الرئيسية » أرشيف - تقارير » بعد العراق: إيران تخطط لـ”استعادة” الرقة

بعد العراق: إيران تخطط لـ”استعادة” الرقة

وطنذكر موقع “ميدل إيست بريفينغ” (Middle East Briefing (MEB)) أنه حصل على خطة أولية لهجوم مدعوم من إيران يُفترض أن تشنه القوات المشتركة لبشار الأسد وحزب الله ووحدات الحرس الثوري ومقاتلي PYD الكردية في سوريا لاستعادة الرقة، عاصمة تنظيم الدولة في سوريا.

ورأى كاتب التقرير أن هذه الخطة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الوضع الطائفي في سوريا وإطالة أمد الحرب الأهلية هناك.

الخطوط العريضة للخطة، وهي امتداد للتوسع في الهجوم الحالي على أماكن أخرى في سوريا، لخصها التقرير في أن تتحرك وحدات قوات الأسد وميليشياته تحت قيادة العقيد سهيل الحسن )من أكثر القادة العسكريين المقربين لبشار الأسد( من بلدتي نبل والزهراء الشيعتين القريبتين باتجاه مدينة الرقة، في حين تتقدم قوات PYD الكردية إلى المدينة من الشمال الشرقي.

فيما تتحرك وحدات الجيش الأخرى أيضا من جنوب حلب إلى المدينة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة بالكامل. في حين يتخذ الضباط الإيرانيون من بلدة مجاورة تدعى “باشكوي” في ريف حلب لتنسيق تحركات الأطراف المشاركة في الهجوم. والمفترض أن يتم توقيت خطة البدء في تنفيذ الهجوم بعد قصف مكثف من الولايات المتحدة وقوات التحالف الدولي، واعتمادا على معلومات استخبارية بشأن الآثار الناجمة عن الغارات الجوية.

المونيتور: عملية تحرير الرقة عاصمة الدولة الاسلامية.. مَن يتولاها؟!

بيد أن استهداف مقر جهاز مخابرات سلاح الجو في حلب، التابع لقوات الأسد، منذ أيام، قد يبطئ تنفيذ الهجوم الذي خُطط لإطلاقه بمجرد التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في حلب. وهذه الصفقة يجري حاليا التفاوض بشأنها. وذكر التقرير أن النظام وحلفاءه حاولوا دون جدوى، في الصيف الماضي، التحرك نحو الرقة. وأضاف أنه سيتم تحديد توقيت توقيع اتفاق في حلب وفقا لسير الحملة العسكرية لاستعادة الرقة.

وأفاد التقرير أن ضباط الحرس الثوري الإيراني يحتلون موقع القيادة في إعداد الحملة، ويضيف أن حجم التورط الإيراني أمر يثير الدهشة حتى بالمقارنة مع دورها في الجبهة الجنوبية الغربية.

في القامشلي، على سبيل المثال، دعا ضباط الحرس الثوري الإيراني، يقودهم جنرال، رؤساء ثمان قبائل عربية وقادة القوات الكردية للاجتماع في منزل زعيم قبلي عربي يدعى محمد الفارس في الأسبوع الماضي. الفارس زعيم قبيلة طي، وهو مؤيد قوي لنظام الأسد. وأكد الضباط الإيرانيين للقبائل العربية أنهم لن يتعرضوا لأي انتقام عنيف من قبل الأكراد أو النظام وحلفائه.

ذلك أن عمليات الانتقام السابقة في أماكن أخرى تسببت في حالة من الذعر بين المدنيين في المنطقة. ففي محافظة الحسكة، على سبيل المثال، أحرقت ميلشيات PYD الكردية أكثر من عشر قرى عربية سنية بدعوى التعاون مع مقاتلي داعش. ولا تخفي القبائل العربية في محافظات الرقة، حلب ودير الزور خوفها من القوات الموالية للأسد والكردية والإيرانية.

خطة التحرك نحو الرقة، وفقا لما أورده التقرير، هي تكملة للهجوم العام الذي قادته إيران والأسد في الشهر الماضي، وهو في الواقع المحور الرابع. فالمحور الأول هو جبهة جبل القلمون التي يتم تأجيلها حتى يذوب الثلج، حيث سيتحمل الإيرانيون وحزب الله العبء القتالي الأكبر هناك في سياق تفاهم الأسد وإيران، والذي من شأنه أن يمكن الجانبان من السيطرة الكاملة على الجنوب والغرب. والمحور الثاني هو جبهة درعا، أو بتعبير أدق: المثلث الإستراتيجي المكون من درعا، القنيطرة ودمشق. والثالث هو حلب.

ومحاور الهجوم العام هذه قد تجر ويلات وكوارث، ومنها أنه سيدفع المدنيين، خوفا على حياتهم، إلى مغادرة قراهم في الشمال الشرقي، أو أسوأ من هذا مساعدة داعش والاحتماء بها، وفقا للتقرير، وخطورة هذا الأمر أنه قد يحدَ من احتمال إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة في الوقت القريب، وربما يعزز حضوره أكثر مستقبلا أو تظهر مجموعات مماثلة لأن مبررات ظهورها لا تزال قائمة.

وهنا يرى التقرير أنه طالما تشعر القبائل العربية السنية بحدة القمع والقهر، فإن الأرض ستكون مهيأة لاحتضان العديد من الجماعات المتطرفة. وفي سوريا، كما هو الحال في العراق، فإن المواجهة سرعان ما عززت الاعتقاد بأن إيران تشن حربا ضد العرب السنة في كلا البلدين. ومما يعزز هذا التصور هو الفظائع التي ارتكبتها الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران ضد المدنيين حول تكريت وجرائم موازية في سوريا. فتنظيم الدولة، في جزء كبير منه، هو رد فعل على القمع المنهجي الذي يتعرض له السنة في سوريا والعراق.

جمال خاشقجي نقلا عن “العسيري”: السعودية مستعدة لتحرير “الرقة” السورية من “داعش”

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.