الرئيسية » أرشيف - الهدهد » المحلل بارئيل: التقارب السعودي التركي يؤدي لمصالحة مع مصر

المحلل بارئيل: التقارب السعودي التركي يؤدي لمصالحة مع مصر

وطن _ تناول المحلل بارئيل التابع  شؤون الشرق الأوسط في صحيفة هآرتس العبرية،  العلاقات الثنائية الإيرانية التركية، بعد الزيارة القصيرة التي قام بها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إلى طهران، يوم أوّل من أمس الثلاثاء. وقال في هذا السياق إنّ أردوغان شوهد ونظيره الإيراني حسن روحاني كقنفذين يحاولان إقامة علاقة، وقد بدت تصريحاتهما، في المؤتمر الصحافي الذي لم تُطرح فيه أسئلة، كما لو أنّه قد تمّت برمجة كلّ فاصلة فيها بعنايةٍ فائقةٍ، على حدّ وصفه.

ولفت  المحلل بارئيل  إلى تصريح الرئيس التركيّ الذي قال خلال المؤتمر الصحافيّ إلى أننّا نحن بحاجةٍ إلى تحمّل مسؤولية الوساطة من أجل إيقاف سفك الدماء في العراق وسوريّة، الذي تجنّب ذكر مشاركة تركيا في التحالف العربيّ المعادي لإيران، والذي يعمل في اليمن ضدّ الحوثيين. وأوضح أردوغان أيضًا أنّه لا يهتّم إنْ كان هؤلاء الذين يُقتلون من السنّة أم من الشيعة؛ فالجميع مسلمون.
وأشار المُحلل إلى أنّ الرئيس التركيّ، خلافًا للجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة يُطالب بعزل الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد عن السلطة كشرط لموافقته على المشاركة في تحالف غربيّ ضدّ تنظيم الدولة الإسلاميّة. وساق قائلاً إنّ هذه النزاعات هي ليست النزاعات الوحيدة بين تركيا وإيران، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّه قبل نحو أسبوعَين، صرّح أردوغان بأنّ هدف إيران هو السيطرة على المنطقة وبأنّه يجب إيقافها.

وقد طلب، في أعقاب ذلك، 65 نائبًا في البرلمان الإيرانيّ من رئيسهم إلغاء زيارة نظيره التركيّ في طهران بإيران. بالإضافة إلى ذلك، أوضح د. بارئيل، أنّ تركيّا وقفت إلى جانب السعودية ضدّ الحوثيين في اليمن، وتعتبر السعودية تركيا حليفًا فيما أسماه بالمحور السنّي الذي تسعى إلى تشكيله ضدّ إيران. علاوة على ذلك، أضاف فإنّ سعر الغاز المرتفع الذي تدفعه تركيّا لإيران يُغضب أردوغان الذي وعد بشراء المزيد من الغاز من إيران إذا وافقت الأخيرة على تخفيض سعره. ولكن إلى جانب النزاعات، رأى المُحلل الإسرائيليّ، فلدى طهران وأنقرة مصالح مشتركة عديدة.
ولفت إلى أنّ حجم التبادل التجاريّ بين الدولتين وصل إلى حوالي 14 مليار دولار، وعلى الأقل، بحسب تصريحات الطرفين، فهما يطمحان إلى مضاعفة حجمه ثلاث مرات. بالإضافة إلى ذلك، رأى أنّهما تتفقان على خطر قيام دولة كردية مستقلّة، وتركيّا هي أيضًا المورّد الرئيسي للسلع الاستهلاكيّة للعراق، حليف إيران. ورغم الشكوك المزمنة بين كلتا الدولتين، قال المُحلل، فإنّ العلاقة الاقتصاديّة والسياسيّة مع إيران مهمّة بشكل خاصّ لتركيا، التي تعرف حجم الفرص الاقتصاديّة المرتقبة لها إذا تمّ توقيع الاتفاق النووي الذي سيؤدي إلى إزالة العقوبات. ذلك أنّ الشرعية التي ستحظى بها إيران ستسمح لتركيا بأنْ تشتري كميات كبيرة من النفط بسعر تنافسيّ، المشاركة في صناعة السيارات الإيرانية والفوز بمناقصات البناء الضخمة المرتقب افتتاحها، بحسب أقواله.

ابن زايد يغدر بحليفه ابن سلمان ويظهر وجهه الحقيقي.. أين تسير الأمور بعد التقارب التركي السعودي؟

وتابع  المحلل بارئيل أنّه في الوقت عينه فإنّ تركيّا لا تتخلّى عن العلاقة التي نشأت حديثًا مع السعودية. فمن المرتقب أنْ تجلب هذه العلاقة مصالحة مع مصر، التي استُبعدتْ تركيا منها منذ الاستيلاء على السلطة من قبل عبد الفتاح السيسي في تموز (يوليو) من العام 2013.
وأشار إلى أنّ الرئيس التركيّ أردوغان قد تلقّى عشية مغادرته إلى إيران محادثة من وليّ العهد السعودي ووزير الداخلية، محمد بن نايف، الذي طلب الضمان بأنّ تركيا لن تحيد عن الاتفاقات التي حقّقها البلدان في زيارة أردوغان للرياض، وخصوصًا في كلّ ما يتعلّق بالتعاون في الحرب باليمن. وبرأيه، فإنّ تركيا تُحاول مُجددًا في أنْ يكون لها “في كل عرس قرص” والتموضع من جديد في الشرق الأوسط، مُشدّدًا على أنّ سياستها الخارجية عانت حتى الآن من ضربة تلو الأخرى: انقطاع العلاقات مع إسرائيل وسوريّة، الخسائر الكبيرة في ليبيا، الشرخ مع مصر، الرياح الباردة من قبل السعودية والمواجهة مع الولايات المتحدة، على خلفية رفض تركيا الانضمام إلى التحالف ضدّ الدولة الإسلامية.

وساق قائلاً: سارع المحلّلون الأتراك إلى المقارنة بين إيران، التي يُرتقب أن تلعب دورًا كبيرًا، إنْ لم يكن رئيسيًا، في ألعاب السياسة الإقليمية، وتركيّا، التي فقدت مرساتها في المنطقة وبين إيران، التي يستخدم رئيسها تويتر وفيس بوك، وتركيا، التي أمرت الحكومة فيها بحجب مواقع التواصل الاجتماعي. وخلُص إلى القول إنّه ما زالت هذه المقارنة بعيدة المنال، ذلك أنّه أمام طهران طريق طويل لتجتازه حتى تصل فقط إلى مستوى حقوق الإنسان المقيّدة في تركيا، ولكن في المنطقة التي هناك دور حاسم فيها للمقارنات في وسم الدول، تجمع إيران لنفسها رصيدًا لصالحها بينما يتّم دفع تركيّا إلى الهامش، على حدّ وصفه.

“رأي اليوم”- من زهير أندراوس

التقارب السعودي التركي سهل ممتنع ينتظر فرصة في قمة “G20”

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.