الرئيسية » تقارير » معهد واشنطن: بين مفهوم الجهاد و”حماية المثليين” هل هناك إسلام معتدل

معهد واشنطن: بين مفهوم الجهاد و”حماية المثليين” هل هناك إسلام معتدل

 وطن-  كتب وعد الأحمد-  في بحث مشترك لهما نُشر في موقع معهد واشنطن بعنوان (هل هناك إسلام ‘معتدل’ ؟)يطرح الباحثان “إرشاد منجي” و”محمد الدجاني الداودي ” اللذان يعيشان في الولايات المتحدة الأمريكية رؤية تستلهم آراء الكثير من المستشرقين والمفكرين العرب والغربيين وجناياتهم على الإسلام، وتبدأ منجي في الجزء الخاص بها من البحث بالتشكيك بمفهوم الإعتدال في الإسلام معتبرة أن “هذا المصطلح مضلل لأن “العديد من “المعتدلين” المسلمين يحملون جميع سمات التديّن، بما في ذلك العقيدة والخوف من تحدي التفكير الجماعي لمجتمعاتهم”.

وتستدرك منجي لتقول إن “الصفات المرتبطة بالاعتدال الديني إيجابية ومرغوبة كهدف ولكنها غير كافية كوسيلة لتحقيق تغيير إيجابي في الإسلام–وهي هنا تخلط بين المثل العليا التي يمثلها الإسلام وتطبيقات المسلمين لهذه المثل، وعلى الرغم من أن الإسلام يتمتع بالقدرة على أن يكون حكيماً ومتسامحاً، إلا أنه تم تشويهه بعمق –كما تقول- ومن أجل القضاء على هذا التشوه لا بد من أمر أكثر قوة، أو حتى أكثر تطرفاً، من الاعتدال. فهو بحاجة إلى الإصلاح، مستدلة على مقولة “مارتن لوثر كينغ” الإبن عن أمريكا التي كانت تعاني من الفصل العنصري “الاعتدال في أوقات الأزمات الأخلاقية هو سبيل للتخلص من المسؤولية”. و الخبر السار –بحسب تعبير الباحثة – هو أن الجيل الجديد من المسلمين يستخدم كلمة “الإصلاحي” بشكل متزايد لوصف تطلعاته إلى التعددية والإنسانية للإسلام. وكما هي العادة في مثل هذه القراءات أحادية الجانب للإسلام تُقحم الباحثة موضوع “حفظ كرامة المثليين والمثليات” في مستهل حديثها عن رؤية “الإسلام الإصلاحي” التي تمتنع عن الإرهاب وتدعو للمساواة الكاملة للمرأة، واحترام الأقليات الدينية، والتسامح مع وجهات النظر المختلفة.

وتدعو الباحثة امنجي المجتمعات للوصول إلى الإصلاحيين الناشئين وإلى دعمهم مشبهةَ هذا العمل باحتشاد المسيحيين الإنسانيين والعلمانيين في ألمانيا في القرن الثامن عشر وراء إصلاحيي اليهودية الانعزالية والانفصالية، دون أن تذكر مالمقصود بالإصلاحيين الناشئين في الإسلام ولكنها لا تتردد في الدعوة إلى ما يشبه الثورة في قيادة حركة الإصلاح الإسلامي والاستعداد لردة فعل لا مفر منها من شيوخ المسلمين وقادة المجتمع الذين نصبوا أنفسهم بأنفسهم. كما أن نجاحهم سيتطلب دعماً بارزاً من الأغلبية. وعلى رأس أولويات هذا الإصلاح “حفظ كرامة المثليين والمثليات” وهو أحد شروط اندماج اللاجئين السوريين وقبولهم في بلد مثل ألمانيا ، كما كما يجري اليوم إلى جانب الاعتراف بإسرائيل.

كاتب مغربي يدعم “المثليين جنسياً” ويوزع منشورات على المارة .. ويبرر أسباب ذلك

وتجتهد الباحثة “إرشاد منجي” في ابتكار مصطلح مبهم وغير مألوف وهو “إمبريالية الإسلام” حيث يخشى من المسلمين، الغارقين في الهوية الجمعية –كما تقول- أن يتم نبذهم إذا أجهروا آراءهم في مجتمعاتهم. وتمنعهم هذه الدينامية من تحديد الإمبريالية في الإسلام، على الرغم من أن الإمبرياليين المسلمين يستهدفون إخوانهم المسلمين ويقتلونهم بأعداد أكبر بكثير من تلك التي تستهدفها القوى الأجنبية”.

وتتهم الباحثة ما تسميها “المعايير الثقافية العربية” باستعمار عقيدة الإسلام بمساعدة من عائدات النفط، وهي التي حدّت -كما تقول- من الممارسات التقليدية التي تعزّز التعددية والمسامحة مثل تلك الشائعة في إندونيسيا”،وترى الباحثة أن المسلمين المعتدلين يميلون بدل من الكشف عن “الإمبريالية الثقافية” التي تتبعها المملكة العربية السعودية والدول المجاورة لها الغنية بالنفط، إلى التوجس بالاستعمار الأمريكي والإسرائيلي والهندي. وعلى سبيل الدفاع، يمارسون شكلاً خطراً من أشكال الإلهاء.

