الرئيسية » أرشيف - الهدهد » مركز أبحاث الأمن القومي بتل أبيب: حماس ما زالت نفسيا وعسكريا جاهزة لمواصلة الحرب واستنزاف إسرائيل

مركز أبحاث الأمن القومي بتل أبيب: حماس ما زالت نفسيا وعسكريا جاهزة لمواصلة الحرب واستنزاف إسرائيل

رأت دراسة جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابع لجامعة تل أبيب، أنّه في حال مواصلة حركة حماس بإطلاق الصواريخ باتجاه عمق الدولة العبريّة، ما دام لم تُحقق أهدافها عن طريق المفاوضات، رأت أنّ المنطقة تتجّه إلى ثلاث بدائل: الأولى، أنْ تُقّر إسرائيل بأنّ حماس هي الحركة المُسيطرة على قطاع غزّة، وبالتالي هي العنوان، ومنحها تسهيلات كبيرة مثل فكّ الحصار الاقتصاديّ، الأمر الذي سيمنح الحركة انتصارًا ويؤدّي إلى تعزيز سيطرته على القطاع، وهذا البديل يُكرّس الرؤية التي اعتمدت عليها إسرائيل في الجولات الأخيرة، أيْ عندما تشعر حماس بالضعف، فإنّها تلجأ إلى قوّة التخريب، على حدّ تعبير الدراسة، أيْ الإرهاب، للحصول على إنجازات.
أمّا الإمكانية الثانية، بحسب مُعّد الدراسة أودي ديكل، فتتمثل في القضاء على حركة حماس عن طريق إعادة احتلال قطاع غزّة، والقضاء على البنية التحتيّة للإرهاب ونزع السلاح الهجوميّ من المُقاومة الفلسطينيّة، ولكنّ الباحث ديكل، يرى في أنّ هذه الإمكانية ستجلب الكثير من الأضرار لإسرائيل، من ناحية ارتفاع عدد القتلى في صفوف جيش الاحتلال، وإصابة أعدادًا كبيرة من المدنيين الفلسطينيين، والمس بشكلٍ صارخٍ في موقف إسرائيل أمام المجتمع الدوليّ، كما أنّ إعادة احتلال القطاع يُبقي في إطار المجهول من هي الجهة التي ستمسك زمام الأمور هناك، على حدّ قوله.
بالمُقابل، أضافت الدراسة، فإنّ لإعادة احتلال القطاع هناك تبعات سلبيّة، ذلك أنّ حركة حماس تمكّنت من الصمود في المعركة الأخيرة وأنهتها وهي قويّة، ولم تتنازل عن الإرادة في مواصلة القتال، إنْ كان ذلك من ناحية العتاد العسكريّ الذي تمتلكه وإنْ كان من ناحية جهوزية الحركة العسكريّة لمُواصلة القتل، كما أنّ قيادة حماس لم تتعرّض للاغتيالات، ولم ترتدع، كما أنّ سمعة إسرائيل في العالم باتت أكثر سوادًا من ذي قبل بسبب عدد المدنيين الذين قُتلوا في الحرب الأخيرة، ولفتت الدراسة أيضًا إلى أنّ سكّان ما يُسّمى بغلاف غزّة ما زالوا يرفضون العودة إلى بيوته، أوْ بكلمات أخرى، قالت الدراسة، المُقاومة جاهزة لمواصلة القتال.
والبديل الثالث والأخير، بحسب الدراسة، فيتمثل في حرب استنزاف، ولكن شريطة أنْ تؤمن الدولة العبريّة، إيمانًا قطاعًا بأنّ بإمكانها استنزاف حماس، وإضعاف الحركة عسكريًا، الأمر الذي سيؤدّي في نهاية المطاف إلى سقوط حكمه، وبالمُقابل، تقترح الدراسة على صنّاع القرار في تل أبيب تأسيس حلف إقليميّ ودوليّ بهدف إعادة السلطة الفلسطينيّة إلى الحكم في قطاع غزّة.
وقالت الدراسة أيضًا بأنّ كيفية وآلية المفاوضات الجارية في القاهرة بهدف التوصّل إلى تهدئة أوضحت لحماس بشكلٍ غير قابل للتأويل مدى عزلتها، فهي مضطرة في هذه المحادثات لمواجهة إسرائيل ومصر على حدٍ سواء، خصوصًا وأنّ الدولتين تُسيطران على منافذ الخروج من القطاع. وأكدّت الدراسة على أنّ الطرفين الإسرائيليّ والمصريّ ليسا معنيان بمنح حماس أيّ إنجاز، الأمر الذي من شأنه أنْ يُقوّي الحركة في القطاع، كما أنّ الوفد الفلسطينيّ الموحّد، أضافت الدراسة، هو عمليًا برئاسة رئيس السلطة، محمود عبّاس، الذي يصبو إلى إعادة حكمه في القطاع.
وبحسب الدراسة، فإنّ حركة حماس باتت مُحرجة جدًا ومُرتبكة أكثر من الإصرار الإسرائيليّ والمصريّ على إعادة السلطة الفلسطينيّة إلى قطاع غزّة، في أيّ حلٍ من المُمكن التوصّل إليه في مفاوضات القاهرة، وهذا الأمر يتجلّى بوضوح في المطلب المصريّ والإسرائيليّ بتواجد عناصر السلطة في المعابر الحدوديّة، أوْ اعتبار السلطة الفلسطينيّة العنوان الوحيد لإعادة بناء قطاع غزّة. ولفتت الدراسة أيضًا إلى أنّ العالم العربيّ لا يقوم بمدّ يدّ المُساعدة لحماس، فقطر وتركيّا، أُبعدتا تمامًا عن المشهد، وما تبقّى لحركة حماس، شدّدّت الدراسة الإسرائيليّة، هو مواصلة المفاوضات تحت النار بهدف تفعيل ضغوطات من أجل الحصول على إنجازات إستراتيجيّة، والحركة اليوم في أمسّ الحاجة إلى مثل هذه الإنجازات، كما قالت الدراسة.

زهير أندراوس

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.