الرئيسية » تحرر الكلام » بين حانا ومانا: حروب دمار متعددة الاهداف تدور رحاها على ارض وجسد الشعوب العربيه!!

بين حانا ومانا: حروب دمار متعددة الاهداف تدور رحاها على ارض وجسد الشعوب العربيه!!

الجاري في العالم العربي تعدى بكثير مراحل الفوضى المنفلته والدمار, ودخل في حيز مرحلة  ابادة وتهجير شعوب كامله من اوطانها كما حدث ويحدث في العراق وسوريا  وباقي البلدان العربيه المأزومه حيث ان الملايين تركوا مُرغمين بلادهم وديارهم وتحَّولوا الى لاجئين خارج القطر او داخله وما جرى في سوريا والعراق  مثلا  هو عملية غربله سكانيه وطائفيه ادت الى فرز اوضاع ديموغرافيه جديده وخلقت ازمات لا تحصى ولا تعد جزء منها اني وراهن وجزء اخر قادم بعد ان تحط الحرب اوزارها,وما هو لافت للنظر ان الحروب الدائره في الوطن العربي تزداد استعارا ودمويه وتعقيدا من يوم الى اخر في ظل تزايد  تدخل القوى الخارجيه وتشظي القوى الداخليه وانقسامها بين نظام ومعارضه من جهه  وانقسام حاصل بين  المعارضه او المعارضات  نفسها من جهه ثانيه و وبالتالي اللذي جرى ويجري هو تشكُل شبكه عنقوديه وعنكبوتيه من خيوط واتجاهات كثيره تقف عائقا امام اي امل مأمول في حلول السلام حتى بعد سقوط النظام كما جرى في العراق وليبيا واليمن وما هو جاري في هذه الاوان في سوريا التي تدور فيها حروبات متعددة الاشكال والاهداف في ان  واحد, فعلى مستوى العامل و الشان الداخلي تعج سوريا بالميليشات المحليه والوافده التي تقاتل قوات النظام او تتقاتل فيما بينها على مناطق النفوذ ,وفيما يتعلق بالشأن و العامل الخارجي فسوريا ارضا وسماء وجوا وبحرا تعج بالقوات الاجنبيه والاقليميه التي تحارب تنظيم ” داعش” و” القاعده” او هكذا تزعم فيما الاهداف هي اخرى وتتجلى بالمحافظه على مصالح او معسكرات هذه الدوله او تلك في سوريا او العراق او اليمن او ليبيا او مصر…. الحروب دائره على ارض وفي سماء الدول العربيه لكنها ليست حرب واحده وليس لها هدف واحد لابل انها حروب كثيره متعددة الاشكال والاهداف  ولا تنحصر فقط باسقاط النظام او الانظمه لابل اكثر واعقَّد من هذا بكثير!!

الحروب الدائره في العالم العربي وعلى وجه الخصوص في العراق وسوريا هي حروب متعددة الاشكال والاهداف تخوضها عشرات الميليشيات وعشرات الدول على ارض وجسد الشعوب العربيه وغير العربيه في المشرق والمغرب العربي والامر هنا تجاوز مرحلة  واهداف انطلاق ما يسمى بالربيع او الحراك العربي التي طالبت فيها الشعوب باسقاط الانظمه وتجاوز ايضا مرحلة شعار ” الشعب يريد اسقاط النظام” ودخل الى مراحل واهداف اخرى ثابته ومتغيره تتارجح بين اسقاط النظام اواقامة “الدوله الاسلاميه” و تصل الى حد تقسيم هذه الدوله العربيه او تلك ديموغرافيا وجغرافيا على اساس طائفي وعرقي لابل يتجاوز الامر الطائفيه ويصل الى طموح استقلال هذه المنطقه التي تقطنها مجموعات اثنيه او  عرقيه كما هو حال الاكراد ومجموعات اثنيه اخرى في سوريا والعراق تحظى تطلعاتها بدعم دول اجنبيه وما  هو حاصل فعليا وعمليا اليوم هو ان العراق مثلا  اصبح مًقسم  جغرافيا ومُشرذَم ديموغرافيا على اساس اثني وطائفي والامر نفسه حاصل في سوريا  وهنا نشير الى امر ملحوظ وحاصل وهو توجه الاكراد في شمال العراق الى الاستقلال وفرضهم هذا الواقع عبر الاستيلاء على المزيد من الاراضي والمناطق ومن بينها كركوك وضمها بحكم فرض الواقع الى اقليم كردستان ومحاولة الربط الجغرافي والسياسي بين هذا الاقليم ومناطق تواجد الاكراد في سوريا ,وهدف هذا التوجه اعلنه رئيس اقليم كردستان البرزاني بصراحه ويتجلى في اجراء استفتاء شعبي على استقلال الاقليم عن العراق ناهيك عن واقع تقسيم العراق جغرافيا وديموغرافياعلى اساس طائفي وعرقي مع العلم ان وجود قواعد عسكريه امريكيه في جميع مناطق العراق اصبح تحصيل حاصل, وعلى الجهه الاخرى نرى ان الجاري في سوريا يأخذ نفس المنحى والشكل حيث تحارب روسيا وايران والميليشيات الطائفيه الى جانب  قوات النظام من اجل فرض دويله “علويه” تضم في حدودها القواعد العسكريه الروسيه  وضمن هذا التعدد من الحروب والاهداف تندرج ايضا مخططات تنظيم ” داعش” الذي يحتل مناطق شاسعه من العراق وسوريا بهدف اقامة الدوله الاسلاميه وهذا الامر اصبح اليوم واقعا بغض النظر او الانتباه الى مدة وكيفية صمود تنظيم داعش وقدرته في الحفاظ على حدود دولته في ظل الحرب العالميه والاقليميه التي تُشن على هذا التنظيم!!

