الرئيسية » أرشيف - تقارير » “نيويورك تايمز”: تقاسم الأدوار بين أمريكا وإيران في الحرب على “داعش” العراق

“نيويورك تايمز”: تقاسم الأدوار بين أمريكا وإيران في الحرب على “داعش” العراق

وطن – في الوقت الذي يتعرض فيه الرئيس الأمريكي لضغوط سياسية من الجمهوريين في الكونغرس لكبح جماح الطموحات النووية لطهران، برزت مفارقة مذهلة: أصبح أوباما يعتمد بشكل متزايد على المقاتلين الإيرانيين والميلشيات العراقية التي تمولها وتسلحها طهران في محاولة لاحتواء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا دون تورط القوات البرية الأمريكية في المواجهة المباشرة، وفقا لما أورده تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، من إعداد مراسليها في العراق والسعودية.

ومنذ أن انضمت القوات الإيرانية إلى حوالي 30 ألف من القوات العراقية، من أربعة أيام، في محاولة لانتزاع مدينة تكريت، مسقط رأس صدام حسين، من سيطرة الدولة الإسلامية، والمسؤولون الأميركيون يصرحون بأن الولايات المتحدة لا تنسق مع إيران في محاربة عدو مشترك.

قد يكون ذلك صحيحا من الناحية الفنية، وفقا للتقرير، ولكنَ مخططي الحرب الأميركيين يراقبون عن كثب حرب إيران ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، من خلال مجموعة من القنوات، بما في ذلك المحادثات على ترددات الراديو، بحيث إن كل طرف يعرف أن الآخر يرصده. والجيشان، الأمريكي والإيراني، يسعيان، في كل مرة، لتجنب الدخول في الصراع المباشر في عملياتهما ضد مقاتلي “داعش” باستخدام مراكز القيادة العراقية كوسيط.

ونتيجة لذلك، يقول العديد من خبراء الأمن الوطني، فإن تورط إيران في مساعدة العراقيين في جبهات القتال ضد الدولة الإسلامية السلف حتى يتم الانتهاء من المستشارين العسكريين الأمريكيين تدريب القوات المسلحة الضعيفة في العراق.

وكما قال “فالي نصر”، مستشار خاص سابق للرئيس أوباما وهو الآن عميد كلية الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز، فإن “الطريقة الوحيدة التي تستطيع بها إدارة أوباما، وبمصداقية، التمسك بإستراتيجيتها هي عن طريق افتراض ضمني أن الإيرانيين سوف يتحملون معظم الأعباء الحربية وكسب المعارك على الأرض”، وأضاف: “لا يمكنك الحصول على حصتك من الكعكة وأكلها أيضا، ذلك أن الإستراتيجية الأمريكية في العراق إنما نجحت حتى الآن بسبب إيران، وهذا إلى حد كبير”.

إذ إن إيران، كما أورد التقرير، هي التي نظمت الميليشيات الشيعية في العراق في اغسطس الماضي لكسر حصار تنظيم الدولة الإسلامية لبلدة أمرلي في محافظة صلاح الدين، فقد قدمت أمريكا الدعم في رفع الحصار بالقصف من طائراتها الحربية.

معاريف: نتيجة تراخي أوباما وعشقه لـ”ملالي طهران”.. إيران تهيمن إقليميا ونفوذها يتمدد

وكان مسؤولو الإدارة حذرين في ملاحظة أنه في ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة تنسق في بلدة آمرلي مع حلفائها، من وحدات الجيش العراقية وقوات الأمن الكردية. وفي هذا، قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن “لم يحدث أي تنسيق مع الميليشيات الشيعية من قبلنا، وإنما جرى مع قوى الأمن الداخلي”، في إشارة إلى قوات الأمن العراقية.

وكانت أيضا قوات فيلق القدس الإيرانية، التي دعمت الميليشيات الشيعية في العراق وقوات الأمن العراقية في نوفمبر الماضي، قد قاتلت لتحرير وسط مدينة بيجي من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، وكسر الحصار المفروض على مصفاة النفط القريبة. (وبعدها شهر، استعادت داعش جزءا من المدينة).

في الصيف الماضي، عندما سيطر مقاتلو الدولة الإسلامية الموصل واقتربوا من العاصمة الكردية، اربيل، طار رئيس فيلق القدس الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، إلى أربيل مصطحبا معه طائرتين محملتين بالإمدادات العسكرية، وفقا لما لدبلوماسيين أمريكيين ومن المنطقة. وقال المسؤولون إن هذا التحرك ساعد في تعزيز الدفاعات الكردية حول أربيل.

في تكريت هذا الأسبوع، صرح قادة الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران أن مقاتليهم يشكلون ثلثي القوة الموالية للحكومة، والمكونة من 30 ألف مقاتل، وقالوا أيضا إن الجنرال سليماني قد ساعد في قيادة العمليات على مقربة من خط الجبهة.

ورغم أن الحضور الميداني للجنرال سليماني –وهو شخصية مكروهة في الدوائر الأمنية والعسكرية الأمريكية لأنه تورط في حملة قاتلة ضد القوات الأمريكية في العراق، وفقا للتقرير- فإن إستراتيجية الولايات المتحدة في العراق يمكن أن تستفيد من جهود إيران لاستعادة تكريت من تنظيم الدولة الإسلامية، حتى ولو أنها لم تشارك بشكل مباشر.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.