الرئيسية » صحة » بعض أسرار التثاؤب

بعض أسرار التثاؤب

يسبب التثاؤب مشكلة كبيرة للموظفين خلال ساعات العمل، وإحراجاً للكثيرين أمام مدرائهم وأرباب عملهم.

ويكون العذر الأول عادة عندما يكثر أحدهم من التثاؤب أمام رفاقه أو مجموعة من الناس، هو “اعذروني، ولكني لم أحظ بفترة طويلة من النوم أمس”. إلا أن قلة النوم ليست هي أساس المشكلة.

اليوم، بدأ العلماء بمحاولة لفك لغز التثاؤب، وأسبابه المتعددة، ليكتشفوا أن هذه الحركة اللاإرادية هي أكثر تعقيداً مما يعتقده الكثيرون. وبالرغم من اتخاذه شكلاً واحداً في معظم الأحيان، يبدو أن للتثاؤب أسباباً عديدة، كما أنه يخدم وظائف متعددة.

ويعتقد أن التثاؤب هو وسيلة لإبقاء أدمغتنا مستيقظة عندما نكون تحت تأثير ضغط العمل. ويقول العلماء أن التثاؤب انتشر غريزياً لدى بعض الحيوانات كوسيلة لحماية صغارهم وعائلاتهم، من خلال إبقاء جميع المجموعة مستيقظة. كما أن التغيير في كيمياء الدماغ يحفز التثاؤب، الذي لا يتعدى وقته عادة الست ثواني.

ويقول الباحث في كلية علوم الصحة في جامعة تكساس الأميركية غريغوري كولينز إن “التثاؤب حركة معقدة، وتلبي الكثير من الأهداف”، مشيراً إلى أنه “هناك اعتقاد خاطئ بأن التثاؤب هو رد فعل الجسم على نقص في الأوكسيجين”.

اقرأ أيضاً
لماذا نميل إلى التثاؤب عندما نرى الآخرين يتثاءبون؟ العلم يُجيب

وللكشف عن أسرار التثاؤب، حاول العلماء البدء بتجميع بعض العلامات التي اعتبروها بمثابة “مفاتيح”. فوجدوا مثلاً أن هذه العادة تحصل غالباً خلال فصل الصيف. كما أن الكثير من الناس يبدأون بالتثاؤب عندما يرون غيرهم يفعل ذلك، حتى أنهم يقولون لمن يتثاءب أمامهم، أنه جعلهم يشعرون مثله بالنعاس. وأشار العلماء أيضاً إلى أن حالة عدوى التثاؤب لا تصيب مثلاً أولئك المصابين بمرض التوحد أو مرض الفصام. كما اكتشفوا أن بعض الأشخاص يتثاءبون في توقيت مفاجئ، كأولئك الذين يكثر تثاؤبهم خلال رحلة هبوطهم من المظلات أو المناطيد إلى الأرض، أو أولئك الذين يشاركون في الألعاب الأولمبية.

وللوصول إلى عمق الموضوع، أجرى العلماء مجموعة كبيرة من الاختبارات على البشر والحيوانات، ليجدوا أن التثاؤب لدى الأخيرة هو سمتها الموحدة، والتي يبدو أن جميع الحيوانات التي لديها عمود فقري تقوم بها.

وتوصل الباحثون إلى فرضية واحدة مفادها أن التثاؤب يلعب دوراً أساسياً في عملية إبقاء الدماغ في أفضل درجة حرارة للعمل. فالدماغ بحسب الأستاذ المساعد في جامعة “ستات يونيفرسيتي” في نيويورك “حساس جداً للحرارة العالية أو لتغير الحرارة، ما يدفع إلى بطء رد الفعل عند الإنسان أو حتى ضعف التركيز والذاكرة، لذا يقوم التثاؤب بتعديل حرارة الدماغ”.

ولكن ليست الحرارة وحدها ما تجعل دماغنا أكثر سخونة، بل يلعب الضغط النفسي والتوتر دوراً في ذلك أيضاً. ومن هنا يأتي التفسير لتثاؤب المظليين أو المشاركين في مسابقات رياضية.

أما التثاؤب المعدي، أو الذي يصيب مجموعة، فهو ليس بالضرورة ما وصفته الأستاذة المساعدة في جامعة “ديوك يونيفيرسيتي” ليز سيرولي، ونشرته مجلة “بلاس وان”، من أن ذلك هو عبارة عن تعاطف مع الآخرين، بل هو حتماً لإبقاء الجميع متيقظاً.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.