الرئيسية » تقارير » هادي العبدالله من ريف حمص: ما رأيناه ونراه في القصير حتى نحن لا نصدقه

هادي العبدالله من ريف حمص: ما رأيناه ونراه في القصير حتى نحن لا نصدقه

حائر أنا من أين سأبدأ ..
مآسي ومجازر القصير الأخيرة أكثر وأكبر من أن أستطيع الكلام عنها..
وما رأيناه ونراه حتى نحن لا نصدقه..!!
 
بداية التمسوا لنا عذراً إن أشغلنا لكم بالاً ولكن ما انقطعنا عنكم إلا لهول ما أصابنا وانقطاع كافة وسائل الاتصال لدينا، فالحصار خانق وظروفنا صعبة، ومن دون القصير مشرّدون نحن نلملم جراحنا.
 
 واليوم نعلن القصير مدينة مكلومة .. جريحة .. اغتصبتها قوات الأسد وعصابات حزب اللات .. فدخلوها بعد نزيف البشر والحجر.
 
 انسحب الثوار بعد أن تآمر الكون بأسره عليهم، وبعد أن حرمهم التخاذل ثمن الرصاصة، وبعد أن انهالت قذائف الحقد وصواريخه وطيرانه قصفاً شديداً شاهده العالم بشرقه وغربه دون أن يتحرّك لمساعدتنا قيد أنملة.
 
 حمل رجال من ثوارنا على كاهلهم عبء إخراج الجرحى والمدنيين المحاصرين في مدينة القصير، فتربصت بهم ميليشيات حزب اللات لتضيف إلى تاريخهم الأسود مجزرة جديدة بحق أناس أرادوا الوصول إلى مكان آمن فقط، ولا تزال الطرقات تعجّ بجثث شهدائنا، ولازلنا نوثق أسماءهم التي أصبحت لدى كل العالم، بمن فيهم أقرب المقربين إلينا مجرد أرقام، لكنها عندنا دماء غالية تعاهدنا أن ننتقم لها وأن نأخذ بثأرها..
 
وسننشر لاحقاً "إن بقينا أحياء" تقريراً يوثق تلك المجازر ويدين عصابات الأسد وحزب اللات..
 
 استشهدت القصير.. وما قتلوا فينا عزيمـة أو شجاعة.. بل زادنا ذلك تحديّاً للمضيّ في هذه الثورة ما ضرّنا من خذلنا نهتدي بدماء شهيدنا وثبات مجاهدنا .. استشهدت القصير وتعرّى الجميع أمام الموت .. والصمود .. فارتقت هي إلى قمة المجد كسائر مدن سوريا الثائرة.. وإنا بإذن الله لها عائدون..
 
وإنـي أتـوجـه بالتحية والتقدير لأبطال حلب ودير الزور وحمص المدينة، خاصة بابا عمرو البطولة، الذين اشتروا بأرواحهم الجنـة، والذين علا صوت بندقيتهم في سماء القصير، فكانت هجرتهم إلى الله يداً بيد على خط الجبهة الأول مع المرابطين من ثـوار المدينة تعاهدوا معاً على الشهادة أو النصر، فماهم بالفرّار بل الكرار وإن خسرنا جولة فنحن نعلم بأننا الحق وللحق جولات وجولات..
 
هادي العبدالله: إعلامي وعضو الهيئة العامة للثورة السورية

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.