الرئيسية » أرشيف - تقارير » أساليب تعذيب الـ CIA أكثر (وحشية وسادية) مما أوضحه تقرير مجلس الشيوخ

أساليب تعذيب الـ CIA أكثر (وحشية وسادية) مما أوضحه تقرير مجلس الشيوخ

“الشهادات التي رفعت عنها السرية مؤخرًا من قبل أحد معتقلي جوانتانامو تبين أن محققي وكالة الاستخبارات الأمريكية يعملون خارج نطاق السيطرة“

كان استخدام وكالة الاستخبارات الأمريكية لأساليب التعذيب أكثر ‘وحشية وسادية‘ بكثير مما كُشف عنه في تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي المثير للجدل والصادر العام الماضي حول أساليب الاستجواب التي تتبعها الوكالة، وذلك طبقًا لمعلومات جديدة أدلى بها أحد معتقلي جوانتانامو.

وتصف المعلومات الجديدة التي رفع عنها السرية مؤخرًا بشأن تعذيب ماجد خان، الذي يطلق عليه “المعتقل الثمين”، وصفًا دقيقًا لكيفية تعرضه للاعتداء الجنسي، وتعليقه بدعامة في السقف لعدة أيام دون راحة، وتعرضه للغرق في أحواض مياه مجمدة.

وترد هذه التفاصيل في عدد 27 صفحة من الملاحظات التي جرت في مقابلات بين السيد خان وفريقه القانوني والتي تم الإفراج عنها من جانب الحكومة الأمريكية يوم الثلاثاء، كما ذكرت وكالة رويترز.

ويبدو أن هذه الملاحظات تؤكد ما نشرته صحيفة التليجراف في تقرير يرجع تاريخه إلى شهر سبتمبر من العام الماضي، والذي زعم فيه مصدر استخباراتي رفيع المستوى أن أسلوب الإيهام بالغرق الذي تتبعه وكالة الاستخبارات الأمريكية قد ذهب إلى ما وراء ‘محاكاة‘ الغرق الذي يمكن التحكم به والمعروف باسم ‘الإيهام بالغرق‘.

وفي الوثائق الجديدة، وصف السيد خان، الذي تم اعتقاله في كراتشي في عام 2003 وتم احتجازه لأكثر من ثلاث سنوات في المواقع السوداء التابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية قبل أن يتم نقله إلى معتقل جوانتانامو في عام 2006، بأنه كاد أن يغرق خلال الاستجواب في شهر مايو 2003.

ومما ورد في شهادة السيد خان أن “الحراس والمحققين قد أدخلوه لحمام به حوض استحمام، وكان الحوض ممتلئًا بالماء والثلج بينما كان مكبلًا ومغطى الرأس، وأوقفوه أولًا في الماء المجمد والثلج ثم طفقوا يدخلوا باقي جسده داخل الماء حتى وجهه. وقد دفع المحقق رأس خان بقوة تحت الماء حتى اعتقد أنه سوف يغرق“.

وفي العام الماضي قدّم مصدر بالمخابرات وصفًا مشابهًا جدًا من تجاوزات وكالة الاستخبارات الأمريكية التي مارستها ضد معتقل لم يفصح عن اسمه قائلًا لصحيفة التيلجراف “لم يقوموا فقط بصب الماء على رؤوسهم أو على ملابسهم، بل كانوا يبقونهم تحت الماء حتى كادوا أن يغرقوا، وذلك في حضور طبيب حتى يتأكدوا من أنهم لن يتجاوزوا هذا الحد. وكان هذا تعذيبًا حقيقيًا“.

وأضاف المصدر أن الأطباء كانوا حاضرين أيضًا خلال الاستجوابات التي كان يصل التعذيب فيها حد الموت لضمان عدم حدوث وفيات –وتلك حقيقة أكدها السيد خان- الذي قال أنه توسل إلى أحد الأطباء لمساعدته ولكن الطبيب بدلًا من أن يساعده أعطى تعليمات للحراس أن يعلقوه في قضيب معدني لمدة 24 ساعة إضافية.

