الرئيسية » تحرر الكلام » بعد أن ارتهنوا بالغرب.. العرب ينعون قادتهم!

بعد أن ارتهنوا بالغرب.. العرب ينعون قادتهم!

11 نوفمبر 2015: وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند يشنّ هجوما غير مسبوق على المملكة السعودية، ويتهمها صراحة بخرق القانون الدولي في اليمن، والأكثر من ذلك يطالبها باجراء تحقيقات جدية في جرائم الحرب، على المدنيين في اليمن، وعدم الاكتفاء بالنفي…تجرّأ ” الغثاء”.
25 نوفمبر 2015: اليمينية المتطرّفة الفرنسية “مارين لوبن” تُغير على السعودية وقطر، وزعيم الخضر في البرلمان الأوربي البلجيكي” فيليب لامبرتس”، ينتقد بشدة علاقة الغرب بالمملكة، ويؤكد ساخرا أن الحاجة للنفط اضطرت الجميع للتعامل مع أنظمة فاشية…تجرّأت” الفقاقيع”.
أما بعد:
رهبان العرب في إيواناتهم يجرّدون سيوفهم و مطاويهم، تشدّدا ومواعدة، وكالعادة بهمّة التهوّر، والهرطقة.
القوّامون على تقتير عيش وكرامة الشعوب، صولجان دحر الأمة، ينوحون ويستجيرون بأي ماكنة غربية تُنجيهم، بعد أن طفحوا كل الملذّات، وسدّوا بها عيون الخير، فاتسعت البطون، وشاخت الألباب، ولم تعد تشخص وتُخلص لغير شقاق العرب.
داعش تزرع في قلوب قادتنا الرّجف والعصف والنزف، صخبٌ مثير للغثيان، بعد دهر من التخابر البيني، والضرب تحت الحزام، وفي المليان.
منظّرو الإنقلابات، وفتن الاعتصام بوقود المحارق، يُشهرون حرب شجعان برايات سواد وأكفان، هي مجرد تعبئة تبعية آنية، وفق روايات غواية، كمن يستعجل غلبة مشفّرة باسم شعوب المغرّر بهم، شراك روافد دينٍ، على مشيئة عربدة الهوى، ومراجع سلالات وأسر عريقة ـ هكذا يصفها الأحفاد ـ ، الموغلة في عمق تاريخ مطعون!
شعارات قادة العرب هذه الأيام زائفة، بخلفية معتمة، لا تحفظ حياة، أو شرفا قتاليا، وذلك ما صنعته رقاب “قربان” الجاه والسلطة والمال، الموثّقة في صحائف مذيلة بالهزائم، وبمواثيق أنكرت العزة، وجهدت للذلّ.
رأي سادتنا شارد دوما، وماهم بصدده ليس تأهيلا لمراس توجبه حرب داعش، إنما هو استجداء ضعف، ينصاع لشدّ ونتر وعضّ، الفاعلين الدوليين، الكبار غير السذّج.
نفير متورّم مترهّل، أعقب توافقات، أمعنت في فنون علم موت السّعر والغلّ، والذي غذّوه مطولا، واليوم حان الوقت لدفع الضريبة.
بوارق استعراض، بتدابير غاية في توازنات اللّقط والسّقط، نالت منه قِبلا أكمّة منظومة خلقية متفسخة، وفكر سياسي متطفّل، بختاله ورداءته، وتنازلاته المرّة، فلا مباديء، ولا رجولة..؟!
صلف وجلف على مسار خير السلف، تطوقهما خطابة الترفّع، والتهكّم الممتنع والمبرّر بحكايا “المؤامرة”، وبمزاعم إسقاط الأسد، كما أطيح بالعراق خيانة وجنونا، بداية من العام 1991، ونهاية بالعام 2003.
ولأن كلّ الأحداث بقوابلها، فعلى كل عربيّ أبيّ أن يستذكر كثيرا، فخطايا قادتنا في الحكم والحرب لا تعدّ، ولا تحصى، نزواتٌ صعقت الأوطان، وظفر بها غيرنا السيادة وبكل العناوين.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.