الرئيسية » تقارير » عماد ططاوى يكتب:25 يناير و30 يونيو (ثورة صنعت شعب وشعب صنع ثورة)

عماد ططاوى يكتب:25 يناير و30 يونيو (ثورة صنعت شعب وشعب صنع ثورة)

 

حين ظهرت شمس يوم 25 يناير 2011تحرك أولئك الذين ظلوا يقاومون نظام مبارك المستبد ودفعوا من أرواحهم و كل غالى ونفيس ليقولوا لا للتوريث ولا للاستبداد ولا للديكتاتورية كان فى مقدمتهم هؤلاء الذين لم يضعوا لنظام مبارك القمعى وزنا مثل كفاية و6 ابريل ونشطاء وكتاب وصحفيون كانت كلمتهم صريحة فى وجه المستبد وتوارى وقتها وجه كل التيارات التى تتاجر بالدين ونسمع اصواتهم الان مدعمة بتهديدات العنف والدماء
تواروا واختباوا فى شقوقهم ..!

لم يكن إختيار التاريخ عفويا مثل الثورة التى تلته لكنه كان عيد ميلاد الشرطة هو تاريخ التظاهرة التى كان اقصى امنية يتماها اى مشارك فى التظاهرة هو اقالة الحكومة واقالة حبيب العادلى احد اذرع النظام المستبد فاختاروا يوم 25 عيد الشرطة هو تاريخ تظاهرة لاسقاط وزير الشرطة واداة النظام .

لم يخطط المتظاهرون لثورة ولم يكونوا يتوقعون ان الشعب وصل لدرجة احتقان حقيقى تدفعه للنزول ولم يكن فى خريطتهم شيئا لهذا الشعب الذى ظل ثلاثين عاما يعانى التجريف النفسى والثقافى والسياسى والاجتماعى وان كان السياسى هو محرك اساسى لوعى شعبى يحتاج سنوات طويلة لعمل ثورة داخل كل انسان.

نزل هؤلاء للشارع غير عابئين بأنهم قد لا يعودوا لبيوتهم ولا لذويهم.نزلوا ليدافعوا عن وطن سجين وليس عن جماعة ولا منفعة نزلوا فقط من اجل الوطن فما أحلاها رغبة

نزلوا وما ان انطلق اول هتاف حتى انضمت لهم جموع الشعب الذى لبى النداء  اسرع مما يتخيل كل من كان يتابع الشأن المصرى سواء عدو او حبيب فإمتلأت الميادين وخرج الشعب منتفضا ضد مبارك ولم ينصاع امام ما عاشه من استبداد ثلاثون عاما لخطاب عاطفى لم ينفع صاحبه شيئا

نزل الشعب وتظاهر واعتصم وقرر عدم الرحيل الا ان يرحل مبارك اولا وتعود مصر لاصاحبها ومن يستحقونها وتستحقهم حتى انتصر الشعب بعد 18 يوما كان فى حالة توحد رهيب على هدف واحد عنوانه"الشعب يريد اسقاط النظام" وهو المطلب الذى تصاعد يوما بعد يوم بسبب غباء النظام فى التعامل مع وضع انفجر بالفعل وليس على حافة الانفجار
تنحى مبارك وانتصر الشعب وتسلم المجلس العسكرى ادارة البلاد فى مرحلة انتقالية كان اكبر خطأ لمن شاركوا فى الثورة انهم تركوا الميادين يوم 11 فبراير قبل ان يعرفوا ملامحها ولكن لم ندرك وقتها ان من ركبوا الثورة وانضموا لها بعد ان انطلقت ليسرقوها مع انهم رفضوا المشاركة فيها بل وحرموها باغتونا بهتاف"الشعب يريد اخلاء الميدان"لقد كان هتاف حق يراد به باطل فقد كان هدفهم اخلاء الميادين ليتموا صفقتهم مع مجلس مبارك بتسليم سلطة مقابل خروج آمن لنظام مبارك .
بغض النظر عن خوض تفاصيل كثيرة لثورة دفعت بالشعب للنزول ليسترد كرامته بكل مافيها يبقى اضافة قطاع عريض من المصريين الى صف المهتمين بالسياسة والشأن العام هو احد مكتسبات الثورة وكأنها ازالت الغيام من اعين المصرين حتى لا يشاركوا صناع القرار وبطرق ديمقرطية مصير وطنهم حتى يسهل سرقتهم وتجريفهم

اضافت ثورة 25 جزء كبير من المصريين الى الحياة السياسة فانتقلت الاحاديث السياسية الى كل ركن فى مصر وفى كل بيت حتى وصلت الى غرف النوم..!

