الرئيسية » تقارير » “تايم”: بشار فقد سيطرته على شبيحته من السوريين والأجانب

“تايم”: بشار فقد سيطرته على شبيحته من السوريين والأجانب

نسبت صحيفة أمريكية عريقة أقوالا إلى مسؤول في نظام بشار الأسد يعبر فيها عن قلقه البالغ من انفلات عقال مليشيات الشبيحة (من السوريين وغير السوريين)، وفقدان النظام سيطرته عليها، معتبرا هذا الأمر أخطر من انهيار النظام نفسه.
 
وفي بداية تقريرها الذي تولت "زمان الوصل" ترجمته، رددت مجلة "تايم" ما يثار حول إمكانية تورط "شبيحة" مارقين عن نظام الأسد في تدبير وتنفيذ هجوم الغوطة الكيماوي!!، معتبرة أن هذا يثير مخاوف عميقة من تراخي قبضة بشار على مليشياته التي سلحها ودربها لتدافع عنه.
 
ونقلت المجلة عن مسؤول في النظام لم تسمه، أن أكثر ما يثير قلقه على المدى الطويل ليس انهيار النظام، ولكن بروز مليشيات الأسد "الشبيحة"، موضحا: بعد هذه الأزمة، سيكون هناك أكثر من ألف أزمة، تتمثل بقادة المليشيات، قبل عامين لم يكونوا شيئا ثم تحولوا إلى أشخاص مدججين بالسلاح والقوة، كيف يمكننا أن نقول لهؤلاء الشبيحة عودوا إلى ما كنتم عليه؟!".
 
وتمضي المجلة راوية عن المسؤول الذي التقته في بيروت، قوله إن تطاول مدة الحرب سيجعل من قبضة بشار تتراخى وسلطته الفعلية تضعف على المليشيات السورية وغير السورية، وهذا ما سيصعب التوصل إلى حل سياسي ويهيئ المسرح لحرب أهلية أكثر شرا، حسب رأي المسؤول.
 
ولفتت المجلة إلى أن هناك حديثا واسعا عن الجماعات المناهضة للنظام وارتباط بعضها بتنظيم القاعدة، وهناك تحرك حثيث من العالم لمحاصرة هذه الجماعات، مقابل القليل من النقاش حول مليشيات الأسد!
ويضيف المسؤول: "الأسد يقول اسمحوا لي أن أفوز بالحرب أولا، ثم سوف أتعامل مع هذه المليشيات" التي يقدرها المسؤول بمئات الكتائب.
 
ليسوا موحدين
ويقول آرون لوند، المحلل السويدي المهتم بالشأن السوري وخاصة العناصر غير النظامية التي تنشط في الميدان، إنه مع احتفاظ جيش بشار بقدر من القوة تكفيه للدفاع عن دمشق وحماية القواعد الرئيسية، فإن بشار الأسد أصبح يعتمد بشكل متزايد على المليشيات المحلية والأجنبية، مثل مليشيا حزب الله، في سبيل استعادة الأراضي المفقودة والحفاظ على سيطرة الحكومة في المناطق المتنازع عليها.
 
ويضيف لوند: مساندتهم حسنت ظروف بقائه في السلطة ودعمت مركزه في العديد من المناطق، ولكن هذه المساهمة تؤكد خسارة النظام للسيادة والتماسك، وإذا استمرت الحرب لفترة طويلة، فإن نظام الأسد سيؤول إلى خليط من المليشيات الطائفية اللامركزية.
 
ونوهت المجلة الأمريكية بأن تسمية هذه المليشيات باسم واحد هو "الشبيحة" لا ينبغي أن يعطي انطباعا بأنها موحدة، إذ ليس هذا هو الحال دائما، فمعظم المليشيات تشكل على أساس إقليمي و يمولها رجال أعمال محليون أو زعماء دينيون يحرصون على كسب ود النظام وتأمين حماية خاصة لهم ولمصالحهم!.
 
