الرئيسية » أرشيف - تقارير » نيويورك تايمز: حرب أمريكا والسعودية على القاعدة ألهبت اليمن

نيويورك تايمز: حرب أمريكا والسعودية على القاعدة ألهبت اليمن

أفادت صحيفةنيويورك تايمز” في تقرير لها، أمس، أن العمليات الأمريكية السرية في اليمن، الذي تحول إلى ساحة حرب مع ما تقول السلطات الأمريكية بأنه أخطر فرع لتنظيم القاعدة. وتحولت المواجهة مع القاعدة كما تقول الصحيفة لمصدر إحراج كبير للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الذي أخفت حكومته الدور الأمريكي في عملية محل حلاقة “تاج”، وسمحت للضابطين الأمريكيين بمغادرة اليمن بهدوء بعد أيام من الحادث.

 

وتقول الصحيفة إن المسؤولين اليمنيين لم يعترفوا علنا بمسؤولية الأمريكيين عن قتل المهاجمين الذين أشارت إليهما بالأجانب. فيما رفضت كل من وزارة الخارجية والدفاع الأمريكيتين ووكالة الاستخبارات الأمريكية “سي أي إيه” تقديم معلومات عن الهجوم، رغم اعتقاد المسؤولين الأمريكيين أن القاعدة هي التي تقف وراء محاولة الاختطاف وأن العاملين في السفارة الأمريكية هم هدف لعمليات اختطاف.

 

وفي سياق آخر، اعترفت الخارجية الأمريكية يوم الجمعة أن مسؤولين في سفارة واشنطن في اليمن قاما بإطلاق النار على مهاجمين حاولا اختطافهما وأن تحقيقا يجري في ما حدث. وقد تم تحديد الرجلين بأنهما ضابط في سي أي إيه وآخر من قوات العمليات الخاصة.

 

وتشير الصحيفة إلى أن عملية القتل تشبه حالة 2011 عندما سجنت السلطات الباكستانية ضابط سي أي إيه ريموند ديفز عدة أسابيع بعد قتله باكستانيين في شارع مزدحم في مدينة لاهور.

 

ويقدم شهود عيان يمنيون رواية مختلفة نوعا ما، حيث يقولون إن واحدا من “الأجانب” قام باستخدام سلاحه وأطلق النار على كل مهاجم مرتين. وبحسب مسؤول يمني، فقد تظاهر المهاجمان بأنهما من الشرطة، حيث قام الأجنبي بإطلاق النار أولا على المهاجم الذي يحمل بندقية إي كي-17 وبعدها أطلق النار على شريكه.

 

ويقول شهود عيان إن الشرطة حققت مع صاحب المحل لساعتين ثم اعتقلته قبل أن تطلق سراحه لاحقا، فيما حصل جدال بين الشرطة وأقارب المهاجمين الذين جاءوا لنقل الجثث وقامت الشرطة باعتقالهم.

 

وفي وقت متأخر من الليل، جاءت الشرطة وأخذت نسخة من الصورة التي سجلتها الكاميرا في المحل، وبعد ذلك دمروا الكاميرا. وأغلق المحل منذ ذلك مع أنه فتح لفترة قصيرة لكي ينظفه صاحبه.

 

ويثير ذهاب الأمريكيين لمحل الحلاقة الكثير من التساؤلات التي لم تجب بعد، خاصة وأنهما ذهبا من دون مرافقين أمنيين. وينقل التقرير عن غريغوري دي جونسون، الباحث في شؤون اليمن ومؤلف “الملجأ الأخير: اليمن، القاعدة وحرب أمريكا في الجزيرة العربية”، قوله: “ذهبا فقط لحلاقة شعرهما، وهذا أمر غريب بالنسبة لي”.

 

وينقل التقرير عن مسؤول أمريكي سابق قوله إن محل الحلاقة مشهور بين موظفي السفارة الذين كانوا يعيشون خارج مجمع السفارة، إلا أن معظم الموظفين يحلقون شعورهم داخلها ومنذ وقت طويل.

 

ويقول جونسون الذي زار صنعاء قبل خمسة أسابيع إن الإجراءات الأمنية كانت مشددة في السفارة لدرجة كان على من يريد مغادرتها الحصول على إذن من واشنطن، وعلى ما يبدو فالمسلحان الأمريكيان كانا يعملان في مهمة مختلفة.

 

ومنذ انتخاب الرئيس هادي قبل عامين، زادت وزارة الدفاع الأمريكية من حضورها في اليمن وأرسلت حوالي 50 من عناصر القوات الخاصة لتدريب قوات مكافحة الإرهاب اليمنية، وعدد مماثل من قوات الكوماندوز للمساعدة في تحديد الأهداف التي تضربها طائرات الدرونز ضد القاعدة.

 

وتنطلق الطائرات من دون طيار من قاعدة سرية في صحراء السعودية، إلا أن سي أي إيه لديها عناصر في اليمن يقومون بمهام مكافحة إرهاب ويقدمون تدريبات لليمنيين. وتقول الصحيفة إن المخابرات الأمريكية زادت من تعاونها ليس مع اليمنيين ولكن مع المخابرات السعودية التي تحتفظ بعلاقات جيدة مع الجار اليمني.

 

وقد أثمر التعاون الأمريكي ـ السعودي في مجال الأمن عن سلسلة من النجاحات منها الكشف عام 2010 عن المتفجرات التي وضعت في حاويات لحبر الطابعات كانت في طريقها لشيكاغو، ونجح السعوديون عام 2012 في الكشف عن خطة لتفجير طائرة كانت في طريقها لأمريكا. ويهدف دعم إدارة أوباما للرئيس اليمني، كما يرى التقرير، لتمكينه من إعادة إصلاح وتشكيل القوات اليمنية لكي تكون قادرة على مواجهة ناشطي القاعدة، ملاحقتهم وقتلهم.

 

وتظل مواجهة الإرهاب في اليمن تحديا من التحديات الكبيرة لإدارة أوباما، خاصة وأن سياسة طائرات الدرونز وزيادة استخدامها أوجد أعدادا كثيرة وخلف ضحايا كثر، وقد وضعت

 

عملية القتل الشهر الماضي حكومة منصور هادي في موقف حرج، وزادت من سخط اليمنيين الذين اشتكوا من تعاون حكومة بلادهم مع واشنطن في غارات الطائرات من دون طيار “درونز”.

 

ونظر مسؤولو مكافحة الإرهاب الأمريكيين ولسنوات طويلة للتعامل مع الحكومة اليمنية فيه كجزء حيوي في محاولات تفكيك القاعدة في الجزيرة العربية. وفي عام 2011 وصف مايكل إي ليتر، مدير المركز القومي لمكافحة الإرهاب تنظيم القاعدة في اليمن بأنه “أخطر تنظيم يواجه أمريكا”.

 

ولاقت الولايات المتحدة، وفقا للتقرير، مصاعب في التعامل مع صالح أثناء انتفاضات الربيع العربي التي أدت لتنحيه عن السلطة، فيما واصل خلفه منصور هادي التعاون مع الولايات المتحدة، ومنذ بداية العام الحالي قامت الولايات المتحدة بـ 11 غارة بالطائرات الموجهة حسب موقع ‘لونغ وور جورنال’ الذي يتابع الهجمات. ولكن منصور هادي يواجه وضعا حساسا، حيث يجد نفسه محل انتقادات وغضب خاصة عندما تتسبب الهجمات بقتل مدنيين.

 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.