ليس هذا فقط والامر لا ينتهي ولن ينتهي عند حد مشروع “داعش” الديني والسياسي ولا بمشاريع ومخططات الدول الاجنبيه والاقليميه في سوريا والعراق والدول العربيه ككل لابل يمتد لهذا الخليط الكبير والشاسع من الميليشيات والتسميات التي ثبَّتت اقدامها  في حيز جغرافيا وديموغرافيا الوطن العربي من العراق ومرورا بسوريا ولبنان واليمن وحتى ليبيا والى حد بعيد مصر ودول عربيه اخرى, لكن الجدير بالذكر والانتباه هنا هو تصنيف هذه الميلشيات باعتبار قسم منها “ارهابي” ك تنظيمَّي “داعش” و”النصره” وتنظيمات اخرى مدرجه في قائمة الارهاب “الدولي” فيما ميليشبات اخرى تُعتبر  بمثابة معارضات شرعيه لهذا النظام او ذاك في العالم العربي …هذه المعارضات نفسها هي عباره عن اذرعه عسكريه وسياسيه تابعه لقوى او دول عالميه واقليميه تدعم هذه الاذرعه سياسيا وعسكريا في سوريا و العراق وليبيا  واليمن ولبنان  ولا يقتصر الامر على الحوثيين وعلى الميليشيات التي تدعمها ايران لابل على ميليشيات وقوى كثيره تدعمها الانظمه الخليجيه والانظمه الغربيه في  جميع الدول العربيه دون استثناء تحت مسميات ” اعتدال” او “ديموقراطيه” الخ من مصوغات وتبريرات لتمرير اهمية وجود هذه الميليشيات او تلك الفصائل المقاتله المتواجده في العالم العربي..

..لاحظوا معنا ان الهدف الاساسي بدأ  بحجة اسقاط النظام اة الانظمه بشكل عام  ومن ثم تطور الامر وتعقَّدت الامور وتغيَّرت الاهداف الى ان اصبحت كما اسلفنا اعلاه اهداف كثيره ومتعدده  لكن المحصله كانت خلق موطأ قدم لثقافة الميليشليات في العالم العربي التي لم تقتصر على وجود الميليشيات المحليه فحسب لابل  “جلب” ومجئ الميليشيات الاجنبيه الى مناطق الدول العربيه والمثال على هذا هو سوريا والعراق…في سوريا مثلا ميليشيات اجنبيه وطائفيه قسم منها يحارب الى جانب النظام والقسم الاخر مع المعارضات السوريه فيما تبرز تركيبة ودور الميليشيات الوافده في خليط تشكيلات الفرق المقاتلة داخل تركيبة هرم تنظيمَّي الدوله الاسلاميه ” داعش”ّ  وجبهة ” النصره”من جهه ودور الميليشيات الطائفيه على الجانب الاخر التي تقاتل الى جانب النظامًين السوري والعراقي والى جانب الحوثيين في اليمن من جهه ثانيه وبالتالي لم يعد الامر يقتصر على قوات نظام ومعارضه محليه مسلحه له لابل وصل حد تعدد الميليشيات وتعدد الاهداف الى حد محو دول واقامة دول اخرى تحت مسميات جديده..!!

