وطن- استعرض موقع “دعتون” الإسرائيلي ما اعتبر أنها أهم المشاكل التي يتوجب على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التغلب عليها، خلال العام الجديد، من بينها انخفاض منسوب مياه النيل وسد النهضة الذي تقيمه إثيوبيا، وتأثير ذلك على ارتفاع صادرات مصر من الأسماك، وكذلك ضعف واردات قناة السويس، وارتفاع تكلفة إنتاج البترول في حقول أبورديس، وأزمة الطاقة، إضافة لانهيار السياحة وتزايد عدد السكان.
ودعا الكاتب الإسرائيلي “يحزقئيل لافي” الحكومة الإسرائيلية لاستغلال الفرصة وتقديم يد العون لنظام السيسي، عبر إطلاق حملة مساعدات زراعية وتزويد مصر بالغاز وبيع الكهرباء الإسرائيلية للقاهرة، وتقديم خبرات تل أبيب في مجال تحلية المياه، مختتما بالقول: “هكذا يمكننا شراء قلب الشعب المصري الذي ينظر جزء كبير منه لإسرائيل كنبتة غريبة في الشرق الأوسط، إذن هيا بنا نبني لهم هرما حديثا من المساعدات، التي سنربح منها أيضا”.
وقال “لافي” إن النيل الذي يعد شريان الحياة للمصريين يواجه خطرا جيوسياسيا على خلفية عدم الاتفاق بين دولذ المنبع والمصب حول استخدام كل طرف مياهه، مشيرا إلى أن السودان تشذ عن هذه القاعدة، حيث تربطها اتفاقات مائية مع مصر.
لكن السودان ليست وحدها فهناك عدة تدول تشاركها ومصر في النيل هي إثيوبيا وأوغندا وجنوب السودان التي تمزقها الحرب الأهلية بالإضافة إلى تنزانيا والكونغو وكينيا، ونتيجة لسوء استخدام تلك الدول لنصيبها من المياه، انخفض منسوب النيل لدى وصوله لمصر خلال السنوات الأخيرة بشكل حقيقي وصولا إلى جفاف وتآكل جزء من شواطئ الدلتا شمال البلاد وفقدان خصوبتها بسبب تراجع الطمي الذي كان يصلها في الماضي.
وذهب”لافي” إلى أن إثيوبيا استغلت حالة عدم الاستقرار في مصر والثورات المتعاقبة لبناء سد النهضة الذي سيبدأ في العمل خلال شهور معدودة، والذي سيضر بشكل بالغ بحصة مصر من مياه النيل، واعتبر أن انخفاض تدفق مياه النيل أوجد مشكلة أخرى تتمثل في ارتفاع استيراد مصر للأسماك، حيث باتت تستورد نحو 50% من الاستهلاك المحلي، الأمر الذي يمثل سببا آخر لإفلاس الخزينة الحكومية، لاسيما مع ارتفاع أسعار الأسماك عالميا خلال السنوات الماضية.
وألمح الكاتب الإسرائيلي إلى أن مثل هذه المقدمات هي التي دفعت المصريين في السابق للخروج فيما وصفه بـ”الشتاء العربي العاصف” ضد نظام مبارك مع ارتفاع أسعار السلع الرئيسية. وقال إنه ومع ذلك فإن مخزون بحيرة ناصر من مياه الشرب تكفي المصريين لعامين في حال توقف وصول مياه النيل بالشكل الذي تتدفق به الآن، أو ارتفاع نسبة التلوث لدرجة مميتة.
فيسك: المشاكل التي يواجهها المسيحيون أكبر من تهديد داعش فالخوف دفعهم للالتصاق بالسيسي
“لافي” تحدث عن قناة السويس كعبء على مصر مع انخفاض عائداتها دون أن يتطرق لمشروع القناة الجديد الذي أطلقه السيسي، وقال: “بالإضافة للنيل هناك أيضا قناة السويس التي كانت في الماضي مصدر دخل حقيقي للميزانية المصرية منذ تأميمها في الخمسينيات من القرن الماضي، وتحولت تدريجيا إلى عبء، حيث انخفضت عائداتها في ظل تراجع أسعار النفط الشرق أوسطي، ولم تعد حاويات النفط السعودي والقطري أو البحريني تمر بشكل مستمر في القناة، كذلك فإن انخفاض الملاحة بمضيق باب المندب على خلفية تزايد ظاهرة القراصنة الصوماليين، تسبب بشكل واضح في انخفاض العائدات المصرية من القناة”.
ومضى يقول: “جنبا إلى جنب أضر تراجع أسعار النفط أيضا – بعيدا عن مشاكل عائدات القناة – بحقول النفط المصرية أبو رديس ( التي أدخلت في الفترة حتى 1977 عائدات رائعة لميزانية دولة إسرائيل التي كانت تسيطر على سيناء)، فالإنتاج هناك أصبح مكلفا والسعر يواصل التدهور في أسواق العالم. من ناحية أخرى أوقفت مصر تصدير الغاز لعناصر خارجية بسبب ارتفاع استهلاكها الداخلي، ما يؤدي لانخفاض حاد في العائدات من العملات الأجنبية بالخزينة المصرية المثقوبة”.
بخلاف السياحة التي “مُحقت” تقريبا فإن تزايد عدد السكان في مصر ورغم انخفاضه بنسبة 30% عن أعوام الثمانينيات من القرن الماضي، يؤثر بشكل كبير على انعدام القدرة على النهوض بالاقتصاد المصري، بحسب المقال الذي حمل عنوان “مشكلات السيسي والنظام في مصر”.
وأكد “يحزقئيل لافي” أن مصر السيسي تخوض حربا ضروسا ضد التنظميات “الإرهابية” في سيناء، بما فيها حركة حماس، وتنظيم التوحيد والجهاد الذي ينحدر من” القاعدة”، وهو ما استدعى حصوله على “موافقات من حكومة إسرائيل” لإدخال قوات من الجيش المصري لسيناء، في وقت تحدد فيه معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر عدد الجنود والأسلحة المسموح بإدخالها سيناء.
وأمام هذه المشاكل التي تتهدد النظام المصري اقترح الكاتب أن تقدم إسرائيل يد العون للسيسي قائلا: “كل الحقائق التي أحصيتها تصنع فرصة كبيرة لحكومة إسرائيل لإطلاق منظومة مساعدات زراعية من جهة وتحويل أنبوب الغاز الذي زود إسرائيل بالغاز الطبيعي في الماضي، لأنبوب يمد مصر بالغاز، بل حتى يمكن بيع الكهرباء الإسرائيلية لمصر بواسطة خطوط ضغط عالٍ تمر عبر سيناء إلى قلب القاهرة”.
وختم “لافي” مقاله قائلا: “كذلك يمكن لإسرائيل أن تساعد مصر بخبرتها الغزيرة في تحلية المياه وإعادة استخدام مياه المجاري، وهكذا يمكننا شراء قلب الشعب المصري الذي ينظر جزء كبير منه لإسرائيل كنبتة غريبة في الشرق الأوسط، إذن هيا بنا نبني لهم هرما حديثا من المساعدات، التي سنربح منها أيضا”.