وطن- شنّ الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله هجوماً عنيفاً على من وصفها بـ”الجماعات الإرهابية التكفيرية”، واتهمها بمساعدة من يسعى إلى “إشعال حرب إسلامية – مسيحية في المنطقة”، داعياً إلى ضرورة أن تتوحد الأمة في مواجهة هذه الجماعات التي باتت تمثل تهديداً للإسلام كدين، وليس تهديداً لمناطق أو دول أو أقليات، على حد وصفه.
وقال “نصر الله” في كلمة له في احتفال جمعية الإمداد التابعة للحزب، إن “الأمة يجب أن تتكاتف في مواجهة الممارسات الإرهابية لهذه الجماعات، ونفى أي علاقة للإسلام بها، وطالب بالعمل على “عزل الجماعات الإرهابية وإنهائها”.
قتل الصحفيين الفرنسيين
وفي إشارة إلى حادثة قتل الصحفيين الفرنسيين في باريس وما يجري في سوريا والعراق واليمن، قال نصر الله إنه “عندما تقطع الرؤوس، وتشق الصدور وتُلاك الأكباد، ويذبح الآلاف وتفجر احتفالات المولد في اليمن باسم الإسلام، فعلى علماء الأمة تحمل المسؤولية لمواجهة هذه الجماعات التي أساءت إلى رسول الله أكثر مما أساء من كتب كتاباً أو رسم رسماً ضد رسول الله”.
المقاومة الإسلامية
وفيما يتعلق بما يجري في سوريا، وجّه “نصر الله” تحية إلى جنود الجيش اللبناني و”مجاهدي المقاومة الإسلامية الذين يحرسون أمن البلد في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية والتكفيرية، الذين يدافعون عن بلدهم وشعبهم على طرفي الحدود، سواء على الحدود اللبنانية أو في الأراضي السورية”.
وحول المعارك التي تجري بين الحزب وفصائل المعارضة السورية على الحدود بين لبنان وسوريا قال نصر الله، إن “الإرهابيين أعجز من تنفيذ عمليات واسعة في الجرود كالتي تطالعنا بها وسائل الإعلام”.
وأضاف إنه “في مواجهة خطر الإرهاب اللبنانيون ليسوا عاجزين، وليسوا ضعفاء وليسوا بحاجة إلى أحد”، وطالب نصر الله وسائل الإعلام بعدم المشاركة بما سماه “التهويل” بخصوص ما يجري على الحدود.
وأوضح أن “الأعمال الإرهابية يمكن أن تحصل في أي بلد، والناس لم تمت والبلد مليء بالرجال، ونحن انتصرنا في وجه أعتى الجيوش في العالم فكيف بوجه الجماعات الإرهابية”.
تصريحات نصرالله عن “صهينة” البحرين تثير غضباً خليجياً ودعوة لبنان لـ”إجراءات رادعة”
حوار القوى السياسية اللبنانية
وتناول نصر الله في كلمته الشأن الداخلي اللبناني وركز على حوار حزبه مع “تيار المستقل”، وقال: بالتأكيد إن جلستي الحوار التي تمت ليست “بديلاً عن الحوار الوطني أو بديلاً عن حوار القوى السياسية مع بعضها”، مؤيداً “أي حوار بين أي فريقين في البلد، فحزب الله لم ينزعج من الحوار بين المستقبل والتيار الوطني الحر، بل باركه لأن أي نتائج لهذا الحوار سينعكس على البلد ككل”.
ودعا إلى عدم رفع سقف التوقعات من الحوار، وقال: لم نقل إن الحوار سيحل الأمور الاستراتيجية، فجدول أعمال الحوار كان سقفه الحفاظ على البلد، ونحن نعرف أنه من الصعب الوصول إلى اتفاق شامل، نحن نريد أن نتفق على ما يمكن الاتفاق عليه، ونضع ما نختلف عليه في أطر معينة (..) ويكفي أن البلد ارتاح منذ بدء الحديث عن الحوار، ولا شك أن هذا مصلحة للبلد ولكل اللبنانيين”، وبخصوص ملف الرئاسة دعا “نصر الله” إنجاز الملف داخلياً، وقال إنه “في ظل انشغال الدول والإقليم عنا، المسعى الجدي في الحوار الداخلي، والحوار المسيحي – المسيحي للمساعدة في إنجاز استحقاق الرئاسة، واللبنانيون أنفسهم من ينجز استحقاق الرئاسة”.
البحرين.. الحكومة الطاغية
واقتصر حديث نصر الله في الوضع الإقليمي على ما يجري في البحرين، وتحديداً فيما يتعلق باعتقال الأمين العام لحركة الوفاق الوطني علي سلمان، حيث وصف هذه الخطوة واستمرارها بـ”الخطيرة جداً”.
وأضاف نصر الله إن الشعب البحريني “اختار السلمية في نشاطه، وهذا ما ميزه عن بقية التحركات، وقد أطلق عليهم النار ولم يطلقوا النار، وقتلوا في الطرقات ولم يقتلوا ولم يحملوا حتى السكين، وهم مصرون على سلمية تحركهم وهذا ما أحرج السلطة أكثر، وستكتشف حكومة البحرين أن ما ترتكبه حماقة وغباء لن يستطيع إيقاف الحراك”.
وفي تهديد ضمني للسلطات في البحرين قال نصر الله، إن الساحة في البحرين “لم تنحدر إلى العنف، ليس لأنه لا يمكن استخدام السلاح في البحرين أو إيصال السلاح والمقاتلين، فالبحرين مثل أي بلد في العالم، وأكثر بلد مضبوط يدخل إليه السلاح والمسلحون”.
بينما طالب نصر الله المؤسسات الدولية بـ”الضغط على الحكومة الطاغية لإعطاء هذا الشعب حقوقه”، وقال إن الشعب البحريني “شعب لديه الحمية والشجاعة، ويستطيع الحصول على السلاح وغير صحيح أنه لا يستطيع الحصول عليه”.