وتنص الملاحظات على أن السيد خان تم حبسه في مكان مظلم لفترة طويلة من عام 2003، وفي حبس انفرادي من عام 2004 حتى عام 2006، وتعرض للتهديد بأدوات معدنية، من بينها مطرقة، وأن المحققين أحيانًا كانت تفوح من أنفاسهم رائحة الخمر.

ونشأ السيد خان ،الذي يبلغ من العمر 35 عامًا الآن، في مدينة بالتيمور بولاية الميريلاند وهو الآن أحد شهود الحكومة في محاكمة خالد شيخ محمد وآخرين متهمين في هجمات 11 سبتمبر، بعد أن اعترف بأنه كان مذنبًا في اتهامات بالتآمر مع الإرهاب في شهر فبراير عام 2012.

ويقول محامو السيد خان وجماعات حقوقية أخرى أن الشهادة الجديدة توضح أن تقرير تعذيب مجلس الشيوخ الأمريكي المكوَّن من 500 صفحة والذي تم متاقشته بشدة من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية وتسبب في جدل كبير عندما ظهر العام الماضي ما هو غير نزر يسير مما حدث بالفعل.

وأخبر ويلس ديكسون ،محام بمركز الحقوق الدستورية والذي يمثل دفاع السيد خان، التيلجراف : “من الواضح أن محققي وكالة الاستخبارات الأمريكية كانوا يعملون خارج نطاق السيطرة تمامًا. وحقيقة ما حدث لرجال من أمثال ماجد خان هي أكثر وحشية وسادية بكثير مما تم الكشف عنه في تقرير مجلس الشيوخ أو غيره من التقارير العامة السابقة“.

وقالت مؤسسة ريبريف، مؤسسة قانونية خيرية مقرها في لندن وتمثل العديد من ضحايا التسليم الاستثنائي للمعتقلين لوكالة الاستخبارات الأمريكية، هذه الشهادة أثبتت أنه لايزال هناك “حجم كبير” من العمل يجب أن يتم للكشف عن كل من حقيقة التعذيب، والدور الذي تلعبه بريطانيا في برنامج وكالة الاستخبارات الأمريكية.

وقالت كات كريج ،المديرة القانونية لمؤسسة ريبريف، “في حين أن تقرير مجلس  الشيوخ الأمريكي مرحلة حاسمة من العمل، إلا أنه من الواضح دائمًا أن تلك الأجزاء التي نشرت منه لم تكن إلا غيضًا من فيض فقط. وما تم الكشف عنه اليوم يجعل من الواضح أن الكثير من التفاصيل المروعة لازالت مخبأة في الظلال“.

وهذه جزء من الشهادة التي شاركها محامو السيد خان مع التيلجراف والتي تصف كيف تعرض لشبه غرق خلال الاستجواب في شهر يوليو 2003، لدرجة أن رئتيه مملوئتان بالماء. وتقول الملاحظة:

“لقد كان معلقًا لعدة أيام في عامود حديدي، دون أي فترات راحة، وبدون أي طعام، مع القليل جدًا من الماء. واقتاد الحراس والمحققون خان إلى داخل غرفة حيث كان هناك حوض من البلاستيك ويوجد به ماء وثلج. وتم إجبار خان بالقوة على أن يستلقي في الحوض على ظهره، وهو مكبل وتسبب انحناء ظهره في أن تميل رأسه إلى الخلف في الماء. وبقي غطاء من القماش على وجهه بعد أن أغرق الحراس جسده أسفل الحوض. وملأ أحد المحققين دلوا به ماء وقطع كبيرة من الثلج وصبه فوق رأسه. وقام المحقق بصب الماء والثلج في فم خان وأنفه وكذلك على أعضائه التناسلية من مسافة عالية. وبينما يصب المحقق الماء، بدأ الحوض يمتلئ عن آخره. ولم يكن في إمكان خان أن يتنفس ودخل الماء إلى رئتيه. وبدأ الحراس والمحققون في تقليب خان على ظهره وبطنه عدة مرات، وفي كل مرة يدفعوا رأسه بقوة داخل الماء. وطالبه أحد المحققين بأن يجيب على أسئلته خلال هذه العملية. وأعقب جلسة التعذيب هذه استجواب مسجل على شريط فيديو مدته 15 دقيقة في حجرة أخرى حيث تم إجبار خان على أن يجلس عاريًا على صندوق خشبي وتم إخضاعه مرة أخرى للحرمان من النوم. وتم إجباره على أن يكتب اعترافاته أثناء تصويره عاريًا إذا ما أراد بعض الراحة“.

