مصر.. هذه حكاية (سيدة المطار) بالتفاصيل غير المملة!

وطن – روى الكاتب الصحفي المصري محمد طلبة رضوان عدداً من التفاصيل المثيرة المتعلقة بواقعة إعتداء ياسمين النرش – الشهيرة بسيدة المطار – على أحد ضباط الشرطة بمصر .

ولفت “رضوان” في مقاله بمصر العربية إلى أن الرواية التي رواها عمال المطار اكثر منطقية من كل ما نُشر في وسائل الإعلام مشيراً إلى أن تلك الرواية تضع تفسيراً موضوعياً للمسألة . وإلى نص المقال:

الفيديو رآه الملايين، سيدة تعتدي بالضرب على ضابط شرطة بالمطار، جاءت متأخرة على الطائرة، تريد أن تلحق بها، أمن المطار يرفض، “شرشحتهم”، ألفاظ خارجة، وتهديدات، فعلت كل شيء، ما لم نره في الفيديو هو ملابسات ما حدث، فحول سيدة الأعمال ياسمين النرش إلى هذا “الوحش”، وحول ضابط الشرطة أمامها إلى هذا الحمل الوديع، الطيب، الهاديء، المستكين، المستسلم لمصيره، السيدة تضرب، وتشتم، وتهدد، وهو ساكت تماما !!

الروايات كثيرة لا حصر لها، إلا أن مصدر المعلومة، عمال المطار، روايتهم أكثر تماسكا، وواقعية، جاءت السيدة متأخرة عن ميعاد الطائرة المتجهة إلى الغردقة، إلا أن الطائرة لم تفتها، يمكنها اللحاق، يحدث ذلك في الطيران الداخلي، أمن المطار رفض، لسبب أو لآخر، ربما أدركهم النظام فجأة، لم تتعود ياسمين النرش سيدة الأعمال، وابنة الملياردير محيي الدين النرش على ذلك، زعقت، صرخت، تريد اللحاق بالطائرة، بأي طريقة، طفلتها هناك، تسكن هناك، لديها أسبابها، ولديهم أسبابهم، ذهبت إلى الحمام، لتفاجأ بالشرطة تلحق بها، شرطة نسائية طبعا، نحن شعب متدين بطبعه، ونعرف العيبة، تصرفوا بشكل غير لائق، ردوا لها الصاع عشرة، ولفقوا لها تهمة اتجار بالحشيش، 200 جرام حشيش، يعني تقريبا مكسبها فيهم حوالي 100 جنيه وفقا لرواية بعض الحشاشين من زملائنا، شخصيا لم أجرب، خرجت السيدة غاضبة وفعلت بعض ما نقلته لنا الكاميرات.
الذين نقلوا لي هذه الرواية، ورجحوها عن عشرات الروايات الأخرى، المنتشرة على مواقع التواصل، لم يفتهم أن ينبهوني أن الضابط الذي ظهر في الفيديوهات المتداولة لم يكن من هؤلاء الذين أغضبوها بهذا الشكل، وحاولوا الانتقام منها بتلفيق تهمة، وأنه ضابط دمث خلوق، يعرفه كل من يشتغل بالمطار، يعامل الناس جميعا بأدب، لا يتناسب مع كونه ضابط شرطة، أصحابه هناك يخبرونه على سبيل المزاح أنه دخل كلية الشرطة على سبيل الغلط !!
ذهبت السيدة ياسمين مع الضابط إلى القسم، فالنيابة، 4 أيام حبس، ثم إفراج فورا، وبدون كفالات، أو ضمانات، أو أي شيء، يبدو أن القرار من “فوق”، وهي الآن في بيتها، أحد الضباط الذين حضروا الواقعة، لم أتأكد إن كان هو نفسه ضابط الفيديو أم لا، لما رأى الوضع آل إلى لا شيء، غضب لكرامة الضباط التي مسحت بها “النرش” بلاط المطار، فرفع الفيديو على مواقع التواصل، ثم جاءه تهديد، فمسحه، ولكن بعد أن انتشر كالدعسوقة على شواطيء الإسكندرية، وانتهى الأمر!!