لاحظوا معنا ان الميليشيات استولت على مؤسسات دول عربيه كثيره وقامت  بتحييد او تدمير الجيوش الوطنيه وجعل دورها هامشي كما جرى في ليبيا بعد الاطاحه بنظام القذافي وكما حصل في العراق حين قامت ميليشيات الحشد الشيعي الشعبي بتحييد “الجيش العراقي” الحديث العهد وقوى الامن واخذها  المبادره ليس فقط في السيطره على مفاصل الدوله العراقيه لابل بانشاءها لدويلات نفوذ  ومافيات داخل العراق تقوم بالقتل الطائفي والنهب واعتقال الناس على مرأى من دوله عراقيه عاجزه وفاسده وعلى الطرف الاخر وجود ميليشيات عرقيه كالبشمرقه الكرديه داخل حدود الدوله الواحده والامر نفسه حدث في اليمن حين سيطر الحوثيون بالكامل على مؤسسات و جيش اليمن وما هو جاري وسيجري في سوريا هو الامر نفسه بعد الاطاحه بنظام بشار الاسد لكن اللافت للنظر هو دور  حزب الله في لبنان وسيطرته على مناطق شاسعه ليس في الجنوب اللبناني فحسب لابل في بيروت العاصمه ايضا وحزب الله هذا اصبح دوله في دوله ويذهب للحرب لجانب النظام السوري دون اذن من الدوله اللبنانيه…في فلسطين تشكلت حاله شاذه وغريبه : سلطه تسمي نفسها ” سلطه وطنيه” تعمل جنب الى جنب مع قوات الاحتلال التي تقتل يوميا الشعب الفلسطيني وتحتل بلاده.. الشباب الفلسطيني في الميدان وعباس وجماعته في الميدان المعاكس..المعادي!!

الان وفي هذا الاوان تدور حروب كثيره ومتعددة الاشكال على ارض وجسد الشعوب العربيه,وتُعقد المعاهدات وتقوم الاحلاف الاقليميه والدوليه  تحت لافتة محاربة ما يسمى ب”الارهاب” اللذي جل ضحاياه من جميع الاطراف هم من المشرق والمغرب العربي .. جلهم شباب عربي في مقتبل العمر..ملايين القتلى والجرحى والمشردين واللاجئين والمفقودين والايتام والارامل راحوا ضحية حروب مستمره منذ عدة سنوات احرقت الاخضر واليابس ومزقت الوطن والجسد العربي اربا اربا ودمرت مدن ومناطق كامله وشردت اهلها كما هو الحال في سوريا وفي العراق وفي اليمن وليبيا..كل يوم يصبح العالم العربي على نوع او شكل  حلف يتشكل لمحاربة ” داعش”  لكن الدمار يلحق بالعرب ككل وبالمناسبه كثير من الدول ومن بينها روسيا التي تشن غارات جويه في سوريا لاتحارب الارهاب لا بل تحارب لجانب النظام ضد قوات المعارضه..  السعوديه تشن ايضا حرب وقائيه في اليمن حفاظا على النظام وليست فقط لطرد الحوثيون من صنعاء..امريكا عادت الى العراق وتتمركز قواتها اليوم في مناطق سوريه ايضا وتزعم انها موجوده من اجل  محاربة الارهاب..فرنسا ودول غربيه اخرى كثيره تشن ايضا هجمات في سوريا والعراق على مواقع تنظيم “الدوله” وسواء اصابت الصواريخ مناطق مدنيه او قواعد ” داعش” فهذا الامر لم يعد يهم احدا..مقتل 100 عراقي او 100 سوري او يمني او ليبي او دمار نصف مدينه صار امر يومي وروتيني وحتى اخطاء الطائرات والطيارين تجد لها مبررات كلها تدور حول ” الارهاب ” وداعش وغيرها من منظمات!!

ابقوا معنا…نشرات الاخبار صارت هكذا : الضحايا سقطوا جراء غارات يُعتقد انها روسيه او امريكيه او فرنسيه..يُعتقد وليس مؤكدا لوجود الكثير من اسلحة الجو التابعه لدول كثيره في سماء سوريا والعراق واليمن ومصر ايضا والحبل على الجرار.. لا ننسى  التنسيق الروسي والغربي والعربي مع الكيان الاسرائيلي الذي هو ايضا يعتبر سوريا مسرح عمليات لطائراته…. فوضى  مُدمره: حروب متعددة الاشكال والاهداف تدور رحاها على ارض وجسد الشعوب العربيه…ما يسمى بالدوله الوطنيه العربيه ذهبت ادراج الرياح وحلت مكانها الميليشيات والحركات الجهاديه وغيرها وما بقي من دول عربيه تحمي وجودها وحكامها قوات وطائرات امريكيه وغربيه..دول الميليشيات ودول المحميات الامريكيه ولكم الله ياعرب…بين حانا انظمة الطغاه ومانا محاربة”الارهاب” ضاعت اوطاننا وقضايانا وما اكثرها في هذا الاوان!!

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.