الرئيسية » غير مصنف » أنا الذي ذبحت الحسين

أنا الذي ذبحت الحسين

أنا الذي ذبحت الحسين

1
كنت دوما اكذب وأقول
أن الذي أطفأ ظمئ الحسين للأبد
لم يكن من العرب
وأن الفرات وحده كان عربيا
لأنه أنتخى وغضب
وفاض على الجنبين
ليسقي عطش الحسين
لكن حالوا ما بينهما العبيد
وكنت أقول أن الخيول
التي أحاطت بإبن الأكرمين
لم تعرفها صحاري العرب
وما رأت قط مثلها كربلاء
صهيلها كان كالعواء
وكانت لا ترى إلا في الظلام
وفي وضح النهار عمياء
وكنت أقول أن السيف
الذي حُز به رأس الحسين
لم يكن كما قيل بسيف يماني
وأن الرماح التي تجرأت على منكبيه
والسلاسل التي أدمت أيدي بنات النبي
صنعها نافخ كير من يهود البصرة
وأن أبن ذي الجوشن أشقى الأشقياء
كان شيطانا في وجه أنسي
وتارة أقول انه من موالي العرب
أستبضعته أمه على فراش يهودي
وتارة: عبد مخصي من عبيد العرب
وعدوه بالعتق إذا تطيب من دم الحسين

2
كنت دوما أكذب وأقول كي أستر
على عروبتي من هذا العار الأبدي
لكني حين رأيتكم تمضغون لحم فلسطين
مئة عام دون كلل
تتراقصون على صدرها كالثيران
مئة عام دون ملل
كلما غطت وجهها المدمي
كشفتم سترها دونما خجل
مئة عام حاصرتموها بالنار والحديد
كنتم اليد التي تبطش بها اليهود
اليد التي تغدر بها اليهود
اليد التي لاحقت الفلسطيني في المنافي
من أجل عيون اليهود
كنتم نعل اليهود
وكلاب حراستهم على الحدود

3
أما الآن فقد قررت أن أقول الحقيقة
فلم يعد للتستر قيمة
ونصف الحقيقة شراكة في الجريمة

4
حاولت أن أغطي عوراتكم
خصفت عليكم من ورق التين
لأستر ما بوسعي من سوءاتكم
فضحتكم السماء
وأحرقتموني بجحيم خياناتكم
يا أمة ذهب منها الحياء

5
لا تحزن أيها الفلسطيني
إن تآمرت عليك العربْ
فقبلك تآمرت على سبط النبي
كي يملأوا ركابهم فضة وذهبْ
وإن ذبحوك في المنافي
فغريبا ذبحوا إبن الأكرمين
وإن حاصروك دهرا حتى الممات
فحاصروا الحسين وقتلوه ظمآنا
وبين أيديهم ماء الفرات.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.