الرئيسية » أرشيف - هدهد وطن » الإمارات: معاملة قاسية ولا إنسانية في حق أطفال من ذوي الإحتيجات الخاصة

الإمارات: معاملة قاسية ولا إنسانية في حق أطفال من ذوي الإحتيجات الخاصة

وجهت زوجة معتقل إماراتي رسالة تحكي فيها تفاصيل معاناتها مع اطفالها الثلاثة اثناء زيارة زوجها وحصلت (وطن) على نص الرسالة التي تنشرها كاملة
أتوجه بها إلى مقام سيدي ومولاي وخالقي جل في علاه مالك الملك  الذي بيده مقاليد السموات والأرض وإليه يرجع الأمر كله وهو على كل شيء قدير..
ثم إلى ولي أمري و رئيس دولتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان و نائبه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم و إلى جميع حكام الإمارات الكرام -حفظهم الله ورعاهم-  الذين رعوا للمواطن حقه في وطنه إذ أعلن عن ذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم- حفظه الله – حين قال :
 
" إن أهم ما يميز الآباء المؤسسين وأهم ما تعلمناه منهم أن المواطن هو الأولوية ، وبناء الإنسان قبل بناء العمران … ونهج أخي صاحب السمو الشيخ /خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله – هو أن المواطن يأتي أولاً وثانياً وثالثاً … ونحن نمضي وفق هذا النهج ونقول إن انجازات عام 2013 وكل سنة أفضل من قبلها، ولا مكان للتقاعس أو التردد في تحقيق طموحات شعبنا.."
 
قصتي تبدأ أحداثها من يوم اعتقال زوجي يوم الثلاثاء الخامس من شهر رمضان المبارك من عام 1433هـ الموافق 24/7/ 2012 م وتستمر أحداثها إلى يوم الاثنين 8/7/2013 أثناء زيارة أطفالي المرضى لوالدهم في سجن الرزين 
قصتي تتحدث عن معاناة أسرة إماراتية  لديها ثلاثة أطفال مرضى قدر الله تعالى لهم أن يمشوا على الأرض بلا خطايا ولا ذنوب ،وأن يكونوا في الدنيا لوالديهم رحمة وبركة وفي الآخرة رفعة وأجر إن هم صبروا واحتسبوا..
 
والدهم المعيل الوحيد لأسرته بعد الله تعالى ، والمتابع مع والدتهم علاج مرض أبنائه الثلاثة وتعليمهم ورعايتهم …وكان بالنسبة لهم مصدر سعادتهم وحبهم …تم اعتقاله دون ذنب إلا أنه رفع شعار "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب"
 
 
صاحب السمو الشيخ /محمد بن راشد حفظك الله ورعاك- أين هي الحياة الكريمة للمواطن التي تسعون لتحقيقها لشعبكم و مواطنيكم في دولة الإمارات ؟؟!  و مواطنيكم و أسرهم وأبنائهم المرضى والأسوياء يتعرضون للإهانة والإذلال و التعذيب و الانتهاكات المنافية لدستور دولة الإمارات الذي كفل الحياة الكريمة لمواطني الدولة وأسرهم ، والمخالفة لاتفاقيات حقوق الإنسان الدولية و التي وقعت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة في عام ٢٠٠٨ وكذلك تتنافى مع القوانين الدولية لحقوق الطفل وحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال التوحد وحقوق نزلاء المنشآت العقابية … فبالرغم من  الظلم و الضيم الذي نزل على دعاة جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي من أبناء الإمارات من خلال التهمة المزيفة التي اتهموا بها- قلب نظام الحكم – وشهروا بها في مختلف وسائل الإعلام المحلية المقروءة والمرئية والمسموعة والإلكترونية قبل وأثناء وبعد التحقيقات وفي فترة جلسات المحاكمة وقبل جلسة النطق بالحكم تمهيداً للنطق بالحكم الباطل الذي لا يستند إلى أدلة مادية وقطعية على ثبوت هذه الجريمة العظيمة في حق حكامهم ووطنهم وأنفسهم والتي لم تتوفر فيها أركان الجريمة المادية والمعنوية … وما سبق المحاكمة من سجون انفرادية سرية واختفاء قسري لبعض أبناء الوطن وغيرها من الانتهاكات التي تحدث عنها المتهمون باعترافاتهم الشخصية أثناء مرافعاتهم عن أنفسهم في جلسات المحاكمة السياسية ..
 
