الرئيسية » أرشيف - فضاء واسع » رسالة إلى حسن نصر الله

رسالة إلى حسن نصر الله

سماحة الشيخ حسن نصر لله الأمين العام لحزب لله اللبناني
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ابعث إليك برسالتي عسى ان تصلك كلماتها
أنا أردني الهوى والميلاد،أرسل لك من الجزيرة العربية مهبط الوحي المحمدي،انبلج نور الحياة في عيناي في مدينة اربد  وعشت في أكنافها ،  مدينة اربد المتاخمة للحدود السورية المجروحة بسكينكم ، مدينة قريبة من ارض فلسطين، فلسطين  التي دخلت – أنت وحزبك وراياتك الصفراء بموجبها- إلى قلوبنا قبل بيوتنا  في وقت كنت  تتغنى بالقدس وتدعي الدفاع عنها والقتال من اجلها  . 
سماحة الشيخ لا زلت أتذكر يوم 5/8/2007 وأنا أتجول في الضاحية الجنوبية برفقة صديقا من أهلها ، هناك حيث الدمار ورائحة الخراب ،يسألني البعض بفرح، كيف رضاكم عن شيخ المقاومة  ، أرد بحماسة مفتخرا بشخصك: الأفضل  أن  تسالوا  هل الشيخ حسن راضا عنا نحن الشعوب .
سماحة  الشيخ  كنا- وكان فعل ماضي ناقص- نرى فيك ناصرا للقضية الفلسطينية وعدوا للصهاينة وعونا للشعوب على حكامها وجلاديها ، كنا  نرى فيك صدق الكلمة ورباطة الجأش ، كنا نرى فيك المخلص من وهم الخوف والعجز، كنا نسمعك  تدق ناقوس البدء، وتقرع أجراس الكنائس وتصدح في مآذننا ، وتنادي من مجالس الحسينيات داعيا للحرية والتحرر، لكن هنا توقف التاريخ وجمدت آلة الزمن …. هنا الثورة السورية .
سماحة الشيخ ، لما سفكت الدم السوري على راحتيك؟! لما عاقر جنودك  أنخاع الأطفال بكاس الطائفية البغيض؟!، لما تخضبت  يداك بدماء أهلنا  في شام الأمويين؟ !لما تلطخت فروج جنودك بشرف حرائر أخواتنا في سوريا ومدينة القصير؟!، سماحة الشيخ لما لم تعد قادرا أن تعود إلى ما كنت عليه في  قلوب الشعوب؟!  تلك شعوب التي لا تظل بوصلتها أبدا ، هل عرفت الجواب يا سماحة الشيخ؟! 
 عذرا سماحة الشيخ لا يمكنك بكلمات واهية أن تخفي الدماء السورية المسفوكة وهي تسح من على شفتيك ،لا يمكنك أن تخفي الكراهية التي تغص بها جنبات شدقيك ، سماحة الشيخ  تقبل القول بان النظرة إليك ولحزبك قد تغيرت وانتقلت من النقيض إلى النقيض ونزلت من منصة سؤدد المقاومة إلى  مستنقع الطائفية الكريه.
سماحة الشيخ كنا نرى فيك المسيح المخلص من الهوان فإذا أنت الاسخروطي الواشي عن المسيح ،  نكثت عهدك مع الشعوب وخنت عهدها  فخلد اسمك وحزبك في سجل الناكثين ،  كنا نرى  بصبرك على الاحتلال ومقاومته عذابات المسيح فوجدنا فيك جلادا دق مسامير مصلب ابن البتول ، أصبحت معتديا زنيما…. أنت من صلبت براءة الأطفال صلبت عذرية الحرائر صلبت  دماء الكهول صلبت بسمة الحرية  التي هتفت بها حناجر أهل حوران … أي منكرا هذا الذي أتيت  .
سماحة الشيخ ظنناك عربي الهوى إسلامي الفطرة بوصلتك لا تؤشر إلا إلى القدس وفلسطين ، فإذا  بها  تتحرى وكرالطائفية البغيض وتؤشر إلى جحور الكراهية وتتخندق حيث يصطف الطغيان، كنا نراك غزالا طاهر يتجفل في جبال لبنان والمقاومة فإذا أنت ثعلب يتشقلب غدرا وخداع .
سماحة الشيخ ، بأول خطوة لجنودك المنتحرين على ارض الأمويين كانت كفيلة بان تكشف عنك وجهك كـ مصاصا  للدماء  وتاجرا  وشهبندرا كبير لعذابات أهل الإسراء، ظنناك ناصرا لقدسية القدس  فإذا بك بائعا مقزز يتاجر في جراح العباد ،تاجرا  محترفا أتقنت التمثيل وزينت مصائبك فاشترينا نحن معشر أصحاب النوايا الحسنة من بضاعتك ،وجلسنا على بسطة طعامك مقاومتك وتذوقنا منها الحساء  لكن للأسف تبين ان  وليمتنك مقززة تنفر منها النفوس ، يا سماحة الشيخ بفعلك المستغرب جمعت عصارة الشر من  لدن ولد ادم حتى ساعة جنونك الطائفي ودخولك  في معركة القصير .
