الرئيسية » غير مصنف » الهوية العربية

الهوية العربية

   العُروبةً.. لحظات آمال نسجتها أحلام الفكر و غزلتها الهام مخيلة العبقرية في وشاح الواقع العربي حقيقة تتجسد أنوراً مضيئة بأماني تطلعات مطامح الأجيال. 

 العُروبةً نسيمات حب للمحبة حركتها اجنحة الزمان اهتزت لها ثنايا المعرفة بمسارج القلوب الواقفة بسكينة الزمن على ضفاف الوجود أمام أبدية الدهور الصامتة برهبة الحقيقة المتدفقة من مناهل المعرفة و مشيئة جلال نور الحق. 

   العروبة قيثارة أرسلتها حكمة السماء برقة نعومة أنامل الإبداع الفكري حبكت أوتارها لتعزف من أثير تنهدات صدر انفاس العصور تموجات سحر صدى ألحانها تأملات صحوة للرسالات السماوية على در ثرى ارض العروبة التي حفرت في صوان صخر الماضي حروفا نارية و وصايا اعراف مآتي الآتي حكمٌ و شرائع سامية بالحضارة و الانسانية.

و باجفان نور المعرفة دحرت هزيع ليل عاديات المخاوف والجهالة، ابتسمت لها شفاه الانسانية،و منها استنهضت أعماق عزائم مواكب الأحرار السائرة بالخير و الفضيلة الى مهاد احلام صحوة مشاعر النفس البشرية المتطلعة بالرحمة و الرجاء لنور السماء بأحداق سعي الدهور المبحرة مع نسائم الارتقاء و الأمل الى دوائر الإبداع و غايات الكمال.

العُروبةً ثورة هادئة على الذات المستسلمة لأجفان ظلمات مناجع الموت و مخلفات العبودية و الاستعباد،هدمت حواجز التقدم و كسرت موانع الحرية و الابداع و طمرت سلاسل قيود النهضة و الأزدهار،

و بجمال اسرجة الحكمة و روح الإخاء مدت العروبة لمستقبل الأجيال جسور سبل التجدد فوق جداول تسيل بحلاوة دمع المحبة و بين روابي غضة بعواطف الإلفة كي لا تطوي سهام الأيام عظمة هوية الأمة لترميها فريسة للردى، في أحقاب ظلمات ليلٍ كُسِرت فيها قيود الجحيم بلهب غيرة ابالسة الامم و بكيد تلاعبات عواصف شياطين العدم، تحت لحف رمال الرقود و أكفان ضباب الاضمحلال و تراكم غبار اليأس في أودية الموت و الفناء.

و صاغت اجيال العروبة بالنضالات أكاليل فخرٍ و استحسان  من رحاب عمق ذاكرة الأقدار،و راحت تجمع براحاتْ البركة ململمة بملئ الحياة دفئ تنهدات انفاسٌ الأباء الهاجعة في بحار النّوم و برك النسيان،هبة خالص شرف و محبة لبعث امجاد سيرة كرم عدنان الأجداد،و نفحة عٌمرٍ من نقاء صفوة روح شيم العرب و خير صالح الأسلاف.

 العُروبةً ربيع شجرة مجد الانسانية المغروسة في غضاضة ينبوع الخلود، أينعت ثمار محاسن أوجه الأزمان بمواكب غدائر مزهرة بلطف عطر ياسمين الطفولة و رقة ورود الشباب الواقف بشغف شوق الحياة تاهباً على مشارف الأبدية لنيل أسمى درجات النبل و العطاء ليقظة صبح امة العرب المتلألأ بعظمة الأمس،المؤجج  بنوره آفاق الضياء،كالشهب مُسبحاً يمضي خارقاًغياهب جوهر الوجود لمنتهى وجه الأبدية. 

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.