يأتي الفصل الثالث من مسرحية اعتقال أحرار الإمارات :مفعما بالانتهاكات والتضييقات عليهم في سجونهم بعد النطق بالحكم ،والتضييق على أهاليهم وأسرهم من سوء المعاملة وعدم المصداقية والشفافية في التعامل من قبل السجانين وإدارة السجن المتمثلة في مدراء السجون (الرزين،الصدر،الوثبة) ومن هم أقل منهم رتبة ،وعدم السماح لأبناء الوطن بالالتقاء بأهاليهم وأبنائهم وآبائهم وأمهاتهم مباشرة من خلال الزيارات العائلية وجهاً لوجه وإنما من خلف الحواجز الزجاجية العازلة  للصوت -ولاسيما أن من بين الأهالي الأب والأم الكبيرين في السن و المقعد منهم والمريض والأطفال المرضى ومن ذوي اضطرابات التوحد أو الإعاقات المختلفة – هذا إلى جانب منع أحرار الإمارات من أداء شعائرهم الدينية كصلاتي الجمعة والجماعة … و سوء التغذية المقدمة لأبناء الوطن في محبسهم ،وقلة النظافة وازدياد حالات المرضى بينهم وضعف الرعاية الصحية المقدمة لهم لدرجة اكتشاف ثلاث حالات نزلاء أجنبية مصابة بمرض السل الرئوي في سجن الوثبة ولم يتم عزل أبناء الإمارات عنهم … هذا غيض من فيض للانتهاكات والتضييقات والمعاملة الحاطة بالكرامة الإنسانية لأبناء الوطن على يد من هم أمناء عليهم في جهاز الأمن الإماراتي والشرطة التي هي في خدمة الشعب ؟؟؟!!!!!!!!!… فإذا بها سجون في ظاهرها الرحمة ومن باطنها سوء العذاب … 
و من خلال سردي لحكايتي الواقعية سيتبين لكم مدى انتهاك كل هذه القوانين وعدم تنفيذها من قبل من وُضِعوا مسؤولين على مؤسسات الدولة التي كان عليها واجب تقديم أفضل الخدمات لمواطني الدولة و مراجعيهم  .
 
