضايقة الفتيات في الشوارع العامة من قبل الشباب وسائقي الحافلات، منوها إلى أن 76% من مضايقي الفتيات متزوجون ولديهم أطفال.