نيويورك تايمز: ترحيل الباحثة ميشيل دنّ لأنها انتقدت السيسي
منعت سلطات الأمن في مطار القاهرة الدولي، في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، الباحثة الأمريكية البارزة ميشيل دن – الناقدة لحكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي – من دخول البلاد، وأمرت السلطات بترحيلها إلى جهة قدومها، في تصعيد جديد للحملة الحكومية ضد المعارضة بكافة أنواعها، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أنه أثناء إنهاء إجراءات جوازات ركاب الطائرة التركية القادمة من إسطنبول إلى القاهرة، تبيّن وجود اسم ميشيل دن (42 عاما)– التي كانت قادمة من إحدى الدول الأوروبية في رحلة ترانزيت – على قوائم الممنوعين من الدخول، تنفيذا لقرار من جهاز الأمن الوطني، فتم ترحيلها إلى جهة قدومها على متن طائرة الخطوط الألمانية المتجهة إلى فرانكفورت، والتي كانت أقرب رحلة مقلعة من مطار القاهرة.
وقالت ميشيل دن، في مكالمة هاتفية أجرتها معها صحيفة “نيويورك تايمز”، لدى وصولها إلى مطار فرانكفورت: “أوقفني المسؤولون لدى وصولي إلى مطار القاهرة، وظللت ست ساعات حتى وضعوني على متن طائرة متجهة إلى خارج البلاد”.
وأضافت: “عندما سألت عن سبب اعتقالي، قال لي مسؤول أمني في المطار: لا يوجد سبب، ولكن سيدتي لا يمكنكي دخول مصر بعد الآن”.
وتعمل ميشيل دن باحثة أولى في برنامج كارنيجي للشرق الأوسط، حيث تتركز أبحاثها على التغييرات السياسية والاقتصادية في البلدان العربية، وخصوصا في مصر، وعلى السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، كما أنها عملت مديرة مؤسسة لمركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي من 2011 إلى 2013، وباحثة أولى ومديرة تحرير نشرة الإصلاح العربي في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي من 2006 إلى 2011.
وكانت ميشيل دن خبيرة في شؤون الشرق الأوسط لدى وزارة الخارجية الأمريكية في الفترة من 1986 حتى 2003، حيث شغلت مناصب في طاقم الأمن القومي، وطاقم تخطيط السياسات لوزارة الخارجية الأمريكية، ولدى السفارة الأمريكية في القاهرة، والقنصلية الأمريكية في القدس، ومكتب الاستخبارات والأبحاث، إضافة إلى أنها عملت أستاذة زائرة في جامعة جورجتاون، حيث علمت اللغة العربية والدراسات العربية بين عامي 2003 و 2006.
ويبدو أن هذه هي المرة الأولى منذ عقود التي تُرحِّل فيها مصر باحث غربي، وتأتي عقب رفض المسؤولين المصريين في أغسطس الماضي السماح لوفد من كبار المسؤولين في منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان بدخول البلاد، حيث كان من المقرر أن يصدر الوفد تقريرا ينتقد الرئيس عبدالفتاح السيسي بشدة لإشرافه على الحملة الدامية التي تشنها الحكومة على الإسلاميين الذين يحتجون ضد استيلاء الجيش على السلطة في 2013، على حد قول الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن بعض الباحثين المصريين الذين يمتلكون سمعة ووثائق تفويض دولية يواجهون القيود أيضا لانتقادهم النظام الحالي، فقد غادر عماد شاهين – هو الآن أستاذ في جامعة جورجتاون – مصر في يناير بعد اتهامه بقضايا تجسس، ومُنع عمرو حمزاوي – أستاذ العلوم السياسية الليبرالي وأستاذ في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وعضو سابق في البرلمان المنحل – من مغادرة البلاد لمدة أشهر بعد اتهامه بإهانة القضاء، وإن كانت هناك بعض التقارير التي تفيد بأن حظر سفره لم يعد ساري المفعول.
كما غادر العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان المصريين البلاد، خشية اعتقالهم وسط الحملة الشرسة التي تشنها الحكومة ضد المعارضة، حيث قال مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان يوم الاثنين إنه ينقل برامجه الإقليمية والدولية إلى تونس بعد عمله 20 عاما في القاهرة “في ضوء التهديدات المستمرة لمنظمات حقوق الإنسان وإعلان الحرب على المجتمع المدني”، ولا يزال المركز يحتفظ باسم مركز القاهرة رغم عمله خارج مصر، بحسب الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن ميشيل دن انتقدت بوضوح محاولات مصر لتنفيذ ما وصفته بـ “قيود صارمة” على المنظمات غير الحكومية، وكذلك “المضايقات وترهيب” الناشطين، كما انتقدت مؤخرا محاولات قمع الحكومة لكل من المعارضة السياسية والتمرد المسلح، وهو ما يثير تساؤلات حول ادعاءات الحكومة بالمضي قدما نحو استعادة الاستقرار.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية لم يستجب على الفور لطلب التعليق حول رفض السلطات السماح للباحثة الأمريكية ميشيل دن بدخول البلاد.