الرئيسية » تقارير » عبد الباري عطوان و”جليس البحر” وأحلام اليقظة

عبد الباري عطوان و”جليس البحر” وأحلام اليقظة

“خاص- وطن”- كتب وعد الأحمد- نبش “عبد الباري عطوان” في أوراقه القديمة ليقدم صورة غير واقعية ومبالغ فيها كعادته لصديقه “العميد سمير القنطار” الذي عرفه منذ سنوات مضيفا على شخصيته سمة الرجل السوبرماني الذي تأخرت شهادته 37 عاماً وجاء اغتياله بمثابة استفزاز للرئيس بوتين شخصياً.

 

عطوان بعين المحب الكليلة عن كل عيب اعتبر في مقالة له بموقعه “رأي اليوم” أن “الرجل الشهيد” كان يشكل خطراً كبيراً على المشروع الاسرائيلي، وأن المقاومة العربية والإسلامية ضد هذا المشروع ما زالت مستمرة، وتتصاعد، رغم عمليات التطبيع المتصاعدة، والفوضى الدموية، والفتن الطائفية والعرقية، والتدخلات العسكرية الأجنبية ولجوء البعض من العرب إلى اسرائيل كحليف يمكن الاعتماد عليه في مواجهة الخطر الايراني.

 

والمفارقة أن عطوان الذي “شرّق وغرّب” في مدح من أسماه “الرجل الشهيد” ادعى أن القنطار أمضى السنوات الأخيرة المتبقية من حياته في “تثوير” جبهة الجولان السوري العربي المحتل، وإشعال المقاومة فيها، مشيراً إلى أن “هناك تلاميذ ورجال سيكملون المسيرة من بعده، وسينضم إلى أكاديميته الكثيرون”.

 

تعرّف “عطوان” بـ”قنطار” لأول مرة –كما يقول- قبل ست سنوات في أحد مطاعم بيروت المطلة على البحر، بدعوة من زميله “غسان بن جدو” بعد مشاركته في حلقة من برنامجه الشهيرالناجح “حوار مفتوح” -يقصد يوم كانت الجزيرة “مهوى الممانعجية العرب وقبلتهم الأولى” وكعادته في سرد “لزوم مالايلزم” يشير رئيس تحرير جريدة القدس السابق إلى أن زوجة القنطار الفاضلة كنت من بين الحضور تلك المرأة التي اقترن بها بعد تحريره من السجن الإسرائيلي وكان حسن نصر ذاته شاهداً على عقد قرانه بها، وربما على خيانته للمناضلة التي طلبت “الخلع منه رغم أنفه ” فيما بعد ” كفاح كيال “وآنذاك– أي في جلسة البحر– جاء من يهمس في إذن عطوان بأن “القنطار يحمل رتبة كبيرة في صفوف المقاومة، ويتولى تنفيذ مشروع كبير” هكذا بكل سهولة تُعطى أسرار الحزب المقاوم لرجل مثل “المريب” “يكاد أن يقول خذوني”.

 

وبطريقة ساذجة يروي عطوان أن جليسه “القنطار” “كشف” له والابتسامة لم تفارق وجهه البشوش أن “المقاومة لن تنتظر الهجوم الاسرائيلي والتوغل في الارض العربية بالتالي، بل ستبادر هي بأخذ زمام المبادرة والتوغل في الأرض المغتصبة، وتحريرها، او أجزاء منها”. فهل هناك مراهقة إعلامية أكثر من ذلك، مع علم القاصي والداني أن اسرائيل أخذت زمام المبادرة ودكت حزب الله عشرات المرات في سوريا ولبنان منذ ادعائه تحرير الجنوب عام 2006 .

 

ويكمل عطوان “بروفيله” لـ”القنطار” واصفاً إياه بأنه “كان في قمة التواضع، ولم يقل مطلقا أنا فعلت كذا، وأنجزت كذا” وكان– بحسب عطوان “يتأسف طوال الوقت لأنه لم يكن من بين شهداء العملية التي نفذها ورفاقه ضد الاسرائيليين”

 

وكعادة الممانعجية العرب ممن لم تأخذ منهم فلسطين إلا الخطب الجوفاء والكلام العاطفي يتابع ابنها العاق أن قنطاره قال له أنه “سيعود الى فلسطين التي عشقها وترابها مقاوماً وشهيداً، وقد استحق هذه الشهادة اللائقة به وتاريخه العريق في المقاومة، استحقها، وهو يخطط لتحويل هضبة الجولان المحتلة مقبرة للغزاة والمحتلين مع مساعديه ورفاقه، مثلما كان يؤكد دائماً، ويعمل بصمت بعيداً عن الأضواء من أجل هذا الهدف”.

 

وعلى طريقة الإعلام السوري الإنشائي الممانع يصف عطوان اغتيال “القنطار” بالمغامرة غير المحسوبة التي سيدفع الإسرائيليون ثمناً باهضاً لها لأن الانتقام قادم لا محالة، فكلما كبر حجم الشهادة، كبر مفعولها، وكبر حجم الانتقام لها” دون أن يذكر متى سيكون هذا الإنتقام أو كيف سيأتي.

