الرئيسية » أرشيف - الهدهد » (الرياض) السعودية: ملف اللجوء بات واقعا عربيا ماثلا أمام المنظمات الدولية فقط والدول العربية (تتفرج)

(الرياض) السعودية: ملف اللجوء بات واقعا عربيا ماثلا أمام المنظمات الدولية فقط والدول العربية (تتفرج)

 

قالت صحيفةالرياضالسعودية ان “ملف اللجوء بات واقعاً عربياً ماثلاً أمام المنظمات والمؤسسات الدولية التي تواجه اليوم هذه الأزمة الملحة التي تلقي بظلالها على الدول الأوروبية محدثة تغيراً في ملامحها وهيكليتها، وفي معرض حديثه عن تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين صوب ألمانيا، يقول وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير “نحن بالفعل اليوم بحاجة إلى تغييرات دستورية”، لافتا إلى انه “تتخذ غالبية الدول العربية موقف المتفرج فهي غير قادرة على مواكبة هذا الملف، ولا تستطيع معه القيام بأي شيء فهي عاجزة أمام هذه المأساة في إحكام السيطرة على حدودها، وفي ذات الوقت عدم قدرتها تحمل أعباء هذه الموجات البشرية الأمنية منها والاقتصادية، فدولة مثل الأردن أو لبنان فاضتا بأعداد غفيرة من اللاجئين السوريين، ولمنطقة الشام الكبرى تاريخ كبير في حركات النزوح البشرية، ومثله العراق، إذ أسهمت التحولات السياسية والصراعات الأهلية أو الحروب مع العدو الإسرائيلي إلى تغيرات ديموغرافية كبيرة ما زالت إلى يومنا الحالي حديث دوائر صنع القرار هناك، فمجتمعات اللاجئين الفلسطينيين على سبيل المثال في لبنان أصبحت ذات تأثير وثقل سياسي في المشهد اللبناني، وقس على ذلك وضع مخيمات الفلسطينيين قبل اندلاع الثورة السورية، والتي تلعب دوراً في مشهد الصراع السوري، وربما تخشى دول عربية أن يؤدي احتواء المهاجرين القادمين من سورية والعراق إلى استنساخ تجارب المخيمات في دولهم، فيحجمون عن الاضطلاع بهذا الملف”.

واعتبرت الصحيفة ان “مأساوية مشهد اللجوء العربي هو اتساع رقعته بشكل كبير والاستماتة من قبل الفارين في ركوب الخطر، وإن كان الموت مصيراً محتملاً، زد على ذلك أن الدول العربية وبفعل الفوضى والعجز والانفلات باتت منافذها البحرية المطلة على “المتوسط” محطة انطلاق مفضلة نحو الضفة الشمالية من البحر الذي شهد مآسي كبيرة، وتحاول الدول الأوروبية دفع دول شمال إفريقيا، وتركيا أيضاً، لإحكام السيطرة على تدفق اللاجئين دون جدوى”.

وأشارت إلى ان “اللاجئين العرب ممن لاذوا إلى الدول الأوروبية لم يعودوا اليوم متحمسين للعودة إلى الشرق الأوسط ولا إلى ديارهم، وتتناقص الرغبة كثيراً مع ارتفاع وتيرة الاضطرابات، وتقادم الأجيال وتلاشي الهوية والاندماج الكامل مع الدول التي اكتسبوا جنسيتها، وبالتالي فقدنا أجيالاً من أمتنا أصبحت علاقتهم مع الدولة الأم علاقة طيف وذكريات عابرة لا أكثر”.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.