الرئيسية » تقارير » “حنطة السوري” على خطى “حنظلة الفلسطيني”.. كاتم الصوت يدخل على خط اغتيالات الثورة السورية

“حنطة السوري” على خطى “حنظلة الفلسطيني”.. كاتم الصوت يدخل على خط اغتيالات الثورة السورية

(وطن – حمزة هنداوي) مع اغتيال الصحفي السوري “ناجي الجرف” الأحد، يدخل كاتم الصوت على خط الاغتيالات في الثورة السورية، حيث تداولت تقارير إعلامية أن شابا يحمل مسدسا كاتما للصوت أطلق رصاصة على رأس “الجرف” أمام مبنى “آغور بلازا” في مدينة غازي عينتاب التركية.

 

وتضاربت الأنباء حول إلقاء الشرطة التركية القبض على القاتل، وسط اتهامات طالت جهتين لا ثالث لهما نظام الأسد وتنظيم “داعش”.

 

ويعيد اغتيال الصحفي والمعارض “ناجي الجرف” بهذه الطريقة إلى الأذهان حادثة اغتيال مبدع عربي آخر حمل إضافة إلى قضية العرب المحورية “فلسطين” الاسم نفسه، والحديث هنا عن رسام الكاريكاتير العالمي “ناجي العلي” الذي قضى في 29 أغسطس/ 1987 متأثرا بجراحه بعد إصابته بطلق ناري من مسدس كاتم للصوت في أحد شوارع لندن.

 

وإضافة إلى اغتيالهما بالأسلوب نفسه، واسمهما الذي لم يكن لكليهما منه نصيب، يتقاطع “الناجيان” السوري والفلسطيني في عدة أمور أولهما أنهما قضيا في بلاد اللجوء بين غازي عينتاب ولندن، وثانيهما إبداعهما المرتبط برموز ثورية، إذا اشتهرت شخصية “حنظلة” في رسوم ناجي الفلسطيني، بينما أسس ناجي السوري مجلة “حنطة” وترأس تحريرها وأتبعها بمجلة “حنطاوي” لليافعين.

 

وفيما توجهت أصابع الاتهام في اغتيال ناجي العلي إلى “الموساد الإسرائيلي”، ومنظمة التحرير الفلسطينية، لنشاطه الكاريكاتيري ضدهما، كانت الاتهامات، كما أسلفنا، ثنائية التوجه أيضا إلى مخابرات نظام الأسد وتنظيم “داعش”، حيث يعتبر أمثال ناجي الجرف خطرا على الجهتين، فهو واحد من الذين نزعوا عن نظام الأسد قناع وكالته الحصرية التي يدّعي بحماية الأقليات، كونه أحد أبنائها السوريين المشاركين في الثورة منذ انطلاقتها.

 

كما أنه فضح التنظيم عندما أنجز فيلما وثائقيا بعنوان “داعش في حلب” عرضته قناة “العربية” وحقق الفيلم انتشارا واسعا.
وتعتبر سوريا من أسوأ البلدان في حماية الصحفيين، حيث تصدرت دول العالم بعدد ضحايا العمل الإعلامي فيها، وتتحدث الأرقام عن أكثر من 530 صحفيا وناشطا إعلاميا قضوا في البلاد التي تشهد حربا معقدة منذ 4 سنوات كان للنظام السوري حصة الأسد من مقتلهم.

 

تداعيات الاغتيال

 

أثار خبر اغتيال ناجي الجرف ابن مدينة “سلمية” بريف حماه وسط سوريا استياء الصحفيين والناشطين والمعارضين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها ما حمل تفاصيل مهمة حول الخبر، فقال زميله وابن بلده الزميل “غياث الجندي إنه “خبر أشبه من الصاعقة، من شوي عرفت أنه الفرنسيين عطوه فيزا منشان يسافر إلى الأمان. كارثة مقتل الصحفي السوري الجميل ناجي الجرف في غازي عنتاب التركية. ناجي كان من أشد الناقدين للنظام الإرهابي الأسدي ولإرهابيي داعش”.

 

ووسط أنباء غير مؤكدة عن تبني التنظيم عملية الاغتيال أضاف الجندي “كتب أحد سفلة داعش..بشرى للمسلمين بشكل عام ولأهل الرقة بشكل خاص قتلنا الكافر ناجي الجرف”.

 

وتساءل الكاتب الأديب السوري “نجم الدين سمان” قائلا “هل بدأت اغتيالات الناشطين والمعارضين؛ مع وحيد صقر في لندن؛ مروراً بناشطين من حملة: الرقة تذبح بصمت؛ قُتِلا في أورفه قبل شهر؛ وليس انتهاءً بالزميل الإعلامي ناجي الجرف في غازي عينتاب؟! لا تقولوا لي إنها داعش.. وفقط؟!”.

 

في حين انتقد المعارض وعضو المجلس الوطني السوري السابق “معتز شقلب” لوم أحدهم لتركيا واتهامها بالتقصير بحماية “الجرف” فكتب على صفحته الشخصية “قرأت لوما موجها من شخص معتوه لتركيا بتقصيرها بحماية الصحفي ناجي الجرف الذي استشهد منذ قليل على يد مسلح ملثم بمسدس كاتم صوت. يعني يا …… بتكره تركيا هاي فهمناها بس شو رأيك تركيا تراقب 2 مليون سوري منتشرين بالبلد مع حدود مفتوحة بطول ألف كيلو متر…ناهيك أن هكذا عمليات تتم بأيدي محترفين ومدربين جيدا، ولا يمكن أن تخرج عن النظام أو داعش”.

 

وختم شقلب “الرحمة للشهيد ناجي ولشباب الرقة الذي سبقوه، وأعود وأكرر ما ذكرته سابقا الفترة القادمة فترة اغتيالات لشخصيات رفضت وترفض بيع الوطن والثورة”.

 

وعلق الشاعر والناقد السوري محمد علاء الدين عبد المولى على صفحته قائلا “لا صلة شخصية لي بناجي الجرف. ولكن أي سوريّ يملؤه عشق سوريا وانكسارها ويرتعد لمصيرها الأسود، ولا يكون له علاقة بناجي؟ كثيرون يموتون ويُقتلون ويستشهدون. ولكن مثل ناجي حين يقتل فإن طاقات كبيرة تقتل معه. وتنهدم مع استشهاده هواجس نتعب في جعلها بنت الأمل في أن نمتلك صوتا مدنيّا سلميّا عقلانيا لم يخش من حراب داعش ولا النظام، فراح يتكلم ويكتب ويصوّر ويبتسم ويزرع حنطة… لأن صوته كان مرتفعا في وجه الموت والقتل قتلوه بكاتم صوت. لأنه ليس مرهونا لقوة مسلحة ولا جهة متآمرة وضعوا حدا لحياته”.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.