الرئيسية » غير مصنف » مواقع التواصل الإجتماعي ساحة لعمليات إبتزاز مالي من خلال الجنس

مواقع التواصل الإجتماعي ساحة لعمليات إبتزاز مالي من خلال الجنس

تحولت مواقع التواصل الإجتماعي في الفترة الأخيرة إلى ساحة لعمليات النصب والإبتزاز المادي بطرق مختلفة، أبرزها الفضائح الجنسية التي قد لا يكون ضحيتها متورطاً بهذا الأمر بأي شكل من الأشكال، لكن الأكيد أن العصابات التي تقوم بهذه العمليات باتت محترفة إلى حد بعيد، وهي تلجأ إلى إستخدام مختلف الوسائل المتاحة لديها.

على هذه المواقع، تنتشر الكثير من الحسابات الوهمية، التي لا يعرف المواطنون ما الهدف منها، لكن سرعان ما يتبين أن بعضها يثير الشبهات محليًّا أو خارجيًّا، من خلال العالم الإفتراضي، إلا أن القسم الأكبر منها يستخدم من قبل عصابات “عصريّة” تسعى إلى الإيقاع بضحيتها بأي طريقة من أجل الحصول على الأموال.

في الفترة الأخيرة، كثر الحديث عن جرائم الإبتزاز المالي عبر المواقع بسبب الإباحية، وتمت الإشارة إلى شخصيات سياسية وإجتماعية كانت قد وقعت ضحية لمثل هذه الأعمال، لكن لم يتم الدخول في تفاصيل هذه العملية بشكل دقيق، نظراً إلى أن معظم الضحايا يفضلون الرضوخ لرغبة تلك العصابات، لكن “النشرة” ستكشف اليوم عن عملية كاملة موثقة بشكل جيد.

قبل فترة قصيرة، تلقّيت إتصالاً من صديق أخبرني خلاله عن تعرض أحد معارفه لعملية إبتزاز مالي، عبر أحد الحسابات الوهمية على موقع التواصل الإجتماعي “Facebook” بعد دعوته إلى الإنتقال لمحادثة عبر موقع “Skype”، موضحاً أن هذا الحساب موجود ضمن قائمة الأصدقاء الخاصة بي على الموقع نفسه، ما دفعني إلى الإتصال بأحد العاملين في مجال هندسة الإتصالات والمعلوماتية من أجل متابعة هذا الموضوع، بهدف إيقاع هذه العصابة بالجرم المشهود، والإستفادة من هذا العمل للمساهمة في توعية المواطنين.

وبعد الإتفاق مع هذا الشخص على ضرورة عدم إستخدام “كاميرا” جهاز الكمبيوتر خلال التواصل مع الحساب الوهمي، وتجنب إظهار الوجه بشكل واضح في حال الإضطرار إلى ذلك وبدأت العملية بشكل متقن إلى حين البدء بالمحادثة.

“إلهام القحطاني” أو “إلهام المدني” أو أي إسم آخر، حساب على مواقع التواصل الإجتماعية، قد يكون موجوداً ضمن قائمة أي مستخدم لها، يعمد إلى التواصل مع الضحية التي يختارها بشكل دقيق عبر إيهامه بأنه إمرأة ترغب في ممارسة الجنس معه من دون أي مقابل مادي.

في بداية الحديث مع “إلهام”، التي كنت أدرك مسبقاً أنها ليست إلا شخصا هدفه الإيقاع بي بغرض الإبتزاز المادي وأردت في المقابل العمل للإيقاع به،  قالت إنها تعمل مضيفة طيران في لندن، وأشارت الى أنها مغربية، وأنها لا تكون قادرة على التواصل مع أصدقائها بشكل دائم بسبب ظروف عملها، لكنها سرعان ما طلبت الحديث عبر “Skype”، إلا أن عدم إتمام الإستعدادات لخوض هذه المهمة، أجبرتني على طلب التأجيل مبرّرًا عدم وجود كاميرا في جهاز الكمبيوتر، لكنها أصرت بشكل لافت، ومع رفضي لذلك قطعت عملية التواصل لفترة وجيزة.

بعد ذلك، عادت “إلهام” إلى محاولة التواصل من جديد، وكان من المتوقع أن تطلب الإنتقال إلى موقع “Skype” في أي لحظة، عندها تم التواصل مع الخبير في مجال الإتصالات على عجل من أجل أخذ التعليمات اللازمة، وكان المطلوب الحصول على أكبر قدر من المعلومات من خلال هذه العملية الخطرة نوعاً ما.

