الرئيسية » أرشيف - الهدهد » ليبيا تحتضر.. طرابلس خارج سيطرة الحكومة

ليبيا تحتضر.. طرابلس خارج سيطرة الحكومة

ازدادت أوضاع الليبيين سوءًا في الأيام الأخيرة، وسط الأزمة السياسية المتصاعدة، والقتال الدموي المتناحر في البلاد، بعد استقالة حكومة عبد الله الثني المؤقتة، والتي تم تشكيلها عقب انشقاق اللواء خليفة حفتر، لتخلف ورائها فراغًا سياسيًا مؤكدًا.

فالأيام الأخيرة شهدت تفوقًا لقوات فجر ليبيا، والتي أعلنت سيطرتها على غالبية المدن في طرابلس، وقامت بإخراج كتائب “الصواعق” و”القعقاع” الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر من المنطقة، وفرض سيطرتها الكاملة على مقر السفارة الأمريكية في المدينة.

الحكومة الليبية المؤقتة التي تصرف الأوضاع الآن، انتظارًا لتشكيل البرلمان لحكومة جديدة، أعلنت في بيانها: “أن أغلب مؤسسات الدولة ومقراتها والمرافق الحيوية، خارج سيطرتها وأن بعضها محتل من قبل تشكيلات مسلحة غير شرعية حسب قولها.

“خارج السيطرة”

وأضافت الحكومة في بيانها قائلة: “نعلن أن أغلب الوزارات ومؤسسات الدولة بالعاصمة طرابلس، هي خارج سيطرتنا وإنها محتلة، بعد محاصرتها واقتحامها ومنع موظفيها من دخولها، وبات من الخطورة الوصول إلى مقار أعمالهم، دون تعرضهم لخطر الاعتقال أو الاغتيال”، معلنة أن هذه المقار والمباني والمؤسسات غير آمنة، ويتعذر الوصول إلى بعضها بعد أن صارت تحت سيطرة المسلحين.

ونبهت الحكومة، إلى أنه وحتى يتم تأمين هذه المؤسسات، فإنها ستواصل عملها وتسيير أعمالها، عبر التواصل مع موظفي الدولة من أي مدينة ليبية، إلى حين تكليف حكومة جديدة، مؤكدة عودة كافة الوزراء والمسؤولين بالحكومة إلى ممارسة مهامهم مجددًا، فور خروج كافة التشكيلات المسلحة من العاصمة طرابلس.

“السفارة الأمريكية”

على الجانب الآخر قال سعيد الأسود وكيل أول وزارة الخارجية الليبية، إن قوات “فجر ليبيا” سيطرت الأسبوع الماضي، على مقر السفارة الأمريكية في العاصمة الليبية طرابلس، مضيفاً أن “المبني الخالي حاليا من أعضاء البعثة الأمريكية، يقع حاليا تحت سيطرة قوات فجر ليبيا، منذ الأسبوع الماضي، عقب معارك عنيفة، طردت علي إثرها كتائب الصواعق والقعقاع (المحسوبة على التيار الليبرالي) من أماكن تمركزها لا سيما مقر السفارة الأمريكية”.

“معارك ضارية”

وفي السياق ذاته قال الباحث الليبي محمد عمر حسين أن ثوار بنغازي يخوضون معارك ضارية من أجل إنهاء تواجد بقايا اللواء المتقاعد خليفة حفتر في بنغازي والمناطق المجاورة لها، وصولا إلى منطقة “الرجمة” الإستراتيجية، وأشار إلى أن معركة مطار “بنينا” ليس إلا محطة في هذا الطريق.

وأوضح حسين في تصريحات صحفية “أن الثوار يخوضون هذه المعارك من أجل الحفاظ على ثورة 17 فبراير التي أطاحت بحكم القذافي.

وأكد حسين أن سيطرة الثوار على غرب ليبيا وعلى بنغازي وتوجههم إلى استعادة السيطرة على منطقة الرجمة الإستراتيجية، التي تبعد نحو 40 كلم من بنغازي وتحتوي على قاعدة عسكرية يسيطر عليها اللواء حفتر الآن، هو مسار ثوري من أجل قطع الطريق أمام عودة أدوات النظام السابق.

“سيطرة كاملة”

وقال اللواء عبد الحميد السيد الخبير العسكري إن غالبية الأراضي الليبية خارج سيطرة السلطات، مضيفاً أن بنغازي وطرابلس لن يهدأ فيها القتال في الوقت القريب، خصوصاً وأن المعارك الدائرة الآن بين قوات فجر ليبيا وقوات حفتر بدأت تتجدد مع ظهور قوات حفتر في محيط طرابلس.

وأوضح الخبير العسكري لـ”مصر العربية” أن إعلان حكومة تصريف الأعمال الليبية والتي يقودها عبد الله الثني عدم سيطرتها علي الأوضاع في ليبيا يبين مدي الاقتتال والحرب الأهلية التي بدت لغة الحوار بين الليبيين، قائلاً أن سيطرة قوات فجر ليبيا وبعض الكتائب الإسلامية علي طرابلس وبنغازي سيزيد الأوضاع سوءاً، وبالتالي فليبيا علي طريق التقسيم والتشرذم.

وتابع السيد أن التطورات الميدانية، علي أرض الواقع في ليبيا تؤكد سيطرة قوات “فجر ليبيا” المعارضة لحفتر من إحكام سيطرتها علي طرابلس، مما يعطي تفسيراً بأن فجر ليبيا بات علي وشك إعلان السيطرة الكاملة على الأراضي الليبية.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.