الرئيسية » أرشيف - تقارير » في ذكرى أكتوبر.. إسرائيل تتعامل مع السيسي وكأنه كنز من السماء!

في ذكرى أكتوبر.. إسرائيل تتعامل مع السيسي وكأنه كنز من السماء!

تختلف نظرة الإسرائيليين للرئيس عبد الفتاح السيسي، عن نظرتهم لكافة الرؤساء المصريين الذين سبقوه، وفي حين يرى كثيرون في مصر أن الرئيس الحالي، ناصر جديد، جاء ليكمل ما بدأه الزعيم الراحل، بنفس الروح والأيدلوجية، انطلاقا من ثوابت قومية عروبية، يبدو الأمر على النقيض تماما في تل أبيب.

صحيح أن كلا الرجلين ينتمي لمؤسسة عريقة، خاضت الكثير من الحروب ضد الكيان الإسرائيلي، انتهاء بملحمة أكتوبر التي تحل ذكراها الـ41 هذه الأيام، لكن المتغيرات التي فرضت نفسها على المنطقة، وتلاقي المصالح في كثير من الملفات بين القاهرة وتل أبيب، جعل من السيسي نموذجا مختلفا جملة وتفصيلا عن عبد الناصر، على الأقل بالنسبة للخبراء والمحللين في إسرائيل.

صحيفة”معاريف” كانت قد نشرت تقريرا السبت 6 يوليو 2013 أي بعد 3 أيام من خروج وزير الدفاع المصري آنذاك عبد الفتاح السيسي وإعلانه الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، قالت فيه إن الإسرائيليين يعتبرون السيسي “بطلا قوميا وزعيما عبقريا تمتع برباطة جأش منقطعة النظير، كونه أطاح بالرئيس دون إطلاق رصاصة واحدة ( حتى هذا التاريخ) ودون تنفيذ انقلاب عسكري حقيقي، ونجح أيضًا في تكوين جبهة مصرية واسعة من خلفه”.

التقرير لـ”عمير ربابورت”المحلل العسكري الإسرائيلي والباحث في معهد “بيجن – السادات” للأبحاث الاستراتيجية، والذي كشف أن الاستخبارات الإسرائيلية أعدت قبل شهور من ذلك التوقيت ملفًا للجنرال عبد الفتاح السيسي، وأكدت أن من أهم صفاته أنه “متروٍ، وطني مصري، قادر على اتخاذ القرار، زعيم”.

ولكن كيف جمعت الأجهزة الإسرائيلية هذه المعلومات؟ يجيب” ربابورت” قائلا:”الواقع أن هذا الملف لم يبدأ من الصفر، الاسم عبد الفتاح السيسي كان جديدا بالفعل بالنسبة للجمهور الإسرائيلي، عندما تم تعيينه منذ عام في منصب وزير الدفاع، لكن بالنسبة لبعض عناصر منظومة الأمن الإسرائيلية كان الرجل معروفًا من الاتصالات التي أجريت معه عندما تولى رئاسة الاستخبارات العسكرية”.

في 30 مارس 2014 استعرض البروفيسور الإسرائيلي “يورام ميتال” في مقال بصحيفة” يديعوت احرونوت”تطور العلاقات بين القاهرة وتل أبيب بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي.

وقال “ميتال” رئيس مركز “حاييم هارتسوج” لدراسات الشرق الأوسط والدبلوماسية بجامعة بن جوريون إن:”الإطاحة بمرسي وعودة الجنرالات لمواقع الحكم استقبلت بحماسة شديدة في إسرائيل. حيث تابعت إسرائيل برضا كبير تحول موقف مصر إزاء حماس والصراع المحموم الذي تخوضه قواتها الأمنية ضد المجموعات المسلحة بسيناء”.وكشف أن” مندوبي إسرائيل عملوا عبر قنوات دبلوماسية وإعلامية لتقليل الانتقاد الدولي تجاه القيادة المصرية”.

في 08 يونيو 2014 بعد أيام قليلة من إعلان السيسي رئيسا للبلاد، دعا المحلل العسكري “روني بن يشاي” القيادة الإسرائيلية لمساعدة الرئيس الجديد في صمت، وكتب في مقال بصحيفة” يديعوت أحرونوت” أن السيسي فعل الصواب بعدم دعوته شمعون بيريز وبنيامين نتنياهو لحضور حفل تنصيبه، لأن ذلك كان سيضر بموقفه.

ومضى قائلا:””يجب أيضًا أن نذكر أنه في هذا العالم صديق عدوي هو عدوي اللدود، لذلك لا يجب أن نضر بمصداقية المصريين من خلال علاقات وطيدة، وبارزة أكثر من اللازم مع النظام العسكري الذي يقف السيسي على رأسه”.

وقال إنه من الأفضل:”أن تساعد إسرائيل في هدوء النظام الجديد في مصر، وأن يعمل هو في هدوء لأجل مصالحه، التي تخدم أيضا إسرائيل”.

كما كتب”تسفي برئيل” محلل الشئون العربية بصحيفة” هآرتس” يقول:”من وجهة نظر إسرائيل التي ترى علاقاتها مع مصر فقط من خلال النوايا، فإن فوز السيسي يمثل بشرى سارة”.

وأوضح قائلا:”حيث اهتم ( السيسي)بالتشديد على تمسكه باتفاقات كامب ديفيد، حتى إذا ما سعى لتغيير صيغتها، فسوف يتم ذلك من خلال النظر لمصالح إسرائيل” متوقعا “ألا يواجه التعاون الاستخباري والعملياتي مع مصر- الذي كان قائمًا أيضًا في السابق- أي صعوبات أو تساؤلات شعبية”.

كذلك قال موقع” عنيان مركازي” إن إسرائيل ترى في الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي ” شريكا نزيها” لمصالحها الأمنية والاقتصادية.

اقتصاديا يقول الإسرائيليون إن وصول السيسي للحكم قدم خدمات جليلة للاقتصاد الإسرائيلي، وهو ما عبر عنه موقع” كالكاليست” بتاريخ 22 سبتمبر 2014 حيث قال:حقيقة وصول السيسي للحكم هي بشرى للاقتصاد الإسرائيلي. خلال عهد مرسي، تردد في منظومة الأمن أصوات طالبت بالاستعداد لمواجهة محتملة مع مصر التي يحكمها الإخوان. حقيقة الاستعداد للمواجهة مع واحد من الجيوش العصرية والأكثر قوة بالمنطقة، جلبت معها الحديث عن ميزانية هائلة، دون التطرق للمواجهة نفسها. مع صعود السيسي، زال هذا الخطر”.

وتابع الموقع المتخصص في الشئون الاقتصادية:”علاوة على ذلك إذا ما واصل السيسي سياساته المناهضة لحماس، فيمكن أن ينهي نمط التصعيد والعمليات في قطاع غزة الذي يرافقنا منذ 2007. في هذه الحالة سيتم توفير مليارات الشواكل التي يتم إنفاقها في المتوسط مرة كل عامين لمحاربة حماس- وسيكون من الممكن إنفاقها حتى في تطوير الجنوب. إضعاف حماس سيقلص الخطر على الاقتصاد وتصبح أزمات السياحة شيئا من الماضي”.

معتز بالله محمد
مصر العربية

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.