عند بدء المحادثة عبر “Skype”، كانت “إلهام” تُصرّ بشكل لافت على إظهار الوجه، وهددت بقطع الإتصال بحال عدم القيام بذلك، لكنها عادت ورضخت إلى ذلك بعد قيامها بأخذ بعض اللقطات الجانبية عن طريق الخطأ، وهي كانت في طبيعة الحال قد طلبت الظهور في بعض الأوضاع من أجل الإستمرار في المحادثة.

في كل لحظة، كان من المتوقع منها قطع الإتصال من أجل البدء في عملية الإبتزاز، لكن ما لم يكن في الحسبان أنها إستطاعت من خلال أحد البرامج إظهار الوجه بشكل شبه كامل، وبعد مرور ما يقارب الدقيقة والنصف، قطعت المحادثة وبدأت عملية التهديد، بعد أن كشفت أنها رجل من المغرب، وإنطلقت بعد ذلك عملية تجهيز شريط فيديو كان الغرض منه الإبتزاز المادي، وكشف هذا الشخص، الذي كان قبل بعض الوقت “إلهام”، أنه كان قد أعد لائحة كاملة بالأصدقاء المقربين من أجل إرسال رابط الفيديو الذي سيُحمّل على موقع “Youtube” في حال لم أرضخ لشروطه، وطلب إرسال مبلغ 4000 دولار أميركي خلال ساعات.

خلال عملية التفاوض مع هذا الشخص، الذي قررت مع الخبير في مجال الإتصالات العمل على إطالة مدة المحادثة من أجل معرفة مختلف الأساليب التي يتم إعتمادها، عملت على عرقلة الفخ الذي اعتقد أنه أوقعنا به، ودخلنا في مفاوضات هدفها تأجيل موعد إرسال المبلغ المالي من أجل العمل على الحصول على بعض المعلومات الإضافية لإيضاح الأمور إلى الرأي العام، نظراً إلى الصعوبات التقنية التي بدأت تواجه الخبير في مجال الإتصالات، وتمكنت من إقناعه (المغربي المفترض) بأن المبلغ سيكون لديه يوم الإثنين عند الساعة التاسعة صباحًا بتوقيت بيروت، بسبب عدم توفره وعدم إمكانية إرسال أي مبلغ في الوقت الراهن لتواجدي في مكان لا يوجد بالقرب منه مركز لتحويل الأموال.

وخلال المفاوضات، التي نعترف بأن هذه العصابة كانت أبرع منا فيها، نظراً إلى خبرتها في هذا المجال، تعرضنا لضغط نفسي كبير جداً، عبر تحميل الفيديو على موقع “Youtube” لبعض الوقت بهدف إجبارنا على إرسال الأموال فوراً، بعد أن أثار أسلوب كلامنا معها الشبهات، وأعربت عن عدم ثقتها بما نقول أكثر من مرة، ولم نتمكن من خلال المتابعة إلا الحصول على بعض المعلومات التي سنودعها مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية، التابع لقوى الأمن الداخلي، في وقت قريب جداً، لقدرته على ملاحقة الملف بشكل أفضل، خصوصاً أن أحد المصادر المتابعة لهذا الملف نصحنا بالقيام بذلك، مشيرًا إلى أن هذه الحسابات تعمل من داخل إحدى الدول الأفريقية، وشدد على ضرورة عدم الرضوخ لأي إبتزاز لأن ذلك سوف يؤدي إلى سلسلة من التنازلات الكبيرة جداً، ومؤكدًا أن هذه الحوادث تحصل بشكل لافت جداً في الآونة الأخيرة، موضحًا أنه المبتزّ يعمد إلى إختيار ضحيته بعناية لإحراجه.

في المحصلة، تعتقد “إلهام”، أو العصابة التي تقف خلفها، أنها أوقعتنا في الفخ الذي تنصبه بشكل دائم للكثير من المواطنين، لكن في الحقيقة نحن من أوقعها، على الرغم التهديدات التي ترسلها، والمطلوب من كل مواطن التنبه إلى هذه الأمور بشكل جيد، وعدم الرضوخ لأي إبتزاز من هذه العصابات لأن هذه العملية لن تتوقف بعد إرسال المبلغ المطلوب، بل ستستمر من أجل الحصول على المزيد تحت طائلة التهديد بنشر أو فبركة أي فيديو.

 

ماهر الخطيب – النشرة 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.