وطن – أعربت وزارة الخارجية السعودية عن استغرابها واستهجانها الشديدين لما يُثار إعلاميا حول قضية مؤسس الشبكة الليبرالية السعودية “رائف بدوي” والحكم الصادر بحقه، مشددة على رفضها التدخل بأي شكل من الأشكال في شؤونها الداخلية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية قوله: “تبدي المملكة العربية السعودية استغرابها واستهجانها الشديدين لما يثار في بعض وسائل الإعلام حول قضية المواطن/ رائف محمد بدوي والحكم الصادر بحقه”.
وأضاف المصدر: “وإذ تأسف المملكة على قيام هذه الوسائل بالتهجم عليها وعلى قضائها فإنها في الوقت ذاته تؤكد بأنها لا تقبل التدخل بأي شكل من الأشكال في شؤونها الداخلية, وترفض التطاول على حقها السيادي أو المساس باستقلال قضائها ونزاهته, حيث لا سلطان على القضاة في قضائهم. مؤكدة على أن جميع القضايا المنظورة أمام المحاكم يتم التعامل معها دون تمييز أو استثناء”.
وشدد المصدر على أن “المملكة لا تقبل بأي من حال من الأحوال أن يتعدى عليها أحد باسم حقوق الإنسان خاصة وأن دستورها قائم على الشريعة الإسلامية التي كفلت للإنسان حقوقه وحفظت له دمه وماله وعرضه وكرامته”.
وأشار المصدر إلى أن “المملكة العربية السعودية من أوائل الدول التي دعمت حقوق الإنسان واحترمت كافة المواثيق الدولية تجاهها وبما يتفق مع الشريعة الإسلامية الغراء. وبالرغم من هذه الجهود الواضحة للعيان إلا أن بعض الجهات الدولية وبعض وسائل الإعلام للأسف الشديد أفرغت مبادئ حقوق الإنسان من مضامينها السامية, وجنحت إلى محاولة تسييسها واستغلالها في التعدي والهجوم على الحقوق السيادية للدول بمعايير لا يمكن وصفها إلا بالانتقائية والازدواجية لخدمة أهداف سياسية, وهو أمر لا تسمح به المملكة ولا تقبله على الإطلاق”.
زوجة المدّون “رائف بدوي” تطالب من جديد الملك سلمان العفو عنه
وصادقت محكمة الاستئناف، قبل أشهر، على الحكم الذي صدر عن المحكمة الجزائية بجدة، في شهر رجب من العام الماضي، بحق رائف بدوي، بسجنه عشر سنوات، وجلده ألف جلدة، وفرض غرامةٍ ماليةٍ عليه قدرها مليون ريـال، وإغلاق الموقع بشكل تام.
واشتمل الحكم على شقّيْن؛ الأول، هو سجنه خمس سنوات وغرامة مالية تبلغ مليون ريـال تُودع في بيت مال المسلمين وتُصرف في أوجه البر والإحسان تعزيرًا له على إنشائه موقع الشبكة الليبرالية، مع إغلاق الموقع إغلاقًا تامًّا، ومصادرة جهاز الحاسب الآلي الخاص به وإتلافه.
وجاء في الشق الثاني من الحكم سجن المدان خمس سنوات، والجلد ألف جلدة مفرقة على 20 دفعة، على أن تنفَّذ أمام جمعٍ من الناس بعد صلاة الجمعة، بسبب العبارات التي أقرَّ بها، والتهمة القوية التي أُدين بها والمتمثلة في صدور العبارات الكفرية وعقوقه والده.