الرئيسية » تقارير » سوريون بين أقفاص “زهران” وصناديق “أردوغان”

سوريون بين أقفاص “زهران” وصناديق “أردوغان”

حمزة هنداوي – وطن (خاص)

لم يخفِ معظم السوريين المعارضين، لاسيما اللاجئين داخل وخارج سوريا، فرحتهم بفوز حزب العدالة والتنمية التركي في الانتخابات البرلمانية أمس الأحد بما يتيح له فرصة تشكيل حكومة منفردا.

وسرعان ما ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بأنباء الانتخابات منذ انطلاقها صباحا، وتسابق السوريون إلى استعراض نتائجها غير الرسمية لحظة بلحظة.

كما تحولت الانتخابات التركية في بعض الأحيان إلى “حلبات” صراع “فيسبوكي” ليس بين سوريين من أنصار “أردوغان” وآخرين ضده فحسب، بل توسعت الدائرة شاملة روادا من مصر والخليج وبينهم شخصيات مشهورة مثل قائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان الذي تداول السوريون تغريدة قيل إنها له على “تويتر” مفادها أن “أردوغان بعداوته لمصر سيسقط! خذ البشارة”، وأرفقت تغريدة خلفان برد لمستشار رئيس الحكومة التركية داود أوغلو “طه جينيتش” قال فيه “في مثل تركي يقول لو كان دعاء الكلاب مستجاب لأمطرت السماء عظاما”.

غيرأن جبهة أخرى تزامنت مع الانتخابات التركية اختلف حولها السوريون المعارضون، فتباينت آراؤهم تجاه خطوة المعارضة المسلحة في الغوطة التي يسيطر على معظمها “جيش الإسلام” بقيادة “زهران علوش”، وتجسدت تلك الخطوة بوضع أسرى النظام في أقفاص والتجول بهم في أحياء وأسواق الغوطة لا سيما في مدينة “دوما” التي قتل الطيران الروسي العشرات من أبنائها، وذلك كنوع من “توازن الرعب” مع النظام.

غير أن ناشطين استنكروا ذلك السلوك، معتبرين أنه يسيء إلى “أخلاق الثورة والثوار”، وسط توقعات بعدم اكتراث النظام بهؤلاء الأسرى الذين لم يفطن لهم طوال فترة أسرهم بحسب تصريح ضابط أسير برتبة عقيد تم تداوله على “يوتيوب”.

الناشط والمعارض “معتز شقلب” كتب على صفحته الشخصية “البرلمان التركي صديق ولله الحمد ..

طقو موتو بعثية انتو والسيساوية ..وضاحي خلفان الجربوع والحكومة الإماراتية”.

“شقلب” نفسه نشر عالى صفحته الشخصية أيضا صورة للأقفاص التي تحتوي أسرى النظام تحت تعليق “الأسرى العلويين في أقفاص وينشروهم على أسطح أبنية دوما وبشوارعها”.

بينما نشر الصحفي “مصطفى السيد” على صفحته في “فيسبوك” “الشعوب تقول كلمتها

23 مليون صوتوا لمستقبل تركيا بوجه اصيل..صفعة تركية حديدية يوجهها الشعب التركي للحيزبون الغربي مصاص دماء الشعوب..انتظروا انتخابات سورية حرة”.

وفي منشور آخر قال السيد “قريبا سيفرح السوريون باختيار افضلهم بانتخابات حرة رغم أنف القتلة.

الحرية تليق بالسوريين المنهوبين..قريبا سيرحل الحرامية ….القتلة … القدامى والجدد.

مبروك للشعب التركي حريته في اختيار نوابه.. الأتراك يملأون شوارع مدنهم فرحا والسوريون يملأون الدنيا حزنا على مأساتهم التي صنعها الحرامية”.

بيد أن “السيد” نفسه يكتب حول خطوة التجول بأسرى للنظام داخل أقفاص في الغوطة: “بيض اخلاقي مكسر من اجل الانسانية..انحطاط سياسي ومزاودة سياسية (لا أخلاقية) على المحاصرين.

من يزاود على أهل دوما انسانيا اشد انحطاط الحرامية المجرمين ضد الانسانية..الرومانس السياسي في زمن التوحش عملة رديئة سوقيا وأخلاقيا”.

ولم يختلف موقف الناشط الصحفي “أحمد بريمو” عن “السيد” فكتب “اتفق تماماً أن القهر يُحول الثورة إلى حرب، ولكن للحرب آداب وقواعد .. أخلاقية وشرعية، حافظوا عليها”، ليأتيه رد من أحد الناشطين بأن “للضحية أو من يتعرض للاعتداء الحق بالدفاع عن النفس بكافة الوسائل المتاحة وفق قانون مجلس الأمن”.

وكان “بريمو” كتب بعد فوز حزب “العدالة والتنمية” “لا يحضرني في هذا اليوم سوى لعن روح الأسد من الجد للولد..مبروك تركيا، نحسدكم”.

الناشط “ريان علوش” الذي رأى أن المنتشين بفوز “حزب اللمبة” في إشارة إلى “العدالة والتنمية”، والغاضبين من فوزه “كتير بيشبهو بعض، وبيحملو نفس العقلية” معتبرا أن “حزب العدالة” فاز لأنو الأكثر قدرة على الحفاظ على وحدة تركيا، وصيانة دستورها العلماني من أي حزب آخر حاليا”.

بينما ألمح “علوش” إلى قضية أقفاص الغوطة في منشوره “كان التنافس على أشده بين داعش والنظام على المرتبة الأولى بابتكار اساليب شيقة للقتل، لكن دخول زهران العلوش على الخط مؤخرا قد يقلب جميع التوقعات”، مع التذكير أن الناشط علوش لا تربطه أي صلة قربى بزهران علوش، إلا أنهما أبنا ريف، فالأول من مدينة “سلمية” بريف حماه والثاني من “دوما” بريف دمشق.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.