ورأت "تايم" أن تسمية "الشبيحة" تعادل مصلطح "مافيا"، فالشبيحة لهم جذور في ممارسة التهريب والتورط في الجريمة المنظمة لاسيما في قطاع الساحل السوري، حيث تهيمن طائفة الأسد العلوية.
لكن "لوند" يقول إن مفهوم الشبيحة توسع مع اندلاع الثورة فباتت تضم أشخاصا من أديان وطوائف مختلفة، جرى تنظيمهم تحت مسمى "اللجان الشعبية"، وهي لجان لها قيادة مستقلة و لاتخضع سوى لقليل من التوجيهات المركزية، ما يمكّن هذه اللجان من نصب الحواجز على الطرقات، وأخذ الرشاوى، وفرض أتاوات ونهب المنازل والشركات.
 
ويقول لوند: عندما لاتحصل هذه العصابات على تمويل من النظام، يسارعون لابتزاز المجتمعات المحلية، ما يعني أن هذه العصابات تصبح شيئا فشيئا أقل خضوعا للأسد.
 
هذا جنته يدي عليّ
وتمضي "تايم" لتنقل شهادة رجل أعمال مقرب من نظام دمشق، موضحا أن بشار الأسد ليس غافلا عن التهديد المتزايد للمليشيات التي دربها وسلحها، لاسيما وهو يتذكر كيف عانى والده حافظ من تغول عصابات الشبيحة على محافظة اللاذقية بين الثمانينات والتسعينات، قبل أن يضع لهذه العصابات حداً مع اقتراب توريث العرش لولده بشار، عام 2000، وينقل رجل الأعمال المقرب من النظام أن بشار بقول لأصدقائه "لقد تمكنت من احتواء هذه الجماعات أكثر من 10 أعوام، والآن بعد أن تم إطلاق العنان لها، لا يمكنني وقفها"!!
وسبق لبشار الأسد ان أعلن عن تشكيل ما سماه "جيش الدفاع الوطني"، لتنظيم اللجان الشعبية المختلفة في جهاز مسلح متماسك، يضم أشخاصا مدربين ويتقاضون مرتبات من النظام، وهذا يعني- بحسب رجل الأعمال- أن ولاء هذه الجماعات للنظام ولكن فقط طالما حافظ النظام على دفع مرتباتهم، أما إذا توقف، فلمن يكون ولاؤهم بعد ذلك؟.
 
ويعلق الخبير "لوند": الولاء ليس سوى جزءا من المشكلة، فهناك النهب الذي تمارسه المليشيات بحق المدنيين، وقد أصبح أكثر انتشارا، ودعم الأسد، حتى في معاقل النظام، بدأ في الاهتزاز.
 
ويتابع لوند: النقطة الأهم هي أن النظام لم يعد يتمكن من تجنيب البلاد الفوضى، ويبدو أنه يسير في طريق التحلل والتفكك.
 
وذكّرت "تايم" أن الطغاة في الشرق الأوسط مثل زين العابدين في تونس، وحسني مبارك في مصر، ومعمر القذافي في ليبيا، وعلي صالح في اليمن، كلهم كانوا يبررون استبدادهم بأنه كان ضرورة لمكافحة انتشار الجماعات الإرهابية العابرة للحدود مثل تنظيم القاعدة. وأضافت المجلة: بشار الأسد لا يختلف عن هؤلاء، فقد ادعى مؤخرا في مقابلة مع صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن الثوار الذين يقاتلون نظامه "80 إلى 90 بالمئة منهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة"!!، وحذر من عواقب كارثية لتمدد هذه الجماعات التي وصفها بالإرهابية وغير المنضبطة، لكنه بشار نسي على ما يبدو أن يقول إن حقيقة الأزمة الجديدة في سوريا هي صنع الأسد نفسه.. إنها مليشياته.
 
 
زمان الوصل

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.