الرئيسية » أرشيف - الهدهد » مدارس غزة بلا جدران.. صوارخ الاحتلال مرت من هنا

مدارس غزة بلا جدران.. صوارخ الاحتلال مرت من هنا

بدأ أكثر من 500 ألف تلميذ من قطاع غزة عامهم الدراسي الجديد بعد تأجيله 3 أسابيع بسبب استخدام كثير من المدارس كملاجئ للنازحين، لكن بدء الدراسة كشف عن كم الدمار الذي طالها نتيجة للحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع.
وقال زياد ثابت، نائب وزير التعليم الفلسطيني: “مئات الشهداء وآلاف الجرحى من الأطفال وطلبة المدارس، وبهذه المناسبة فإننا نترحم على أرواح شهدائنا الأبرار ونسأل الله تعالى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين”.
وأضاف: نبدأ عامنا الدراسي في ظل الدمار الكبير الذي خلفته الحرب العدوانية التي طالت جميع مناحي الحياة.
وفي مدرسة للبنات في حي الشجاعية في غزة، حيث تهدمت مئات المنازل أو دمرت تماما وقتل 72 شخصا في القتال الشرس الذي دار هناك، حملت لافتة اسم تلميذة قتلت في الحرب ووضعت بشكل رمزي على مقعد شاغر، وكتب على اللافتة “الشهيدة غالية الحلو – الصف التاسع”.
وقالت مديرة المدرسة في طابور الصباح داخل المبنى الذي بدت عليه آثار الرصاص والشظايا إن مساعدتها أيضا قتلت في المعارك.
ووقفت الطفلة أزهار أمام أكثر من 60 من زميلاتها لإلقاء قصيدة رثاء لوالدها الذي استشهد في العدوان على غزة مع تدفق مئات آلاف التلاميذ الأحد إلى المدارس وسط الدمار الذي خلفه الهجوم الإسرائيلي الواسع، وأزهار تامر جندية (9 سنوات) طالبة في الصف الرابع قتل والدها في حي الشجاعية شرق غزة.
وتقع مدرسة “الشجاعية ألف للبنات” في وسط حي الشجاعية الذي شهد اعنف قصف إسرائيلي خلال العدوان، وتقول أزهار مبتسمة: “اليوم أول يوم في المدرسة، أنا سعيدة رغم أن بابا استشهد في الحرب”، وتضيف الطفلة التي تحلم بأن تصبح طبيبة تحقيقا لأمنية والدها الذي ترك وراءه ستة أطفال: “أنا خائفة من الحرب مرة ثانية، قصفوا بيتنا بقذائف وسقطت على غرفتي قذيفة، وقذيفة على المطبخ.. وقع البيت على بابا واستشهد”.
ووقفت الطفلة إسراء وهي ترتجف من الخوف وتبكي وهي تحكي عن القصف الإسرائيلي الذي قتل جدها وخالتها، قائلة: “كان الشهداء والجرحى أمامنا وخفنا كثيرا. خالتي ليلى وجدي استشهدا في الحرب، رأيتهما في منزلنا”.
أما الطفلة دعاء (9 سنوات) التي جاءت بملابسها العادية دون الزي الرسمي للمدرسة فتحدثت عن منزلها المهدم مؤكدة أنها “خائفة من أن تعود الحرب مرة أخرى”. وأضافت: “جئت للمدرسة من دون زي مدرسي لأن بيتنا تهدم بالحرب. تركنا المنزل عند القصف ثم عدنا ووجدناه مدمرا”.
وأكدت المعلمة ريما أبو ختلة أنها تلقت دورة تدريبية لاستقبال الطلبة والحديث معهم لمواجهة قصص الدمار وصدمات ما بعد الحرب، قبل العودة إلى تعليم المنهاج، من خلال الاستماع لقصص الأطفال. وقالت: “نطلب منهم أن يرووا قصصا مرت عليهم خلال الإجازة (الصيفية)، قصصا أبكتهم وقصصا أضحكتهم، ونشجعهم على الحديث بقدر المستطاع، ثم نقوم بمسابقات ألعاب”.
وأكدت مدرسة الإرشاد النفسي ابتهال غيث أن “اليوم سيكون يوما ترفيهيا بينما سنحاول في باقي الأيام استكمال التفريغ النفسي عن الطلبة”.
وتقول أرقام صادرة عن الأمم المتحدة إن 373 ألف طفل على الأقل سيتأثرون نفسيا من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهي الثالثة خلال ست سنوات.
واستشهد أكثر من 500 طفل في هذا العدوان، بينما أصيب آلاف الأطفال بالإضافة إلى تدمير آلاف المنازل والمدارس والمنشآت الأخرى.
ووقفت المديرة سامية الزعلان وسط ركام مدرستها الواقعة في حي الشجاعية التي دمر جزء كبير منها بالقصف الإسرائيلي بينما كان بعض العمال يقومون بإزالة الركام ووضع أسلاك شائكة في المكان حتى لا تتعرض الطالبات للخطر. واضطرت الزعلان إلى ترحيل بعض الطلبة إلى مدارس مجاورة واستقبال آخرين في صفوف مكتظة، مؤكدة أنه من أصل 18 صفا دراسيا لم يبق هناك سوى تسعة صالحة للتدريس.
وقالت الزعلان لوكالة فرانس برس: “المدرسة تقريبا دمرت بالكامل فكان من الصعب استقبال جميع الطلبة. تم ترحيل بعض الطلبة إلى مدارس مجاورة واستقبلنا باقي الطالبات داخل فصول مكتظة”. وأوضحت الزعلان أنه “تم دمج الفصول. من المفروض أن يكون هناك 35 طالبة في الصف الواحد والآن أصبح هناك ستون طالبة في الغرفة الواحدة”. وتابعت: “هناك طالبات لم يستطع أهاليهن توفير أدنى احتياجات المدرسة اليوم ومنهن من لم يستطع شراء الزي المدرسي فجاءوا بملابس البيت. نستقبلهم اليوم بنفسية صعبة بعد ظروف صعبة جدا مررن بها”.
وقال عدنان أبوحسنة، المستشار الإعلامي للأونروا في تصريح صحفي: “بدأت العملية التعليمية في كل مدارس قطاع غزة ما عدا منطقة بيت حانون شمال القطاع حيث ما زال الأهالي يرفضون مغادرة مدارس الإيواء والتجمع في ثلاث مدارس” تستقبل 9600 طالب.
وهناك 11 مدرسة أخرى للأونروا لا تزال تستقبل نازحين. وتم نقل طلابها إلى مدارس حكومية ستفتح لهم أبوابها في الفترة المسائية. وأضاف: “اتخذت الأونروا قرارا بعدم بدء العام الدراسي في بيت حانون”، مؤكدا أن الأونروا ستواصل بذل الجهود لاستئناف العملية التعليمية في المدارس المذكورة.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.