وتخلص امنجي إلى القول أن الاعتدال إذا كان من الناحية العملية هو الهدف فإن الإصلاح هو الوسيلة لتحقيقه، وهو الذي سيولد التوتر الخلاّق اللازم لدفع المسلمين إلى الخروج من مناطق “راحتهم” والتعامل مع المسائل الحرجة التي تواجه الإسلام.

وبدوره رأى مؤسس حركة “الوسطية” للإسلام المعتدل، والمدير السابق لـ “برنامج الدراسات الأمريكية” في جامعة القدس في القدس “محمد الدجاني” أن “الاعتدال أمر أساسي للإسلام وذلك وفق أساس واضح يمكن العثور عليه في العديد من السور والأحاديث النبوية الشريفة. إذ يمكن العثور–كما يقول- على مبررات الحرية الدينية والمساواة بين الرجل والمرأة وإلغاء عقوبة الإعدام، في الإسلام” لافتاً إلى أن “التحليل العقلاني للنصوص والمبادئ الدينية هو وحده الذي يسمح بالوصول إلى صيغة معتدلة وصادقة من الإسلام” ويقدم الدجاني رؤية أقرب ما تكون إلى الرأي الخاص لمفهوم الجهاد. فالمسلمين المعتدلين –بحسب رأيه- بحاجة إلى أن يدركوا أن الجهاد هو الصراع الروحي داخل أنفسهم ضد الشر والخطيئة، وليس النضال ضد غير المؤمنين” مطالباً بعدم التزام التفسيرات الحرفية جداً التي لا تقدم المعنى الحقيقي، والنظر إلى الإصلاح المسيحي، الذي نأى بالدين عن التفسيرات الحرفية للكتاب المقدس. فالهدف النهائي للإسلام هو خير البشرية، لذلك يجب أن يُدرس بقلب إنساني، وليس قلباً من حجر.

وفيما يدعو الدجاني إلى الوقوف في وجه التطرف الذي يُرتكب باسم الإسلام وضرورة معرفة المسلمين والمسيحيين واليهود ببعضهم البعض وإشاعة الحوار المدروس بين الأديان يغمز من قناة حماس متهماً إياها بالترويج للتطرف مستشهداً بقضية الحجاب الذي لا يُعتبر تقليداً لا في الثقافة العربية ولا في الإسلام-بحسب رأيه- ويزعم الدجاني دون دليل ملموس أن «حماس» تقول للطالبات الفقيرات أنهن إن لم يرتدين الحجاب، لن يتلقين المنح الدراسية.

وكما زميلته “إرشاد منجي” يقحم الدجاني موضوع المثليين والمثليات جنسياً ويرى أن قتلهم مثل ختان الإناث والعداء تجاه اليهود والمسيحيين ورجم الزانية ليست ممارسات واردة في القرآن ولا هي إسلامية تقليدياً، ومع ذلك يمارسها المتطرفون في يومنا هذا. ولا يدافع المسلمون المعتدلون من جهتهم عن هذه الآراء المتخلفة ولا يمارسونها.

وإرشاد منجي هي مؤسسة ومديرة “مشروع الشجاعة الأدبية” في جامعة نيويورك ومؤلفة كتاب “الله والحرية والحب” (2011). أما الدجاني فهو زميل “ويستون” في المعهد، ومؤسس حركة “الوسطية” للإسلام المعتدل، والمدير السابق لـ “برنامج الدراسات الأمريكية” في جامعة القدس في القدس.

يُشار إلى أن معهد واشنطن هو أحد معاهد الفكر الأمريكية التي ترسم السياسيات الأمريكية ويستضيف كتاباً ومفكرين عرباً وغربيين يدورون في فلك هذه السياسات.

مزاعم عن وجود 600 ألف مثلي في الاردن

قد يعجبك أيضاً

رأيان حول “معهد واشنطن: بين مفهوم الجهاد و”حماية المثليين” هل هناك إسلام معتدل”

  1. إنّ مفهوم الإسلام إختلط على الكثيرين فأصبح البعض لايميز بين الإعتدال والوسطية وبين التشدّد والتعصب فمهومي عن الإسلام هنا أود أن أختصر تعليقي هو الوسطية كما بيّن لنـــــا القـــــــــرآن الكـــــريم { وًجًعًلْنًـاْكًمْ أًمَّةُ وَسَطــــاً لِتًكُونًوْا شُهَدًاْءَ علَى النّـــاسِ} والإعتدال هي السمة التــــى تَميّز بها الإسلام , فبدالك لايوجد تشدّد في الإسلام ولا في مفهومه ولا تعصب في إدراكه .

    رد

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.