يا سماحة الشيخ أي كرها وأنانية طائفية انطوت عليها نفسك ، أي شيطان زين لك الوقوف إلى جانب نظاما سفك الدم وقطع  الأشلاء وهتك الأعراض واستباح كل مقدس ، أي دين هذا وآي فقه هذا وآي عقيدة هذه التي دعتك إلى جنون صنيعك .
سماحة الشيخ ، بدخول جنودك لقتل طلاب الحرية وعلو أهات أطفالهم في القصير أيقظت أوجاع الحسين ، بتشرد الأهالي في القصير وسوريا  اهتز مرقد السيدة زينب عليها سلام الله ، بجوعة وعطش حرائر القصير المحاصرات على يد جنودك  استيقظ على عويلهم وضغاء  جوعتهم  عطش وجوعة الحسين . 
سماحة الشيخ  التفت الشعوب حولكم وحول عمامتكم لبرهة من الزمن ليس لأنك سيد وليس لأنك مؤمن بعقيدة الولي الفقيه ، لكنه التفاف حول من ادعى انه ناصرا  لقضية فلسطين ، لكنك حينما اعتقدت بأنك تستطيع ان تستخدم فلسطين صابونة تغسل  بها زفرالطائفية التي تفوح من فاك  كنت واهم  فسقطت من العيون والقلوب سقوطا حرا مدويا .
أنت والمرشد في قم ، محجكم الديني ، كنا نعتقد بأنكم أهل مبدأ وأنصار حق وأهل دفاعا من عذابات الناس ومظلومياتهم لكنكم  يا سماحة الشيخ  تبين بأنكم أردتم فلسطين  صهوة جواد توصلكم إلى قلوب الشعوب لتنقضوا على مقدرات الأمة وعقيدتها وكان لكم ذلك حتى معركة القصير كاشفة الخبايا ، معركة بصدق سورة التوبة أو الكاشفة أو الفاضحة . 
سماحة الشيخ ،فلسطين ليست بحاجة إلى دماء السوريين حتى تتحرر، ومزارع شبعا ليست بحاجة إلى دموع أطفال القصير  حتى تعود لها خضرتها اللبنانية .
فلسطين ليست بحاجة إلى دعم أصحاب عقيدة الولي الفقيه حتى تبقى قضية عادلة ، فلسطين بها مدينة اسمها القدس   ومنا يشتق لفظ المقدس بسماء ها خفقت أجنحة الملائكة وترابها ضم أجساد الأنبياء ، أردت ان تبيعنا دما سوريا تحت اسم  فلسطين الجريحة ، فردت إليك بضاعتك وبارت تجارتك وسقط القناع عن وجهك  فتبين انك بغيا طائفيا  بثياب ناسك متبتلا طاهر
سماحة الشيح سوريا لم تضف لنا جديدا بخصوص جبن الدكتاتوريات وموقفها من مطالب الشعوب ، لكنها استطاعت تلك  القضية بطهر مطالبها ان تبين رجس الطائفية التي عشعشت تحت عمامتك المحشوة بالجنون الديني الطائفي الممقوت.
أهل القصير اليوم أسفار موسى تبكيهم ، وتابوت طالوت يؤويهم ،عذابات المسيح خجلا أمام عذاباتهم ،مطالبهم طاهرة  بطهر وحي محمد وصدقه ، مظلوميتهم ملئت الأفق  بقدر مظلومية أبناء حيدرة عليه صلاة الله وسلامه ، هم جوعا وعطشا يشاطروا جوع وعطش الحسين ، ثابتون بثبات الشم الرواسي ، أهل الشام حق وكل الناس حولهم أباطيل .
سماحة الشيخ كل قتلى سوريا شهداء على مذبح الحرية ، سوريا اليوم عروسا  تسح دماء  العذرية من بين فخذيها وسيكون بعدها ميلاد سوريا الجديد ، لكنه عرسا لم يكن لك به إلا عار الطائفية وشنار الظلم الذي  سيحرق ثيابك عما قريب.
سماحة الشيخ  قل  شاكروك وكثر شاكوك ، قلَ المحبون وزاد المبغضون ،كشف ظهرك فأصبحت بلا سند لتكون لقمة سائغة  لخصومك التي كانت تحميك منهم نصرة الشعوب ،سماحة الشيخ  لقد انتحرت لكن لا اعلم في  أي  مزبلة سيدفنك التاريخ .
 
محمد العودات

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.