الرئيسية » أرشيف - الهدهد » «ديمبسي» يتوقع سقوط «عين العرب» والولايات المتحدة ليست مهتمة بحمايتها

«ديمبسي» يتوقع سقوط «عين العرب» والولايات المتحدة ليست مهتمة بحمايتها

أعرب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي الجنرال «مارتن ديمبسي» عن مخاوفه من السقوط الوشيك لمدينة عين العرب (كوباني) السورية الهامة الواقعة على الحدود مع تركيا مكررًا أن الأمر بات وشيكًا. بينما قال مسؤول أمريكي لـCNN إن المدينة، التي تخوض قوات كردية فيها مواجهات قاسية منذ ثلاثة أسابيع، ستسقط بيد المهاجمين من عناصر داعش، ولكنه رأى أن ذلك لا يقلق أمريكا كثيرا لأن مهمتها في سوريا ليست حماية المدن والبلدات.

 

الجنرال ديمبسي ”قلق“

وفي حديثه خلال مقابلة تليفزيونية حصرية مع «مارثا لويس» بـشبكة «إيه بي سي نيوز» الأمريكية قال الجنرال «ديمبسي»: «أنا قلقٌ من سقوط كوباني»، مُضيفًا أنّ عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» يواصلون ضغوطهم على أطراف المدينة.

وقال: «في الواقع ليست الأطراف فحسب بل داخلها أيضا»، وهذا ما دفع «ديمسبي» يرى أنّ «سقوط المدينة بات وشيكًا» بحسب «إيه بي سي نيوز».

وعلى مدار الأسبوعين الماضيين ضغطت عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» للاستيلاء على المدينة مُجبرين الآلاف من سكانها على النزوح إلى تركيا.

وفي حالة تقدّم تنظيم «الدولة الإسلامية» لانتزاع المدينة من حُراسها الأكراد فذالك يعني أنّ التنظيم صار يهيمن على معظم المناطق الحدودية في الشمال السوري.

وأفاد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي الجنرال «مارتن ديمبسي» أنه تحدث أمس الثلاثاء 7 أكتوبر مع نظيره التركي ليعرف منه آخر المستجدات التركية بشأن (كوباني)، كاشفا عن ما خلص إليه الحديث: «لقد وضعوا قواتهم على أهبة الاستعداد على الجانب التركي لمنع عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من القيام بأي محاولة للدخول إلى تركيا»، معقِّبا باستبعاد تفكير التنظيم المسلح في تلك الخطوة: «بالطبع داعش لديها من الذكاء ما يجعلها لا تفكر في تلك الخطوة».

وقام الجيش التركي مؤخرا بتأمين حدوده من ناحية (كوباني) بـ20 دبابة. ومن ناحية أُخرى قامت الولايات المتحدة بشن سلسلة من الضربات الجويّة حول المدينة في محاولة منها لدفع مسلحي «الدولة الإسلامية» بعيدًا عن أطراف المدينة الحدودية بحسب مسئولين بالبنتاجون.

لكن هذه الضربات لم تؤثر بشكل جوهري على التنظيم المسلح بحسب الجنرال «ديمبسي» الذي أشاد ببراعة عناصره: «مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية عدو ذكي يعرف كيف يُناور، وكيف يستخدم السكان، وكيف يتخفى»، مؤكدًا: «عندما نُمسك هدفًا لن نتردد في الإجهاز عليه».

ورغم تركيز التحالف الدولي على القصف الجوي إلا أن «ديمبسي» أعلن أن استهداف تنظيم «الدولة الإسلامية» من السماء ليس سهلا: «لقد أصبحوا أكثر خبرة وكفاءة باعتمادهم على الوسائل الإليكترونية. يستخدمون من التكتيكات ما يُخفيهم عن الأنظار ويجعل تحديد أماكنهم من الصعوبة بمكان فضلاً عن أنهم لا يتخذون مقراتٍ لهم تساعد في تحديد تمركزهم».

وعن سكان مدينة عين العرب (كوباني) أكد «ديمسبي» في حديثه لـ«إيه بي سي نيوز» أنّ الكثير منهم عبروا الحدود التركية، مُحذرًا في الوقت ذاته: «من دون شك إذا سقطت المدينة في يد تنظيم الدولة الإسلامية فإنهم سيرتكبون أعمالاً وحشية إذا ما سنحت لهم الفرصة للقيام بذلك».

 

أمريكا لا تضع حماية المدن السورية كأولوية

وقال مسؤولون أمريكيون لـCNN إن مدينة كوباني – عين العرب السورية الحدودية مع تركيا، التي تخوض قوات كردية فيها مواجهات قاسية منذ ثلاثة أسابيع، ستسقط بيد المهاجمين من عناصر داعش، ولكنه رأى أن ذلك لا يقلق أمريكا كثيرا لأن مهمتها في سوريا ليست حماية المدن والبلدات.
وقال المسؤولون الذين طلبوا من CNN عدم ذكر أسمائهم: «كوباني ستسقط بيد داعش، ولكن هذا ليس مصدر قلق كبير لأمريكا» رغم أن ذلك سيسمح للتنظيم بالسيطرة على كامل الأراضي الممتدة بين ”عاصمة خلافة“ التنظيم والحدود التركية، والتي تبعد عنها أكثر من مائة كيلومتر.

وذكر المسؤولون أن هدف الولايات المتحدة من مواجهة التنظيم في سوريا ليس الحفاظ على المدن والبلدات من خطر الوقوع بقبضة المسلحين، بل القضاء على قادة التنظيم ومنشآته النفطية وبنيته التحتية بما يشل قدرته على العمل، وخاصة في العراق.

وأكد المسؤولون أن مهمة ”إنقاذ العراق“ أكثر أهمية على المستوى الاستراتيجي بالنسبة لأمريكا لعدة أسباب، أبرزها أن الولايات المتحدة ترتبط بعلاقات مباشرة مع الحكومة العراقية.

وتأتي هذه المواقف بعد ساعات على ما أدلى به المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، الذي دعا إلى تحرك دولي من أجل منع سقوط كوباني، قائلا إن القوات الكردية التي تدافع عنها تواجه تحديات كبيرة.

ونقلت وسائل الإعلام عن دي مستورا قوله إن المدافعين عن كوباني «يدافعون عن أنفسهم بشجاعة كبيرة، ولكنهم يوشكون على فقدان قدرة الاستمرار» مضيفا: «المدافعون عن كوباني يقاتلون بأسلحة عادية، في حين أن لدى داعش دبابات ومدافع هاون، وعلى المجتمع الدولي التدخل للدفاع عنهم لأنه لا يتحمل سقوط مدينة أخرى بيد داعش».

يشار إلى أن تركيا كانت قد ربطت تدخلها للدفاع عن (كوباني) بوضع استراتيجية متكاملة حيال الأوضاع في سوريا تقوم على محاربة داعش ونظام الأسد في الوقت نفسه.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.