الرئيسية » تقارير » تقديرات إسرائيلية: الأسد مدعو لأن يبقى حتى يُنهوا “الصفقة” من فوق رأسه

تقديرات إسرائيلية: الأسد مدعو لأن يبقى حتى يُنهوا “الصفقة” من فوق رأسه

 

علق الكاتب الإسرائيلي والمحلل السياسي ” سمدار بيري” على التدخل الروسي القوي في سوريا ووقوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جانب بشار الأسد قائلاً إن الحدث المثير الذي يخرج فيه الأسد من البلاد لأول مرة منذ الحرب يبدو كاستعراض للعضلات من جانب بوتين، الذي يستخف بكل العالم الراغب في أن يرى الأسد منصرفا، مختفيا، تاركا المفاتيح بلا قائم بالأعمال.

 

ويقول الكاتب الإسرائيلي إن اللافت للانتباه في التفاصيل الصغيرة أن بوتين هو الذي استدعى بشار, وعندما يستدعي بوتين، يمتثل بشار، حتى وإن صعد إلى الطائرة بلا شهية دون أن يعرف إذا كانوا سيحاولون اغتياله في الطريق إلى موسكو أو لدى عودته إلى الديار. فهل غفت وكالات الاستخبارات في الحراسة؟ قصور اسخباري؟ يحتمل أن تكون “العيون” مع ذلك أُشركت في السر؟

 

وحقيقة مثيرة أخرى، وفقا لما كتبه: الأسد خرج إلى موسكو وحده، بلا حاشية، بلا وزراء مراقبين، بلا مترجم، بلا سكرتير يسجل محضر المحادثات الثلاثة التي أجريت في ظلمة الليل في الكرملين. بحسب المقالة التي نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.

 

في الصور حرص على أن يوزع الابتسامات ويبث الثقة، ولكن بوتين بدا باردا ومتجمدا. كما حرص على أن يلقي بملاحظة في أن مصير بشار لم يطرح في المحادثات. فعلى ماذا بالضبط تحدثا؟ نوصي ألا نشتري رواية الناطقين في موسكو في أن الأسد أراد أن يشكر بوتين على تجند روسيا العسكري.

 

في وكالات الاستخبارات ووزارتي الدفاع والخارجية في موسكو، كما أورد الكاتب، يطبخون الآن خريطة طريق التفافية لبشار. كيف يقام حكم انتقالي في سوريا يدرج وجوها محلية وشخصيات من المعارضة السورية في المنفى.

 

هذا إجراء صعب، معقد ومركب، سواء بسبب الطابع الدكتاتوري لنظام الأسد أو بسبب المعسكرات في منظمات الثوار. مهما يكن من أمر، والكلام للكاتب نفسه، فإن خريطة الطريق الروسية تأتي قبل كل شيء للحفاظ على المصالح المتضخمة لروسيا داخل سوريا.

 

بشار، بقوته المحدودة، مدعو لأن يبقى إلى أن ينتهوا من العمل من فوق رأسه، فهو مطيع وغير مُزعج. كما إن الحرس الثوري الإيراني استوعب الإشارة الروسية وخفض مستوى الاهتمام.

 

ومسموح منذ الآن الرهان على أن بشار لن يتنافس في الانتخابات التالية للرئاسة. إذا ما بقي على قيد الحياة، فإنه سيكون بعيدا عن “قصر الشعب” في دمشق، خارج حدود سوريا.

 

محللون بارزون في العالم العربي، كما كتب المحلل الصهيوني، يحذرون من مناورات بوتين المخادع الذي يحرص قبل كل شيء على مصالحه. من المهم الانتباه إلى الإشارة الواضحة التي أطلقها بوتين بينما كان الأسد يجلس أمامه وجها إلى وجه.

 

فبعد التدخل العسكري الروسي في سوريا، قال بوتين، سيأتي دور الحل السياسي حسب إرادة الشعب السوري. ثلث الشعب السوري فر للنجاة بحياته من رئيسه. وبوتين لم يذكر بشار كجزء من الحل.

 

وبالنسبة لإسرائيل، كما كتب، لا يهمها كم من الزمن سيبقى بشار، الأهم من ذلك أن لا تستثير أعصاب  بوتين.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.