الرئيسية » أرشيف - تقارير » علاقة مبارك بإسرائيل.. نفاها في محاكمته والوقائع تكذبه

علاقة مبارك بإسرائيل.. نفاها في محاكمته والوقائع تكذبه

رفضت زيارة إسرائيل طوال احتلالها لفلسطين، وظلت مناهضًا لها وراعيًا للمصالح الفلسطينية، لم أتردد في تقديم الدعم لقطاع غزة، تصديت لكل محاولات الإضرار بالأمن العام عبر معبر رفح.. تلك العبارات كانت أبرز ما تحدث به الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك أثناء جلسة محاكمته اليوم في قضية محاكمة القرن دفاعاً عن حقيقة علاقته بإسرائيل.

فمنذ أن تولى مبارك مهمة رئاسة الجمهورية عام 1981 استكمل مفاوضات السلام التي بدأها أنور السادات مع إسرائيل في كامب ديفيد، وفي أثناء حكمه وصفت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية، مبارك، بأنه أقرب رؤساء العالم إلى رؤساء وزراء إسرائيل، وأن العلاقة بينهما وثيقة للغاية.

كما أن مبارك كان ظهر إسرائيل الأول وأمينها في الحروب التي خاضتها مع بعض الدول والحركات العربية إبان فترة حكمه.

 

حامي الكيان

أما على الصعيد العسكري، فقد قدم مبارك لإسرائيل الكثير من خلال ترسيخه لاتفاقيات كامب ديفيد والبناء عليها والالتزام بها، كما أنه يعد كنز الكيان الصهيوني في القاهرة، وأنه راعي الأمن والحماية لإسرائيل في المنطقة، وتعديلاته الجذرية وتنسيقه مع قيادات قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1982 وحتى الآن، بحسب رؤى الخبراء.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أدت سياسة الرئيس مبارك في التحالف مع إسرائيل إلى توفير مليارات الدولارات على الخزينة الإسرائيلية، من خلال بيع نظامه الغاز لإسرائيل بأسعارٍ تفضيلية لا تتجاوز كلفة الإنتاج، علماً بأن إسرائيل تعتمد من استهلاكها الغازيّ بنسبة 40% على الاستيراد من مصر.

كنز استراتيجي

وقال اللواء عبد الحميد عمران، الخبير العسكري، إن إسرائيل كانت حريصة على بقاء مبارك للنفس الأخير، فهي كانت تدرك أن مبارك كان كنزًا استراتيجيًا بالنسبة لها، بحسب تصريحات رؤساء إسرائيل، مضيفاً أن مبارك كان على علاقة وطيدة مع الكيان.

وأوضح الخبير العسكري في تصريحات لـ”مصر العربية”، أن الجاسوسية نوعان، نوع يتجسس عن طريق ورقة بها معلومات وجاسوس يتم وضعه لحماية دولة أخرى، ليحفظ أمنها الخارجي، وهذا ما حدث مع مبارك وبعض الرؤساء العرب، قائلاً إن مبارك حفظ أمن إسرائيل أثناء فترة توليه منصب نائب الرئيس، وحافظ على هذا الأمن أثناء توليه الحكم.

وتابع عمران، أن مبارك وغالبية الأجهزة الأمنية بما فيها اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة الأسبق كانت ميعة لأوامره في حفظ أمن إسرائيل وحمايتها.

ذكاء سياسي

بدوره، قال الدكتور مختار محمد الخبير السياسي، إن تعامل مبارك مع إسرائيل اتسم بالذكاء السياسي، موضحاً أنه في عهد مبارك تم إغلاق المعابر كثيراً، لكن لم يغلق نفق، فغالبية الأنفاق الفلسطينية صنعت في عهد مبارك.

وأوضح الخبير السياسي لـ”مصر العربية” أنه علينا أن نعترف أن مبارك كان منقادًا للسياسة الأمريكية وتم استخدامه كعضو اتزان في المنطقة العربية، وأنه رجل الود بين مصر وإسرائيل، لكن مع كل هذا فمبارك كان حريص على عدم الصدام مع إسرائيل، حفاظاً على حماية مصالحه مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان أكد محمد حسني مبارك، رئيس الجمهورية الأسبق، أنه رفض زيارة إسرائيل طوال احتلالها لفلسطين، وظل مناهضًا لها وراعيًا للمصالح الفلسطينية، ولم يتردد في تقديم دعم قطاع غزة، مشيرا في الوقت ذاته إلى تصديه لما أسماها محاولات الإضرار بأمن مصر القومي عبر معبر رفح.

وأضاف مبارك، خلال مرافعته عن نفسه في محاكمة القرن، أنه حافظ على دماء المصريين وجيشهم، ودرّبه كي يبقى درعًا للوطن ليحمى شعبه وأرضه، لافتًا إلى أنه حارب الإرهاب منذ الثمانينيات وقضى عليه، حسب تعبيره.

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.