الرئيسية » غير مصنف » الـ ‘ESCORT’ ‘مهنة’ تفقد سريتها في لبنان ..وتهدد الأطفال بالإعتداء

الـ ‘ESCORT’ ‘مهنة’ تفقد سريتها في لبنان ..وتهدد الأطفال بالإعتداء

الـ ‘ESCORT’ ، كلمة قد لا يعرف معناها عدد لا بأس به من الناس ، لكنّها أصبحت متداولة كثيراً في الآونة الأخيرة داخل المجتمع اللبناني عموماً وعلى وجه الخصوص بين الفئة الشابة. فالـ ‘ESCORT’ هو الرجل أو المرأة اللذان يقدمان خدمات مرافقة لأشخاص آخرين إلى حفلات إجتماعية أو إجتماعات عمل أو خلال السفر مقابل بدل مادّي طبعاً. وتنشط خدمة ‘المرافق’ كثيراً في الدول الأوروبية والقارة الأميركيّة ، ولطالما إستعملها كبار تجار السلاح والمخدرات والمافيات كوسيلة للتجسّس على الزبون أو لإقناعه بصفقة وغيرها من الأمور. وتعترف العديد من الدول بهذه الخدمة وتصنّفها في خانة ‘المهنة’ حيث أصبح لها مكاتب شرعية ، رغم أن خدماتها تصبّ أولاً وأخيراً في تسلية ‘الزبون’ وتلبية رغباته من أصغرها وصولاً إلى إشباع حاجاته الجنسية مهما كانت غريبة.

 

لكن ما ينطبق على الغرب ‘المنفتح’ والمتحرّر من كل قيود الحياء ، من الصعب إقراره في مجتمعاتنا الشرقية المحافظة (على الأقل في الظاهر )، وهذا ما يفرض الشروع برحلة خداع وتحايل على القانون وقيود المجتمع والأهل. فالـ ‘ESCORT’ في لبنان ، هي المرادف اللبق والمقنّع لكلمة ‘دعارة’ ، ظاهرها بريء في حين أن المضمون يتلوّن بكل ألوان ‘الممنوع والمحرّم’ ، أما هدفها فواحد :الربح السريع في أسرع وقت وأقل مجهود ‘Easy Money’.

 

أما شروط الـ ‘ESCORT’ ، فبسيطة: أن يتمتع الشاب أو الفتاة بحد أدنى من مقوّمات الجمال والإثارة ، مع نسبة مقبولة من موهبة الإقناع. والأهم أن يتمتّع ‘المرافق أو المرافقة’ بقابليّة السفر والسهر و’الإمتاع’. وإذا إحتاجت الفئة الشابّة في العشرين سنة الماضية ، إلى بعض وكالات عرض الأزياء وإلى القاب جماليّة لتبرز موهبتها في ‘المرافقة’ وبسرية تامّة ، فإن المقاييس تغيّرت اليوم مع غزوة شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الإجتماعي ما أفقد الوسيط وظيفته وصارت العلاقة مباشرة بين الزبون والمرافق.إذ فقدت هذه ‘المهنة’ سريّتها اليوم ، مع بروز جيل ‘مرافقين’ لا يخجل من المجاهرة علناً بما يفعله إلى درجة أن أحدهم ، وهو معروف بخدماته في ‘المرافقة’ ، سافر إلى إحدى البلدان الخليجية ، لينشر صورة له بعد أيام قليلة على موقع ‘فيسبوك’ وهو يحمل كميّة من ‘الدولارات’ قال إنها خمسة عشر ألف دولار أميركي. أما إحداهن التي يحفل ألبوم صورها على ‘فايسبوك’ أيضاً ، بصور أقل ما يقال فيها إنها تخدش الحياء والنظر ، فلم تتردّد في الكتابة ضمن خانة تعريفها أنها تعمل في هذا المجال ، في حين أن آخريخبرك بذلك في الرسائل الشخصية ، واللائحة تطول. واللافت بروز مواقع متخصّصة بهويات جنسية محدّدة ، كمثليي الجنس ، وهي تُعنى بتقديم خدمات ‘المرافقة’ لأشخاص من محبي هذه الفئة من البشر.

 

والخطير في هذا الأمر ، هو أن مواقع التواصل الإجتماعي مفتوحةً أمام كافة الفئات العمريّة وللفتيان والفتيات معاً ، ما يرفع من منسوب جريمة الإعتداء على الأطفال ، الهدف الذهبي لمعظم مهووسي الجنس . وتكمن الخطورة في أن الزبون يعرض مالاً على مراهقة أو مراهق طالباً في المقابل خدمة مرافقة إلى مكان معيّن ‘لا أكثر ولا أقل’ والله وحده يعلم ما في الخبايا. كما أن الخطر في الأمر ، هو أن من يعرّفون عن أنفسهم بأنهم ‘ESCORTS’ ، هم أشخاص حقيقيون موجودون بيننا ، يعيشون حياة طبيعيّة ضمن العائلة والأصدقاء ، وبعضهم يغدق صفحته بآيات من الإنجيل والقرآن ، في محاولةٍ لإخفاء هوية أخرى أو ربما هو نداء وطلب مساعدة العناية الإلهية للتخلّص من جحيم تورّطوا فيه ولا يجرؤون على البوح به لأحد.

 

كل هذا والسلطة نائمة ، ورجال الدين منشغلون والأهل ملتهون بالسياسة والمونديال وخلافاتهم الشخصيّة… فيما فئة شابّة جميلة وطموحة سُدّت في وجهها كل أبواب المستقبل داخل بلد يتحوّل إلى مقبرة للأحلام ، فراحت تبحث عن سعادة زائفة سرعان ما ستنقلب تدميراً ممنهجاً لوطن بكامله بإستهداف قاعدته الشبابيّة التي ، ورغم كل الزلازل، بقيت محافظة على حد أدنى من التماسك ، ولكن إلى متى؟

جاك أبي رميا

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.