 

وكعادته في التعمية وتسويق الأوهام يربط عطوان بين اغتيال “جليسه على البحر” وقرار مجلس الامن الدولي بوضع خريطة طريق للتوصل إلى حل سياسي للازمة السورية، وشكّل الإغتيال -كما يقول- “صفعة” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي “نجح في فرض شروطه على الجميع ومنع أي إشارة في القرار لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد ومحاولة لإفساد هذا الانتصار السياسي والدبلوماسي”.

 

لكن عطوان يستدرك متسائلاً ببلاهة ناسباً الكلام لرواد صفحات التواصل الاجتماعي عن سر اختفاء الصواريخ الروسية الحديثة من طراز “اس 400″ و”اس 300″ وعدم تصديها للطائرات الاسرائيلية التي نفذت عملية الاغتيال، واعتقد هؤلاء الرواد وهو منهم أن” شبكات الصواريخ هذه ستشكل نقطة تحول استراتيجي في موازين القوى في المنطقة، وتضع حدا للعربدة والغارات والانتهاكات الاسرائيلية للأجواء السورية”.

 

والطريف أن عطوان يصف هذه الشبكات الصاروخية نقلاً عن أحد المعلقين بالـ”الحولاء” لأنها ربما “أصابت القاتل وأخطأت الضحايا” وأن “هذه الشبكات لا ترى الانتهاكات الإسرائيلية أو بالأحرى، لا تريد أن تراها”، ويستدرك معرباً عن أمله في أن لا يكون الأمر كذلك، ولكنه يزيد من “جرعة الأمل” ليتصور أن يكون هناك رد الروس قوياً على هذا الإستفزاز الإسرائيلي في جرمانا”.

 

وبعد أن يخرج عطوان من ” حالة التوهان وأحلام اليقظة التي يعيشها” وهويستقبل “خريفه الفكري” مبكراً يعود إلى أرض الواقع ليتهم الوحدة المقاومة التي كان يقودها الشهيد لـ”تحرير الجولان” بأنها مخترقة أمنياً اسرائيلياً ويتمثل هذا الاختراق -كما قال- في توصل الاسرائيليين إلى المعلومات كاملة حول تحركاته، ومقر إقامته أو الشقق التي يتردد عليها، تماماً مثل اختراق مماثل لتحركات الشهيد الحاج “عماد مغنية” في قلب دمشق” داعياً إلى إجراء تحقيق جدي لمعرفة كيفية حدوث هذه الاختراقات”.

 

ويختم “الرجل الكبير الذي أحب أمته وعقيدته، مثلما أحب فلسطين” -كما يصف نفسه- بتوعد اسرائيل بـ”الثبور وعظائم الأمور” متوقعاً أنها ستواجه أياماً صعبة، وستكون الخاسر الأكبر في نهاية المطاف، وأن ما تعيشه حالياً هو أمن كاذب وانتظار لعاصفة تتجمع قواها، فمناعتها ضد العنف والمقاومة ضعيفة، واقترب عمرها الافتراضي من نهاية صلاحيته، وما يجري في سورية والمنطقة من صدامات دموية ستفيض عليها آجلا أو عاجلاً والأيام بيننا.

 

لينهي مقالته دون أدنى إشارة إلى “شلال الدم” الذي يسيل في شوارع سوريا منذ خمس سنوات متجاهلاً السبب، لكن عطوان لا يرى في كل ذلك سوى قطيرات من ا”لدم الأزرق” سقطت في جرمانا لقاتل لطالما لفّ الغموض تاريخه المشبوه .

قد يعجبك أيضاً

9 رأي حول “عبد الباري عطوان و”جليس البحر” وأحلام اليقظة”

  1. عطوان قلمه رخيص ولا يحتاج الى كل هذا التمحيص .. اشتراه القذافي بمبلغ 4 الاف دولا شهريا فدبج المقالات في تبجيل البشوات كما حاله اليوم لا جديد

    رد
  2. أخي الحبيب وعد لقد أبهرتني بهذا التعليق الرشيق والمشوق عن أحوال “خِلاّن الممانعة” الذين صدّعونا بالجعجعة ولم نر طحيناً ، وعلى كلٍ “خليهم يتسلّوا” على رأي “مبارك”، فيبدو أن الحياة قاسية عليهم !!!!

    رد
  3. عبدالباري عطوان يرثي لحاله فعلا بعد ان باع كل شيء صحيفته وقلمه وثغائه عبر المحطات واصبح في حكم المنبوذ .ونصيحه لعبدالباري احفظ ماء وجهك فمن باع لايمكن ان يسترد بضاعته ومن ضيع شرف المهنه كمن ضيعت شرفها وتسعي جاهدة لاستعادته دون جدوي .فقد اطلق عليها الجميع لقب لايمكن ان يزيله الردح .لقد اعترفت بأنك خدعت وانه غرر بك حتي وقعت في الخطيئه وانزلقت الي مستنقع رجال الليل من اجل حفنة من الدولارات حتي تنقذ افلاسك نفس عذر من تبيع شرفها .

    رد
  4. كل هذا الهجوم الشرس على الشهيد سمير القنطار فقط بسبب (مذهبه )يعني بموضوع أكثر فقط لانه (((شيعي)))فلا تكونوا مثل النعام الذي يخفي رأسه في التراب ولا داعي لان تضحكو على انفسكم وعلى الناس ،،حسبي الله ونعم الوكيل في كل واحد أساء للشهيد القنطار.

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.