الرئيسية » أرشيف - تقارير » القصة الكاملة لصاروخ المقاومة الذى كاد أن يدمر وزارة الدفاع الإسرائيلية

القصة الكاملة لصاروخ المقاومة الذى كاد أن يدمر وزارة الدفاع الإسرائيلية

سرد المحلل العسكري الإسرائيلي المخضرم «يوسي ملمان»، قصة الصاروخ الذى أطلقته المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة خلال الحرب، والذى كاد أن يفجر مقر وزارة الجيش الإسرائيلي فى تل أبيب.

وأندلعت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فعليًا يوم 8 يوليو 2014 و أطلق عليها جيش الاحتلال عملية «الجرف الصامد» وردت كتائب عز الدين القسام بمعركة «العصف المأكول»، كما ردت حركة الجهاد الإسلامي بعملية «البنيان المرصوص».

وقال «ملمان» في مقال تحليلي نشره موقع «معاريف- هشبوع»، صباح السبت، إن صاروخ المقاومة أطلق باتجاهه صاروخ اعتراضي ففشل في اعتراضه، وبعدها أطلق الثاني ففشل، في حين أطلق الصاروخ الثالث بصورة استثنائية ففشل هو الآخر ولحسن الحظ فقد سقط الصاروخ في البحر.

ونقل «ملمان» عن أحد جنود الجيش ممن يخدمون في منظومة «القبة الحديدية» قوله إنه شاهد صاروخًا متجهًا صوب أبراج «عزرائيلي» أو مقر وزارة الجيش في تل أبيب «هكرياه» قبل أن تهب ريح مفاجئة وتحرف الصاروخ ليسقط في البحر، حيث اعتبر الجندي هذه «المعجزة» دليلاً على وجود الله.

وأوضح ملمان: إن «نتيجة ذلك تمثلت في حبس الجندي لأسبوعين في أحد القواعد العسكرية في حين نفى الناطق بلسان الجيش تأكيد هذه الرواية».

ونوه إلى أن حركة حماس كانت تقوم بتوجيه صواريخها نحو أهداف بعينها، ولكن تلك الصواريخ ليست دقيقة بالمجمل، ومع ذلك فقد كانت حماس مسرورة بسقوط هذه الصواريخ في تل أبيب وخاصة على إحدى الرموز الواضحة لإسرائيل كأبراج عزرائيلي أو مقر وزارة الجيش هكرياه.

وأضاف أن للرياح دور فاعل في حركة الصواريخ وانحرافها ولكن ذلك يتمثل في انحراف لعدة أمتار وليس مئات كما حصل مع ذات الصاروخ الذي سقط في البحر.

وأشار إلى سعي الجيش لحماية رموز إسرائيل الاستراتيجية بأي ثمن من صواريخ القطاع كميناء أسدود ومطار بن غوريون وأبراج عزرائيلي ومقر وزارة الجيش ومحطة توليد الكهرباء بعسقلان.

ونبه ملمان إلى أن حركة حماس أعلنت مرات عديدة استهدافها لمطار بن غوريون ونجحت جزئيًا في شل الحركة الجوية بعد امتناع الشركات الغربية مؤقتاً عن الهبوط فيه في أعقاب سقوط إحدى الصواريخ على إحدى المنازل في بلدة ايهود المتاخمة للمطار.

وكشف عن رفض الجيش الإسرائيلي الإفصاح عن عدد الصواريخ التي سقطت في المدن والمستوطنات الإسرائيلية خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.

وأوضح ملمان في مقاله أن هذا يصعب عملية تقييم منظومة “القبة الحديدية” حيث أقر مسؤولون كبار عملوا في تطوير القبة بفشل القبة في اعتراض صواريخ المقاومة الفلسطينية.

ولفت إلى تجاوز تكلفة صواريخ الاعتراض التي أطلقتها “القبة الحديدية” خلال الحرب على القطاع حاجز الـ150 مليون دولار، مبينًا أن ثمن صاروخ “تمير” الذي تطلقه القبة هو 100 ألف دولار، وبالنظر إلى إطلاق أكثر من صاروخ اعتراضي باتجاه صاروخ واحد فسيصبح مجموع الصواريخ المطلقة هو 1500 صاروخ على الأقل.

وأضاف ملمان أن “الجيش اعترف بأنه اعترض 735 صاروخًا من أكثر من 4 آلاف أطلقت نحو جنوب ووسط “إسرائيل” في حين تجاهل تلك الصواريخ التي أعلن عن سقوطها في المناطق المفتوحة، مستغربًا من استمرار الجيش في استخدام هذا المصطلح.

وبين أن مصطلح “المناطق المفتوحة” قد يصلح بخصوص مدن أسدود وبئر السبع لكنه لا يمكن أن يصلح لمنطقة مكتظة كمنطقة تل أبيب الكبرى “غوش دان” وهي المنطقة الأكثر كثافة “إسرائيل”.

وأشار ملمان إلى أن هذا المصطلح يعرف المنطقة الخالية من السكان لمسافة 300 متر وهو الأمر الغير متوفر في منطقة “غوش دان”.

ونقل ملمان عن مصدر عسكري رفض الكشف عن هويته قوله: إن “القبة الحديدية لم تكن معدة منذ الأساس لحماية السكان ولكن ومع تزايد ضغط السكان تم نشرها على مشارف المدن”.

وقال الضابط ساخرًا “في حال أصاب صاروخ بيتًا في مستوطنات الغلاف فإن القبة لا تعتبر ذلك فشلاً لأن الصاروخ لم يسقط في الأصل بل أصاب هدفه”، وبرر ذلك قائلاً: إن “القبة لم تكن معدة لحماية ذلك البيت في الأصل”.

ونبه ملمان إلى صعوبة الكشف عن نسبة نجاح منظومة “القبة الحديدية” في الحرب الأخيرة طالما يرفض الجيش الكشف عن معطياته الرسمية وطريقة حسابه للمناطق المفتوحة حيث يتم اجتزاء هذه المناطق من نسبة نجاح القبة.

وتحدث عن أن نقطة ضعف هذا النظام هو الصواريخ القصيرة المدى وقذائف الهاون التي تصل غلاف غزة في أقل من 30 ثانية حيث لا يمكن اعتراضها، في حين شكلت نصف القذائف المطلقة من القطاع خلال الحرب.

وأعطى مثالاً للمناطق المفتوحة قائلاً “هل يمكن اعتبار منتزه وحديقة اليركون في تل أبيب كمنطقة مفتوحة؟؟، وهل سيمتنع طاقم القبة عن إطلاق صاروخ موجه لهذه الحديقة باعتبارها منطقة مفتوحة ؟؟ مع أنها مكتظة بالناس؟.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.