كان هذا من نظرى هو اهم مكسب للثورة المصرية العظيمة فالثورة التى بدأت بمئات ووصلت لملايين صنعت شعب مهتم بالسياسة ومهتم بتقرير مصيره بعد اعوام طويلة ن التجريف وقرروا المشاركة الايجابية فى الحياة السياسية .لم يكن يخلو حديث الا كان يتناول جزء من مستقبل مصر واحداثها.اضافت 25 يناير وعى لشعب ظل يسير بجوار الحوائط ثلاثون عاما
ومابين ذلك التاريخ وصولا الا ماحدث يوم 30 يونيو 2013 مئات الاحداث التى لم تتوقف ومئات الاقنعة التى سقطت ومئات الشهداء التى ظلت الثورة تقدمهم قرابين لمستقبل باتت ملامحه فى الافق تقول ان يوما ما سننتصر
ظلت الثورة فى حالات من المد والجزر مع اعداءها المعروفين وبقايا انظمة الفساد من عهد مبارك وأيضا مع من خانوا الثورة واحترفوا عقد الصفقات ليصلوا للحكم مهما كانت خيانتهم
أحداث لو فكرنا فى سردها لن تكفيها مجلدات ولن يكفيها بعمق الوجع صفحات الدنيا.
ولكن هذا الشعب الذى استيقظ يوما يطالب بحريته فى 25يناير 2013قرر ان يصنع ثورة هذه المرة
30 يونيو لم تكن 25 يناير ربما البعض يقول انها امتداد لها واحدى موجاتها العاتية التى اطاحت بكل من خان الثورة بعد ان اطاحت سابقا بأعداء الثورة من النظام القديم
عفوا ايها السادة…

30 يونيو ثورة مصنوعة بيد الشعب ولكن 25 هى ثورة صنعت شعب .30 يونيو فكرة عبقرية وحدث جموع الشعب المصرى ودفعته للمشاركة الايجابية عن طريق ورقة كان حتى الفقير يصورها من جيبه الخاص ويدور بها فى الشارع وفى العمل والمواصلات ليدعو لها ويشرح مافيها ويقول انه قرر سحب الثقة من نظام مستبد فشل فى ادارة الدولة وكرس كل امكانياته للحصول على كل شىء دون تقديم اى شىء .وصلت الورقة لكل مكان فى مصر وحتى وصلت لاماكن لم تكن حتى تعرف يوما شيئا عن الدولة التى يعيشون فيها ورأيت ذلك بنفسى فى إحدى المناطق حين كنا نجمع التوقيعات..

فئات كثيرة شاركت فى تلك الحملة التى وحدت مصر بصورة استعصت على تنظيم عمره 80 عاما طمع فى كل شىء فخسر كل شىء.مشاركة كل الناس فى الحملة خلق نوع من الاحساس ان له دور فيما يحدث لهذا قرر ان يدافع عن مجهوده وعن هذا الثوب الابيض الرائع الذى شارك فى صنعه حتى ولو بتوقيعه هو فقط فخرجت الملايين يوم 30 لتعلن عن نفسها وخرج كل فرد يقول انا شارك فى صنع هذه الثورة ليغزل رداء الكرامة ويكون اكبر تجمع بشرى يشهده التاريخ الانسانى كله بشهادة العالم كله.

خرج ليسقط طاغية لم يسمع ولم يرى تلك الارادة25  يناير صنعت شعب والشعب صنع ثورة فى 30 يونيو فى الاولى تخلصت من النظام المستبد والثانية قضت على من خانها والان الثورة تحكم افلا تكبرون..!

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.