 وإليكم أحداث ما جرى لنا في زيارة يوم الإثنين 8/7/2013
 
اتصل زوجي الحر الأبي، مساء الخميس الموافق 4/7/2013 وقد كانت أول مكالمة له بعد جلسة النطق بالحكم أبلغنا أن جدول الزيارات قد تغير وأن موعد زيارتنا أصبح يوم الاثنين بدلاً من الأحد ،وأصر علينا بضرورة إحضار أبنائه الثلاثة المرضى بالتشنجات واضطراب التوحد في الزيارة الأخيرة قبل حلول شهر رمضان المبارك لشدة اشتياقه لهم ،فهو لم يراهم منذ ثمانية أشهر، وقد أعطي الإذن في حق الزيارة العائلية من قبل مدير السجن العقيد (سعيد المنصوري) والمقدم (سهيل مطر) ومن قَبل أعطي التصريح له بالزيارة العائلية من قِبَل العقيد (إبراهيم المرزوقي) ولكن لبعد موقع السجن في الصحراء الموحشة ، والذي يبعد عن محل إقامتنا في الشارقة أكثر من 600 كم ذهاباً وإياباً ، ولانعدام خدمات الإسعافات في طريق الشاحنات المؤدي للسجن، وعدم استقرار صحة أطفاله المرضى و مخافة مفاجآت حالتهم الصحية أثناء  الطريق الطويل، وشدة حرارة الشمس الحارقة .. رفعنا مسبقا رسالة خطية إلى رئيس نيابة أمن الدولة المستشار (أحمد الضنحاني) لتسهيل نقل أطفالي لزيارة والدهم في محبسه عن طريق وسيلة نقل آمنة كسيارة إسعاف أو طائرة عمودية تجنباً لحدوث أي حالة طوارئ أثناء الطريق ، وقد اتصلنا يوم الأحد الساعة التاسعة صباحاً لإبلاغه بأن موعد زيارتنا الجديد لحرنا الأبي أصبح غداً الاثنين وإذا كان بالإمكان توفير وسيلة النقل الآمنة لنقل الأطفال المرضى، فأبلغنا بأنه سيتواصل مع الجهات المعنية للتنسيق معهم ، وطلبت منه أيضا الإذن بالزيارة الخاصة فأخبرني بأن لهم زيارة عائلية ، وأنه تم التجهيز للزيارات العائلية للأهالي من بعد صدور الحكم ،وطلب مني أن أراجعه هاتفيا في الساعة الواحدة ظهراً ليرد علي ، واتصلت به في تمام الساعة الواحدة فرد علي أنه لا يمكن إرسال سيارة الإسعاف من أبوظبي إلى الشارقة ، فأخبرته أنه بإمكاني إحضارهم بسيارتي إلى منطقة (سيح شعيب) في أبوظبي ثم نقلهم بسيارة الإسعاف لمحل زيارة والدهم ، ولكنه رد علي قائلاً  أن الموضوع يحتاج إلى ترتيب وأنه سيرد علينا بعد يومين ولكني أخبرته أن موعد زيارتنا غداً الاثنين وأنه بعد يومين سيشرفنا شهر رمضان المبارك ويصعب علينا إحضارهم ونحن صائمون والجو شديد الحرارة .. وأخبرني أن الإجراءات تأخذ وقت ..فشكرته و أنهيت المكالمة.. حاولت الاتصال بمركز الإسعاف بدبي للتعاون معنا بتوفير سيارة إسعاف لأخذهم لزيارة والدهم فوعدوني خيراً وقد أرسلنا لهم تقاريرهم الطبية بالبريد الإلكتروني .. على أن يتم الرد علينا صباحاً بعد أخذ موافقة المدير ، ومن الصباح الباكر وأنا أنتظر الرد الذي لم يأتيني إلا بعد أن اتصلت بهم الساعة التاسعة وأخبروني أنهم ما زالوا في انتظار موافقة المدير وأخبرني الموظف الذي أتواصل معه أنه بإمكاني أن أتحرك حتى لا نتأخر وأنه مجرد أن تتم الموافقة سوف يبعث بسيارة إسعاف حيثما نكون.  وانطلقنا بالأطفال متوكلين على الله – فهو ولينا وحسيبنا – ونحن في شارع الإمارات جاءنا الرد بأن الموافقة قد تأخذ وقتا طويلاً لأنها تحتاج إلى موافقة مجلس الإدارة !!! وطلب منا الموظف أن نتوكل على الله ونكمل الطريق .. والحقيقة أنني وضعت في موقف صعب جدا .. ولكن بعد التشاور ودعاء الاستخارة قررنا إكمال طريقناً نزولاً لتحقيق رغبة والدهم واشتياقه الشديد لرؤية أبنائه ،واشتياقهم كذلك له -فهم كالأيتام منذ سنة حرموا من حنان والدهم لهم وهم بأمس الحاجة إليه في مرضهم وتوحدهم، وقد أخذ من بينهم فجأة ولم يعودوا يرونه منذ فترة طويلة. 
ولأننا أيضاً لن نستطيع زيارته طيلة شهر رمضان المبارك .. ولهذه الأسباب عزمنا أمرنا وتوكلنا على الله .. مستعيذين به سبحانه من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل .. 
وبعد مكابدة مشقة الطريق وعناء السفر في طريق الشاحنات والذي يكون السير فيه باتجاهين، وقد تجد نفسك أحياناً محصورا بين مجموعة من الشاحنات على يمينك وشمالك. ناهيك عن أن الطريق طويل جداً ممتد في قلب صحراء مترامية الأطراف لا تعرف أولها من آخرها….وصلنا إلى سجن الرزين في الساعة 12 ظهراً .. ومن عند بوابة السجن بدأ ت سوء المعاملة ولم يسمح لنا بإدخال السيارة لنزول الأطفال مباشرة إلى الداخل تجنباً لحرارة الشمس التي تصل إلى درجة 50 مئوية والتي تضرهم صحيا ، وكذلك لم يسمح لنا بإيقاف السيارة على الجانب القريب من البوابة مع أني أخرجت له بطاقة RTA  لمواقف ذوي الاحتياجات الخاصة ،ولكن الشرطي المسؤول عن البوابة أمرني أن أقف بعد آخر سيارة تقف في الموقف الرملي أي على بعد 5 أمتار تقريباً وأن أمشيهم على رمل الصحراء شديد الحرارة وتحت حرارة الشمس الملتهبة .. وهم المرضى بالتشنجات الكهربائية !!! وكلما حاولت التحدث معه يقول ممنوع ولا يستمع إلي !!!
 
