الرئيسية » أرشيف - الهدهد » عملية إطلاق النار في الإحساء استمرت 10 دقائق واستهدفت النساء دون الرجال!

عملية إطلاق النار في الإحساء استمرت 10 دقائق واستهدفت النساء دون الرجال!

كشف منصور التركي المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، أن عمليات القبض على جناة “جريمة الأحساء” بدأت منذ فجر أمس الثلاثاء (4 نوفمبر 2014)، مشيرًا إلى أن الجريمة كانت تستهدف في المقام الأول إشعال الفتنة بين المواطنين، مؤكدا أنه لن يهدأ لرجال الأمن بال إلا بالقبض على كل المتورطين الذين ثبت اعتناقهم منهج الخوارج.

وأشار إلى أن العملية الأمنية لتعقب المتورطين في جريمة إطلاق النار على مواطنين بقرية “الدالوة” بمحافظة الأحساء لا تزال مستمرة.

بدورها قالت مصادر مطلعة: إن عملية إطلاق النار من قبل الإرهابيين استغرقت 10 دقائق، لافتة إلى أن الملثمين الثلاثة تعـذر وصولهم إلى “مجلس النساء”.

كما أكد شهود عيان- بحسب “الحياة”- أن المكان المستهدف فعليًا لم يكن حسينية المصطفى في قرية الدالوة، بل قاعة تقع خلفها وملحقة بها، تتجمع فيها النساء، لإحياء “مراسم عاشوراء”، مشيرة إلى أن “الحادثة بدأت عند العاشرة و15 دقيقة، عندما توقفت سيارة من نوع فورد، لونها ذهبي، يملكها المواطن عادل حرابة (30 عاما) ، عند مكان خاص بالنساء، وترجل منها شخص لدخول مقر النساء، إلا أنه لم يستطع بسبب إغلاق المقر”.

وأضافت الشهود: “على الفور، الشخص الذي كان ملثمًا، اتجه إلى الشارع الرئيس، بهدف الوصول إلى القسم الرجالي، بواسطة الجسر الرابط بين القسم النسائي والرجالي، والذي يبعد عن الأول نحو 500 متر، وما إن وصل إلى مقر الرجال، شاهده أحد أبناء القرية، وعلم أنه غريب، وكان يحمل رشاشًا في يده، ويرتدي حزامًا ممتلئًا بالرصاص، فأطلق تحذيرًا لبقية الموجودين في الشارع، وصرخ (أغلقوا مجلس الرجال)”.

وذكر: “إلا أن المُلثم بادر بإطلاق الرصاص على هذا الشخص، الذي تمكن من تفاديه بالاختباء تحت سيارة، فأصيب. فيما ظل المُلثم يطلق الرصاص بشكل عشوائي، ما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين “

وقالت المصادر: إن المواطن عادل حرابة صاحب السيارة الذين استولى منفذو الجريمة عليها في بلدة المنصورة القريبة من مكان الجريمة، كان بداخلها واقتاده المنفذون تحت تهديد السلاح، وبعد انتهاء الجريمة فروا وهو بداخلها إلى بلدة المزاوي التي تبعد بضعة كيلومترات عن مسرح الجريمة؛ وأطلقوا على رأسه النار وسكبوا مادة حارقة على جسده. وعثرت الجهات الأمنية على جثمانه صباح أمس.

وألقت الأجهزة الأمنية القبض على 15 شخصا على علاقة بالجريمة الإرهابية من 6 مدن مختلفة، بعد مواجهات مع رجال الأمن واستشهد ضابط وعريف وأصيب آخران.

وارتفع عدد القتلي إلى 7 بينهم 5 أطفال (بين 9 سنوات و16)، في حين يرقد 5 جرحى بينهم 4 أطفال (بين 13 عاما و17)، في المستشفى.

وأسهمت كاميرا مراقبة كانت مثبتة فوق منزل مجاور للمجلس النسائي بالحسينية، في التعرف على سيارة من 3 سيارات كان يستقلها الجناة، والذين لم يكن جميعهم ملثمين، بل يرتدون زيا معصبا وهم ملتحون.

من جهته قال المشرف على المجلس سالم المشرف: سمعنا بعد انتهاء مجلس العزاء- من مراسم عاشوراء – صوت إطلاق نار كثيف، ولم يعرف أحد منا حقيقة ما جرى، غير أن آثار الدماء وسقوط الأطفال والشباب كشف لنا عن جريمة بشعة.

وأضاف: منذ تأسيس «حسينية المصطفى» قبل 25 عاما، وقبلها كذلك، لم تشهد محافظة الإحساء أيا من هذه الأمور، فضلا عن تعايشنا مع إخواننا أهل السنة، الذي يحترمون شعائرنا وقضايانا المذهبية، ويؤجلون حفلات أعراسهم إلى ما بعد ذكرى عاشوراء، احتراما لمشاعرنا، مبينا أن ما حدث ليس له علاقة بأحد سوى الإرهابيين – علي حد وصفه –

وكان عدد من الشيوخ والعلماء أدانوا الحادث وحذروا من أن يسهم في إشعال نار الفتنة في المملكة وعلي رأسهم مفتى المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الذى قال: “هذه فتنة وشر، افتعلها من يريد بنا الشر والسوء، ويريد بها فتح باب النزاع الطائفي علينا، ليقتل بعضنا بعضًا”، معتبرًا هذا الإرهاب عدوانًا ظالمًا غاشمًا لا خير فيه، يجب أن يعاقب فاعلوه بعقوبة رادعة تؤلمهم.

كما كشف الشيخ محمد الحبيب أن ما حدث في قرية الدالوة من فعل الفئة الضالة الباغية التي لا تقصد الشيعة فقط ولا السنة كذلك، وإنما وجهت رصاصات الغدر للوطن بأسره على اختلاف معتقداته ومذاهبه.

وشدد الحبيب في كلمة ألقاها في حشد من الحاضرين في صفوى (شرق السعودية)، أمس، على ضرورة فهم الدين بشكل جيد في تعاملنا مع بعضنا بعضاً، ودعا إلى ضرورة اجتثاث الإرهاب الذي يعمل على ضرب البنى الاجتماعية بين طوائف المجتمع مطالباً بضرورة الابتعاد عن الطائفية.

وتمنى على الحضور التأني بالحكم في ظل الأحداث المتسارعة، وعدم الانجراف خلف الشائعات والانجرار لسلاح الطائفية المقيت، كما حذر العالم الشيعى السيد علي فضل الله من “جهات تعمل لإشعال نيران الفتنة المذهبية في العالم العربي والإسلامي، والتي كان آخرها، ما حدث في الأحساء في السعودية”، معربا عن تقديره لـ”مواقف القيادات السعودية على مختلف المستويات، والتي تعمل على وأد الفتنة، وتعزيز أواصر الوحدة الوطنية والإسلامية، بما يفشل مخططات أعداء الأمة، وعلى رأسهم العدو الصهيوني”.

ودعا فضل الله في بيان “إلى المزيد من التمسك بقيم التسامح والعيش المشترك، على خلفية السعي إلى بناء وطن يكفل الحرية والمساواة بين جميع أبنائه”، مدينا “الشّحن المذهبي والعصبوي بكل أشكاله” .

من جهتها حذرت النيويورك تايمز اليوم، من أن الهجوم على الحسينية بالمملكة يثير مخاوف بشأن اشتعال العداء، ليس فقط بين الشيعة والسنة بالسعودية، وإنما في أماكن أخرى بالشرق الأوسط.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.