الرئيسية » أرشيف - حياتنا » ديلي تليجراف: مهربو البشر يستخدمون ”فيسبوك” لاستدراج المهاجرين

ديلي تليجراف: مهربو البشر يستخدمون ”فيسبوك” لاستدراج المهاجرين

لندن- أ ش أ – ذكرت صحيفة ”ديلي تيليجراف” البريطانية أن مهربي البشر في شمال أفريقيا يستخدمون ”فيسبوك” وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي من أجل حشد العملاء من جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا في إطار سعيهم لتحويل تجارة إرسال اللاجئين اليائسين عبر البحر المتوسط إلى عملية تقدر بمليارات الجنيهات الإسترليني.
وأوضحت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني – أنه بحافز الحصول على فوائد هائلة، أرسل المهربون رقما قياسيا من اللاجئين بلغ 150 ألفا على متن زوارق إلى إيطاليا حتى الآن هذا العام مع وجود مخاوف من الوصول لنفس العدد العام المقبل أو حتى تخطيه.
وأشار تقرير الصحيفة، الذي أعده مراسلها نيك سكوايرز بعد أن كان على متن سفينة خفر السواحل الإسبانية ”رايو مينو”، إلى أن الآلاف لقوا حتفهم أثناء مرور قواربهم التي لا تصلح للإبحار وشديدة الازدحام بمصاعب وتعرضها للغرق.
وقالت الصحيفة إنه تم العثور على 17 شخصا الأسبوع الماضي متجمدين لدرجة الموت وهم يحاولون العبور على متن ثلاثة زوارق حددت البحرية الإيطالية أماكنها.
وأضافت الصحيفة أن ثمانية أطفال من بينهم توائم ضمن 29 مهاجرا غرقوا في حادثة منفصلة عندما ضربت أمواج قوية زورقهم القادم من المغرب في عاصفة قبالة ساحل إسبانيا.
ولفتت الصحيفة إلى أن المهربين أسسوا شبكة اتجار بالبشر تمتد إلى عمق منطقة الصحراء الأفريقية حيث تفرض المليشيات الليبية رسوما على اللاجئين من أجل مرور آمن عبر الصحراء.
ونوهت الصحيفة إلى أنه وفقا لمسئولين أوروبيين فإن العصابات الإجرامية تستخدم مواقع الإنترنت للتعقب البحري من أجل تحديد موقع السفن العسكرية والمدنية في البحر المتوسط، اعتمادا على السفن التي تنقذ الزوارق المملوءة بمئات اللاجئين الذين ينقلون في البحر.
ونقلت الصحيفة عن إيوا مونكوري، المتحدثة باسم وكالة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الحدود ”فرونتيكس”، قولها إن ”هناك صفحات على ”فيسبوك” تعلن عن الخدمات التي يقدمها المهربون. وهم يستخدمون كافة أنواع الوسائل الرقمية بما في ذلك التواصل الاجتماعي من أجل توسيع عملياتهم. ولقد أصبحوا منظمين بشكل جيد للغاية وقابلين للتأقلم مع مختلف المواقف”.
ووفقا للصحيفة فإن استخدام المهربين التكنولوجيا الحديثة بغية توسيع تجارتهم يعد تباينا صارخا مع الظروف على متن الزوارق التي تقل عددا كبيرا من المهاجرين الأشد فقرا – من الأفارقة السود عادة – يذكر بصور تجارة العبيد في القرن التاسع عشر.
ونوهت الصحيفة إلى أن العدد القياسي من اللاجئين هذا العام ليس بفعل الحرب في سوريا فقط بل بسبب الفوائد الضخمة التي يحققها المهربون في ليبيا أيضا وحقيقة أنهم يستطيعون العمل بحصانة فيما تعد فعليا دولة فشلت في الاضطلاع بمسؤولياتها.. مضيفة أنه لا يوجد حل في الأفق لاجتثاث أسباب الاتجار بالبشر الذي يودي بأرواحهم من النزاع في سوريا والعراق إلى الحرب والفقر في منطقة جنوب الصحراء الأفريقية وانهيار القانون والنظام في ليبيا.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.