“فيديو”: “سيدة المطار” ياسمين النرش خسرت الرهان.. تطور مثير في قضيتها

الآن، لدينا فيديوهات لسيدة تهين ضابط شرطة، وهو لا يرد عليها، واتهامات لها بالاتجار في الحشيش، وقضية راحت للنيابة، ولم تسفر عن أي شيء، ورأي عام منقسم، بعضهم شمتان في الضابط، من كثر ما يلقاه “الغلابة” على أيديهم في الشوارع، يقولون: ربك بيسلط أبدان على أبدان، والبعض الآخر غاضب لكرامة الضابط التي أريقت مثل دماء المعتصمين في رابعة، بلا ثمن، ولا يجوز ذلك بحال، المعتصمون إخوان، دماءهم حلال، أما الضابط فـ “باشا” رذاذ سعاله حرام، فما العمل؟
مشاهدة الفيديو بأجزائه الثلاثة، المتوفرة حتى الآن، تخبرك أن السيدة كانت شديدة الثقة بنفسها، هذا ليس خطاب واحدة ممسوكة بحشيش، تهدد، وتتوعد، وتقسم ببنتها، ستدمر المطار، تريد أن تروح إلى النيابة، لا يهمها أحد، لا تلوي على شيء، جامدة جدا، الروايات على اختلافها، جميعها أكدت أنها شتمت الضابط مرة أخرى في النيابة، وقالت له أن أباها هو من ينفق على “اللي مشغلينه”، المسألة واضحة ..
سواء كان الضابط، ظالما أم مظلوما، وقد رجحنا أنه مظلوم، أو كانت ياسمين النرش ظالمة أو مظلومة، وقد رجحنا أنها مظلومة، فنحن أمام سيدة تثق تماما بأنه لن يمسها أحد بسوء، وأنها أقوى من الضابط، ومن “اللي مشغينه”، وعايزة تروح القسم، والنيابة، وأعلى ما في خيل الحكومة (هي) ستركبه، وتدلدل رجليها ..
والآن .. أجب على الأسئلة الآتية:
كم مظلوما في هذا البلد يمكنه أن يتحدث بقوة سيدة المطار؟
كم سيدة طالبت بأي شيء ضايق الباشوات منها، وخنقهم، فلفقوا لها تهمة حيازة حشيش، ولم يكن أبوها محيي الدين النرش لكي يأخذ لها حقها؟
ياسمين النرش كانت تعلم أن أحدا لن يمسها بسوء، سواء كان معها الحق أم لم يكن، ومع ذلك بمجرد أن لفقوا لها تهمة ليهددوها فعلت كل ذلك، تعلم أنهم يصورونها، تواجه الكاميرا، ومع ذلك لم تعمل حسابا لاسمها أو لعائلتها، أو لأبيها، أو لزوجها رجل الأعمال، أو لزوج أمها وزير السياحة السابق، ووزير الإعلام السابق، ممدوح البلتاجي، ولا لأي أحد، شتمت، وتجاوزت، وهددت، واعتدت على الضابط، كل ذلك، وأكثر منه، فعلته لأنها غضبت من جراء الظلم، الظلم الذي تعلم، يقينا، أنه لن يقع عليها في النهاية .. فما الذي يمكنه أن يفعله مظلوم يعرف جيدا أنه لن يأخذ حقه ممن ظلمه؟
ياسمين النرش ضربت الضابط، وشتمته، وراحت معه القسم والنيابة، وشتمته هناك مرة ثانية، ثم ضربت الجميع على مؤخراتهم، وذهبت لتنام في حضن ابنتها في فيلتها بالجونة، وتطمئن محبيها على صفحتها الشخصية، بينما الشرطة المصرية تقتل شبابا في عمر 16، 17 سنة، في الميادين، وأحيانا في مدرجات كرة القدم، لمجرد أنه يهتف ضد “الباشا” بدعوى الحفاظ على هيبة الدولة، كلمني أكثر عن هيبة الدولة .. عندك فكرة عنها؟
ياسمين النرش كانت في حملة السيسي، وأبوها دفع، “عشان ماسر”، ومع ذلك ذاقت طرفا من ظلم الشرطة، وافتراءاتها، وتلفيقها التهم لأي أحد يضايقهم، ياسمين أخذت حقها طبعا، لكن أخذته بفلوسها، مليارات أبيها، لا قانون في هذا البلد يحمي أحدا، البقاء للأغنى، فماذا عنك لو كنت مؤيدا للسيسي ولم تكن من أولاد “النرش”؟، إياك أن تظن أن تأييدك للسيسي سيحميك، مستويات أخذ الحق في مصر تتفاوت حسب رصيدك في البنك، وعلاقاتك، وفي النهاية، إذا أفلت مرة فلن تفلت الأخرى، خاصة إذا كان خصمك في القضية واحد من عيال أي نرش!
هل عرفت الآن كيف يصنعون الإرهاب؟

أخيرا: إذا أزعجتك الأسئلة السابقة، وقلبت مزاجك، فلا تجبها، شف “نرش” حشيش، واصطبح، بلا وجع قلب.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث