الرئيسية » أرشيف - تقارير » جيوش العرب فعّالة في حماية الأنظمة.. لا في قتال داعش

جيوش العرب فعّالة في حماية الأنظمة.. لا في قتال داعش

يجري إعطاء قدر كبير من الأهمية لحقيقة أن دول الخليج العربية قد تساهم بجيوشها في ائتلاف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ضد الجماعة الإرهابية في العراق وسوريا، داعش. ولكن، هل ستكون مساهمات الخليج العربي مفيدة؟ من الناحية العسكرية البحتة، ليس كثيرًا.

في الأغلب، تستخدم دول الخليج جيوشها لحماية النخب الحاكمة وتهديد المدنيين الذين يتجرأون على تحدي سلطتهم. ولكن، فائدة هذه الجيوش عندما يتعلق الأمر بمحاربة قوة مميتة مثل داعش، تبقى في أحسن الأحوال، أمرًا مشكوكًا فيه.

وعند مقارنة جيوش دول الخليج العربي مع مثيلاتها في الدول الأخرى، ووفقًا للترتيب العالمي لـ 106 من الدول وفقًا لقوتها العسكرية، نجد بأن أقوى جيوش الخليج العربي هو جيش المملكة العربية السعودية، ويأتي في المرتبة 25. ويعود السبب في هذا جزئيًا إلى نوعية المعدات العسكرية التي يمتلكها هذا الجيش، والتي هي أفضل ما يمكن شراؤه بأموال النفط الكثيرة.

على سبيل المثال، يحتل جيش المملكة المرتبة 13 من حيث عدد الطائرات الهجومية، والمرتبة 9 من حيث عدد عربات القتال المدرعة.

ورغم ذلك، يأتي الجيش السعودي أعلى بمرتبة واحدة فقط من نظيره في سوريا على القائمة. وكما رأينا، قوات بشار الأسد، وعلى الرغم من تفوقها الساحق بالأسلحة، فقدت مساحات شاسعة من البلاد لصالح داعش. ولذلك، فإنه ليس من الواضح ما إذا كان السعوديون سوف يحققون نتائج أفضل بكثير.

وأما دول الخليج الأخرى فهي تحتل مراتب أقل بكثير على القائمة. دولة الإمارات العربية المتحدة هي في المرتبة 42، اليمن في المرتبة 45، عمان في المرتبة 69، الكويت في المرتبة 74، البحرين في المرتبة 81، وقطر في المرتبة 82.

ولكن، كيف يمكن أن تأتي هذه الدول في هذه المراتب الضعيفة، على الرغم من أنها تنفق مبالغ هائلة من عائدات النفط على العتاد العسكري، وأكثر حتى مما تنفقه الولايات المتحدة وأوروبا؟ المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، هي رابع أكبر منفق عسكري في العالم، وثاني أكبر منفق بالنسبة للميزانية السنوية.

ولكن، ومثل معظم جيوش الخليج الأخرى، فإن السعوديين لديهم القليل من الخبرة القتالية الفعلية. المملكة تسهم بالكاد في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وعلى الرغم من أن قطر والإمارات العربية المتحدة ساهمت بطائراتها ضمن قوات التحالف التي فرضت منطقة حظر جوي على ليبيا في عام 2011، إلا أن القوات الجوية الأمريكية والأوروبية تحملت الثقل الأكبر من تلك العملية.

وللسخرية، فإن الجيش الخليجي الذي لديه أكبر خبرة في القتال هو جيش أفقر دولة في المنطقة، وهي اليمن. هذه البلاد التي يسيطر على شمالها تمرد الحوثيين، وعلى شرقها تنظيم القاعدة، وهو ما يبقي جيشها مشغولًا باستمرار.

وبالنظر بعيدًا قليلًا عن دول الخليج، نجد أن الجيش المصري قد صنف في المرتبة 13 على القائمة، وهو ما يعد أمرًا جيدًا حتى نراجع تاريخه، ونعلم أنه لم يستطع احتواء جماعات متشددة أصغر بكثير من داعش، وتفتقر إلى الأسلحة الخطيرة، في شبه جزيرة سيناء. وأما الأردن، وهو دولة عربية أخرى في التحالف، فقد صنف في المرتبة 67.

وخارج العالم العربي، تحتلّ تركيا المرتبة 8 في القائمة. الجيش التركي لديه خبرة في التعامل مع الانفصاليين الأكراد، فضلًا عن تهديد الإرهاب الإسلامي المحلي؛ وبالتالي فإن عدم وجوده في الائتلاف قد يكون أمرًا ضارًا بالفعل. وهناك قوة رئيسة أخرى في المنطقة غير مدعوة للانضمام إلى الائتلاف، وهي إيران، التي جاء جيشها في المرتبة 22 على القائمة.

كوارتز
التقرير

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.