وطبقًا لقائمة كاملة من المقتطفات نشرها مركز الحقوق الدستورية :

تعرض خان للاغتصاب في سجون وكالة الاستخبارات الأمريكية (الإطعام عن طريق المستقيم) والاعتداء الجنسي:

“كما هو موضح بتقرير لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي، تعرض خان للاغتصاب في سجون وكالة الاستخبارات الأمريكية (الإطعام عن طريق المستقيم)، وتم الاعتداء عليه جنسيا بطرق أخرى أيضا، بما فيها لمس ‘عورته‘ وهو معلق عاريًا في السقف”

وتقول وكالة الاستخبارات الأمريكية إن الإطعام عن طريق المستقيم كان أمرًا ضروريًا بعد أن دخل خان في إضراب عن الطعام وأخرج أنبوب التغذية التي كانت موجودة في أنفه. بينما قال المحققون في مجلس الشيوخ الأمريكي إن خان كان متعاونًا ولم ينزع أنبوب التغذية.

تم تعليق خان منتصبًا على دعامة خشبية لعدة أيام:

“علق المحققون والحراس في المواقع السوداء خان من يديه في دعامة خشبية لمدة ثلاثة أيام. وكان عاريًا ومقيدًا. وكان يتم تقديم الماء له ولا يتم تقديم الطعام”.

قضى خان أكثر عام 2003 في ظلام حالك:

“كان لدى خان دلو غير مغطى يستعمله كمرحاض، ولا يوجد ورق تواليت، وحصيرة ينام عليها ولا يوجد ضوء.. وقد عاش معظم عام 2003 في ظلام دامس”

تم احتجاز خان في حبس انفرادي:

“تم احتجاز خان بشكل أساسي في حبس انفرادي من عام 2004 إلى عام 2006″

هدد المحققون عائلة خان:

“وقد هددوا أيضًا بإلحاق الضرر بأسرته، بما فيهم شقيقته الصغرى. وقيل له “نحن سوف نهتم بك، وسوف نرسلك إلى مكان لا يمكنك أن تتخيله”.

تعرض خان لضرب متكرر وتهديدات بالضرب بأدوات معدنية بما فيها مطرقة:

“يأتون بحقيبة بها أدوات معدنية ويضعونها بجوارخان. ويسحبون منها مطرقة ويعرضوها عليه. وقد هدده أحدهم بضرب رأسه بالمطرقة. وأحيانًا تفوح رائحة الخمر منهم”

الأطباء كانوا من بين أكثر من عذبوا خان، وتم تعليق خان على قضيب معدني:

“عندما جاء الطبيب لكي يفحصه، توسل إليه خان ليساعده. وردا على ذلك، أمر الطبيب الحراس أن يعيدوا خان مرة أخرى إلى غرفة التحقيقات ويعلقوه على قضيب معدني. وبقي خان معلقًا هناك لمدة 24 ساعة قبل أن يتم استجوابه مرة أخرى ، وإجباره على كتابة ‘اعترافاته‘ أثناء تصويره عاريًا إذا ما أراد بعض الراحة. وتم وضعه في النهاية في زنزانة حيث بقي فاقد الوعي وغير قادر على الحركة لعدة أيام”.

 

تلجراف – التقرير

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.