الرئيسية » تقارير » حتى لا ننسى جرائم بطل الصمود والتصدي

حتى لا ننسى جرائم بطل الصمود والتصدي

في مثل هذا اليوم من عام 1976 ارتكبت الميليشيات المارونية اللبنانية المتحالفة مع عصابات جيش المقاومة والممانعة بقيادة بطل الصمود والتصدي حافظ أسد، مجزرة بشعة في مخيم "تل الزعتر" شمال شرق العاصمة اللبنانية.
وشاركت في هذه الجريمة، التي أسفرت عن سقوط نحو 3000 شهيد، الميليشيا المسيحية المتطرّفة: حزب الكتائب بزعامة بيير الجميل، وميليشيا النمور التابعة لحزب الوطنيين الأحرار بزعامة كميل شمعون، وميليشيا جيش تحرير زغرتا بزعامة طوني فرنجية، وميليشيا حراس الأرز بزعامة إيتيان صقر.
 
 
وقد بدأت المجزرة بحصار المخيّم المنكوب من قبل جيش بطل الصمود والمقاومة، قبل اقتراف المذبحة الجماعيّة، بمساعدة الميليشيات المارونية منذ يناير/ كانون الثاني 1976 ثم شنت في 22 يونيو/ حزيران من نفس العام هجوماً واسع النطاق استخدمت فيه كل الأسلحة على مخيم "تل الزعتر" وعلى "جسر الباشا" الفلسطيني وحي "التبعة" اللبناني المجاورين له، وبدأت القذائف والصواريخ تنهال بلا انقطاع من الفجر إلى المغيب وعلى مدى 52 يومًا متتالية، ويقدر عدد القذائف التي سقطت على "تل الزعتر" بحوالي 55000 قذيفة، وبعد تمكن القوات اللبنانية من اقتحام مخيم "جسر الباشا" وحي "التبعة" في 29 يوليو1976 واقترافهم جرائم إبادة هناك.
بعد ذلك، ارتكبت العصابات المجرمة جرائم إبادة جماعية في حق سكان "تل الزعتر" الذي يقطنه أكثر من 20 ألف فلسطيني و 15الف لبناني مسلم لجأوا إليه بعد أن تم قطع الماء والكهرباء والطعام عن المخيم قبل المذبحة ولمدة 52 يومًا، ومنع الصليب الأحمر من دخوله، مما أدى إلى القضاء على المقاتلين المتحصنين بالمخيم وأهاليهم بالكامل حيث طلب الأهالي الناجون من المذبحة فتوى تبيحُ أكلَ جثثِ الشهداء كي لا يموتوا جوعاً!
سقط مخيم تل الزعتر في 14-8-1976، بعد أن كان قلعةً حصينة أنهكها الحصار، فدخلته الكتائب اللبنانية، تحت غطاء حليفها الجيش السوري. وارتكبت فيه أفظع الجرائم من هتكٍ للأعراض، وبقرٍ لبطون الحوامل، وذبحٍ للأطفال والنساء والشيوخ.
وكذلك ارتكبوا المجازر والجرائم، من اغتصابٍ وهدم البيوت وإبادة الأطفال وسلب الأموال، في مخيمي "جسر الباشا" و"الكارنتينا" اللذين سقطا بيد الكتائب قبل "تل الزعتر".
بعد الانتهاء من سكان "تل الزعتر" إما قتلًا أو تشريدًا، قامت الجرافات التابعة للقوات اللبنانية بتسويته بالأرض والقضاء عليه تماماً، وما زال الدمار في المخيم قائماً إلى اليوم ولا يسمح بإعادة بنائه، وتشتت سكان "تل الزعتر" في عدد من المناطق اللبنانية خاصة البقاع وبعلبك، ثم انتقلوا إلى منطقة الدامور الساحلية القريبة من بيروت؛ إلا أنهم هجروا منها مرة أخرى بعد الاجتياح الإسرائيلي، وانتهى بهم الأمر أن أقاموا مساكن من الصفائح على أرض مجاورة لمخيم "البداوي" وأطلقوا على المخيم الجديد اسم "تل الزعتر"، ويسكن في هذا المخيم بحسب تقدير السكان ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص في مساحة ضيقة تقدر بعشرات الأمتار المربعة، وقد حظيت كل عائلة من السكان اللاجئين بمساحة ضيقة لا تكاد تكفي في الحقيقة لغرفة واحدة، وأحيانا تضم هذه الغرفة أكثر من سبعة أفراد، فهي تكفيهم كي يبقوا على قيد الحياة وحسب.
 
وجهات نظر

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.