الرئيسية » تحرر الكلام » معرض الدوحة الدولي للكتاب ذو بعد سياسي وثقافي واقتصادي

معرض الدوحة الدولي للكتاب ذو بعد سياسي وثقافي واقتصادي

وطن- معرض الدوحة الدولي ال (26) للكتاب لم يعد فقط عرض اصدارات الكتب الجديدة للمؤلفين وبيعها فحسب إنما أصبح كرنفال ثقافي متكامل ليس فقط على مستوى الشرق الأوسط بل على المستوى الدولي والعالمي فلقد صاحب هذا المعرض أمسيات شعرية وندوات خطابية وورش عمل ثقافية.

أولاً:هو ذات بعد سياسي لحضور ولقيام فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا الافتتاح الرسمي للمعرض بنفسه . وهذا يدل على اتجاه تعميق العلاقة السياسية العميقة أصلاً تاريخاً أكثر بعد اجتماع وإنشاء اللجنة العليا لوضع الاستراتيجية العليا بين البلدين ودائماً ما تنعكس العلاقة السياسية على الثقافة والرياضة والاقتصاد وعلى جميع المجالات. فلقد تم إبرام 22 اتفاقية جديدة بين قطر وتركيا ومن أبرزها إلغاء التأشيرات المتبادلة بين مواطنين البلدين. كما هي الأخرى رسالة لشعوب المنطقة على تطبيق مخرجات الاتفاقية العليا الاستراتيجية بين قطر وتركيا في جميع المجالات ومنها الثقافية فكان التطبيق على أرض الواقع هو الرسالة التأكيدية بحضور فخامة الرئيس أردوغان معرض الدوحة 26 للكتاب وجاء تتويجاً لعام ثقافي 2015  الحافل بين قطر وتركيا والذي شهد الكثير من التبادل الثقافي والفعاليات.

 ثانيا : ذات بعد ثقافي جديد بتداخل الحضارات وامتزاجها في عصارة واحدة الا وهي قطر ومكانها معرض الدوحة الدولي للكتاب تقارب تاريخي كبير بين قطر وتركيا جليُ وواضح في هذا المعرض تشارك تركيا فيه بجناح متميز يضم مجموعة من فنونها القديمة خاصة التي تهتم بي تجليد المصاحف وإعداد حافظات الرسائل بين الزعماء والسلاطين , تداخل عربي تركي في فنون كتابة وتغليف القران وفي كثير من الفنون يؤرخ الارث الثقافي والديني المشترك بين العرب وتركيا منذ ما قبل العهد العثماني,ويدل أيضاً على الطفرة الثقافية في دولة قطر وعلى الوعي الكبير في المجتمع و بين جميع الأجيال فلقد تم توقيع وتدشين كتب لكتاب قطريين وخليجيين ولكن اللافت للنظر تدشين وتوقيع كتب لطلاب في الاعدادية لم تتعدى أعمارهم 20 عام وهذا شي عظيم في هذا المعرض ويؤكد انه ليس فقط هناك طفرة عمرانية ومالية في قطر انما أيضاً هناك طفرة ثقافية وهذا ما سعت لها الدولة في الاستثمار في الانسان وجعله من أولى أوليات استراتيجيتها هي التنمية البشرية.

معرض الدوحة الدولي للكتاب (٢٨) بمشاركة الصين و ألمانيا ضيف الشرف ومشاركة واسعة لتركيا

جدول أعمال هذا الكرنفال الثقافي اذا صح تعبيره ليس فقط معرض كتب. فعلى هامش المعرض ندوات وورش عمل تناقش هموم محلية وإقليمية ودولية فكانت على سبيل المثال محلية عن هموم الكاتب القطري وإقليمية ناقشت قضايا خليجية والدولية ناقشت أهمية تقارب الحضارات ونبذ التطرف الديني وزيادة التبادل الثقافي بين شعوب العالم كما رافقت ذلك ندوات شعرية مميزة ونقاشات نقدية وندوات موسيقية وورش عمل أدبية مختلفة.

ثالثا : ذات بعد اقتصادي أيضاً لتنوع دور النشر العربية والأجنبية فلقد بلغ عدد دور النشر المشاركة  427, فضلا عن 75 من أصحاب التوكيلات لدور نشر أخرى ويحوي قرابة 18 ألف عنوان تتوزع على معظم الحقول المعرفية الى جانب أكثر من 3 الالف عنوان باللغات الاجنبية المختلفة كما جاءت مشاركة من نخبة من الأدباء والكتاب والمؤلفين في فعالياته المتنوعة. ويشهد المعرض مشاركة تركية فاعلة بـ 25 ناشرا وتسع فعاليات كبيرة، ويقام معرض كتاب تركي على هامش الحدث الرئيس كما ستقام قرابة عشر ندوات تتعلق بتركيا، البلد الضيف. كل هذا له أثر إيجابي على الحركة الدورية الاقتصادية من تحريك وشغل فنادق واستخدام مواصلات ومطاعم في دولة قطر ومن المتوقع ارتفاع المبيعات لهذا الكرنفال الضخم المتنوع والمتكامل لحضور أسماء لامعة في مجال الادب والفن ومن المحتمل ان تجذب المتلقي والمستهلك وأيضاً السبب الجوهري هي الطفرة الثقافية الكبيرة والمتنامية الغير مسبوقة في قطر. ولا يغفلني ان اذكر من خلف كل هذي الثورة العلمية والثقافية ومن وضع لبنتها الاولى هو الامير الوالد حمد بن خليفة ال ثاني الداعم الحقيق للحركة الثقافية منذ توليه مقاليد الحكم حيث رفع الرقابة الاعلامية والفكرية وجعل المتلقى يحلق في فضاء الفكر والأدب مهما كان ذالك المتوجة من غير قيود ولا رقابة ولازال يدعم الحركة الثقافية بعد تنحية عن السلطة بزياراته المتكررة في كل عام للفعاليات العلمية والأدبية في الدولة فلقد زار معرض الكتاب في اليوم الثاني من انطلاقة. كما لا يغفلني ذكر دور أمير البلاد تميم بن حمد في تطوير ودعم الحركة الثقافية فالمعرض الحالي تحت رعايته المباشرة وتوجيهاته السديدة نفع الله بهم العباد والبلاد .

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.