ولكن المفاجأة الكبرى كانت في غرفة الاستقبال وبعد التفتيش الدقيق لنا جميعاً وحتى الأطفال لم يسلموا من التفتيش !!! ذكرت للملازم سيف بأن لنا زيارة عائلية .. فأنكر وطلب مني إذن التصريح فأخبرته أن الإذن موجود لديكم في ملف النزيل ، وأنكم سمحتم لوالدهم بالاتصال بنا مساء الخميس وإبلاغنا بأن الزيارة يوم الاثنين وأن أحضر الأولاد كلهم  بناء على إخبار العقيد (سعيد المنصوري) والنقيب (سهيل مطر ) بالسماح له بزيارة عائلية …
 
ولكن الملازم سيف أصر على عدم السماح لنا بالزيارة العائلية !!! أخبرناه بأن (الضنحاني) أبلغنا بأن لنا زيارة عائلية لأن أبنائي وضعهم خاص … ولكنه لم يوافق أيضاً ! طلبنا منه أن نتحدث مع مدير السجن ، لكنه رفض بحجة أن عنده اجتماع .. طلبنا أن يتصل ب(الضنحاني) ويتأكد منه ، ولكنه رفض ، قلنا له سنتصل به لنتأكد، فأحضرنا الهاتف من السيارة واتصلنا بـ(الضنحاني) وبعد محاولات عديدة رد على الهاتف وأخبرناه بالموضوع وشرحنا أسباب مجيئنا .. فأخبرنا بأنه سيكلم مدير السجن وبعد مرور نصف ساعة عاودنا الاتصال بـ(الضنحاني) للتأكد من الموافقة .. وأيضاً كالعادة  رد على اتصالنا بعد محاولات عديدة .. وكان رده أنهم سيفتحون يوم الأربعاء الزيارة لأطفال التوحد … ولكنه كلم مدير السجن بخصوص زيارة اليوم مادمنا قد حضرنا إلى الرزين ، وأنهم سيسمحون لنا بالزيارة العائلية !!  ولكن عندما نقلنا هذا الكلام للملازم سيف  ظل مصراً على تصريح الزيارة العائلية من (الضنحاني) .. ولم يكلف نفسه بالذهاب إلى ملف النزيل لرؤية تصريح الأذن بالزيارة العائلية ولم يقتنع بالتصريح الشفوي .. ومع إلحاحي للحديث مع مدير السجن طلب منا أن نتصل ببدالة الرزين ليحولونا على مدير السجن ، وبعد الاتصال بالبدالة تركنا الراد على وأن الزيارة الأربعاء القادم !!!!!!! وغاب عنا الملازم سيف ثم عاد ليؤكد أن الزيارة المكالمة في المرة الأولى قرابة العشر دقائق ، وفي المرة الثانية أخبرنا بأن المدير في اجتماع العائلية يوم الأربعاء كما أمر بذلك مدير السجن وأنه بالإمكان زيارته من خلف الزجاج !
 
وتأكدت ساعتهـا من فقدان المصداقية في كلام بعض رجال الأمن وانعدام الثقة في وعودهم…
أطفال اضطراب التوحد غير قادرين على التواصل مع الآخرين في الأوضاع الطبيعية ، فكيف إذا كان التواصل من خلف الزجاج فهم يحتاجون عناقاً يشعرهم بالدفء والحنان وقبلةً تروي شوقهم لوالدهم المحرومين منه منذ قرابة السنة … والله أعلم متى سيعود إليهم ليفرحوا بوجوده بينهم … ؟!!! 
تركنا جميع المسؤولين في السجن وبقينا أنا وأبنائي قرابة الساعتين والنصف في غرفة التفتيش مع الحارسات والحراس النيباليين .. و بدأت آثار الإرهاق والتعب والجوع تظهر على أطفالي المرضى وبدأ البكاء والصراخ …وأختهم ذات السبع سنوات والنصف بدأت تظهر عليها السلوكيات العدوانية نتيجة الضيق والملل ، وتقول " أبا أن أكسر كل شيء في هذا المكان لأنهم ما يخلونا انشوف بابا !!!!! "
طلبت من النيباليين أن يحضروا سيارة النقل الصغيرة لنقلنا إلى استراحة الأهالي لعلي أغير الجو لأبنائي في انتظار الفرج على أمل أن يتم تسهيل أمر الزيارة العائلية لنا- و والله لولا إبلاغهم لي مسبقاً بالزيارة العائلية التي حضرنا من أجلها إلى هذا المكان لما بهدلت أبنائي وعرضتهم لهذه الظروف القاسية … وبالرغم من طلب إحضار السيارة أكثر من مرة … لم يتجاوب معنا النيباليون بحجة أن لا أحد من المسؤولين موجود ، وحاولنا الخروج مشياً على الأقدام إلى قاعة استراحة الأهالي … ولكن منعونا أيضاً فظللنا محبوسين في غرفة التفتيش إلى قرابة الساعة 2:30 ظهراً .. قدم أصحابنا- وقد انهوا زيارة أحرارهم – إلى حيث نحن ماكثون ، وتبدوا عليهم علامات الاستياء من الوضع إذ أخبرونا أن المسؤولين أحضروا حرنا الأبي لمكان الزيارة حيث الزجاج العازل وتركوه جالساً قرابة النصف ساعة دون أن يخبرنا أحد المسؤولين من الضباط أو الشرطة أنهم أحضروه لمكان الزيارة وأنه جالس ينتظرنا ؟؟؟!!!!!! وطول الوقت ونحن في مكان التفتيش جالسين مع الأطفال المرضى ننتظر أحد منهم يأتي إلينا و يأمر بنقلنا إلى استراحة الأهالي على الأقل ؟؟؟!!!!
أي قسوة وأي كبر في قلوب هؤلاء البشر الذي ما اعتدنا التعامل مع أمثالهم في يوم من الأيام وما كنا نظن نحن ولا أزواجنا الشرفاء الأبرياء أننا سوف نهان ويضيق علينا بهذه الصورة ونحن في وطننا .. وتحت ظل قيادتنا الحكيمة الرشيدة..
وبعد تدخل الأهالي الحاضرين معنا والحديث مع الشرطي المناوب للحديث مع المسؤولين لتمكيننا من رؤية غالينا الحر الأبي ولاسيما أن الأطفال ظهرت عليهم علامات الإرهاق والتعب والجوع واحمرت وجوههم من لهيب الشمس .. عندها قدم الملازم سيف وأمر بنقلنا إلى مكان الزيارة .. ودخلنا وحالة الأطفال يرثى لهم .. وبعد انتظارنا قرابة العشر دقائق أحضر إلينا حرنا الأبي وقد بدت عليه علامات الغضب والضيق ورفض استقبال أبنائه من خلف الزجاج العازل للصوت ،حتى يتم إعطائه حقه المنزوع في الزيارة العائلية ..وأمرنا بالعودة من حيث أتينا .. وعندها أجهشت إيمان الصغيرة ذات السبع سنوات والنصف بالبكاء الذي تفطرت له قلوبنا وقلوب الحارسات النيباليات الكافرات …وحاولنا إسكاتها لكن دون فائدة فالموقف جدا محزن ومؤلم مختلط بمشاعر الظلم والقهر مصحوب بالدعاء على كل ظالم أفاك أثيم..
 
وفي المساء اتصل بنا حرنا الأبي وطلب منا توجيه رسالة تظلم من أحرار الإمارات إلى جميع شيوخ وحكام الإمارات – حفظهم الله – وإبلاغهم بجميع الانتهاكات والتضييقات لحقوق الإنسان وحقوق المواطن وامتهان كرامته داخل أروقة السجون. وقال أيضاً:  " إن الظالمين لن يستطيعوا مهما حاولوا إذلالنا بأن نخنع لهم فلسنا عبيداً  إلا لله، فقد ولدنا أحرارا وعشنا أحرارا وسنموت أحرارا بعز عزيز وذل ذليل ولن نرضخ لأي ضغوطات مهما كان الثمن".
 
" والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون "

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.