الرئيسية » تقارير » تل أبيب: بقاء الأسد هو خيار إسرائيل الآن

تل أبيب: بقاء الأسد هو خيار إسرائيل الآن

 

بعدما قصفت المقاتلات الإسرائيلية جبل قاسيون أخيرًا، شاعت بين أنصار النظام السوري نظرية مفادها أن القصف كان منسقًا بين إسرائيل ومقاتلي المعارضة السورية، حتى إن بعض هذه المعارضة كان على معرفة مسبقة بلحظة حصول القصف وأهدافه، فركّزوا آلة تصوير، والتقطوا الصور، وعرضوها بعد القصف بدقائق.
كانت رواية قابلة للتصديق، خصوصًا أن قوات بشار الأسد، وليست قوات المعارضة، من تلقى الصفعة الإسرائيلية الموجعة. لكن هذه الرواية لا يمكن أن تغطّي المصلحة الإسرائيلية الكبرى في بقاء الأسد.
حمى الحدود
هذا ما يتضح فعليًا من تصريح أحد كبار مسؤولي المخابرات الإسرائيلية في شمال إسرائيل لصحفية تايمز البريطانية بقوله “الشيطان الذي تعرفه خير من الشياطين التي يمكن أن تتخيلها إذا سقطت سوريا في الفوضى، ووصل إليها المتطرفون من مختلف دول العالم العربي”.
فالأسد شيطان في العيون الإسرائيلية، لأنه حليف الملالي في إيران، ولأنه من زوّد حزب الله بالصواريخ التي نزلت مطرًا على حيفا وما بعد بعد حيفا في حرب العام 2006. لكنه الشيطان، الذي حمى الحدود الإسرائيلية في الجولان، وراثة عن أبيه، بالرغم من رفعه لواء الممانعة العربية، ونعت دمشق بأنها صخرة الصمود والتصدي، وقلب العروبة النابض.
وإسرائيل تخاف اليوم من وصول شياطين جدد، لن يترددوا في إعلان الحرب عليها، إن سقط النظام السوري، وهذا ما يدفعها بقوة إلى دعم الأسد ليبقى في السلطة، بحسب تحليل تايمز.
المصلحة والحيرة
في تقرير نشرته الصحفية على موقعها الإلكتروني، نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن تل أبيب تفضّل بقاء الأسد حاكمًا في سوريا، إذا كان البديل منه وصول المعارضة الإسلامية المسلحة، التي تسيطر عليها جبهة النصرة، التي بايعت القاعدة أخيرًا.
وقالت مصادر استخبارية إسرائيلية للصحيفة إن بقاء نظام الأسد، لكن بصورة أضعف، هو أفضل خيار لإسرائيل وللمنطقة. وشككت تايمز في إمكانية حصر التأثير المتنامي للمتشددين الإسلاميين داخل المعارضة السورية، خصوصًا بعد انتشار شريط فيديو لأحد مسلحي المعارضة وهو يأكل كبد جندي من الجيش السوري وقلبه.
هذا التشدد، بحسب الصحفية، أوجد نوعًا من إجماع موقت غير معتاد بين الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل وتركيا على إقناع الأسد ومعارضيه بالتفاوض السلمي في جنيف. وتقول تايمز إن إسرائيل وتركيا ترجّحان أن يمتنع الأسد عن تقديم أي تنازلات في المفاوضات، لكن الأولوية الأولى هي منع وصول السلاح إلى حزب الله في لبنان.
وهذه الملاحظة الأخيرة توقع القارئ في ارتباك، وقعت فيه إسرائيل وأميركا من قبله. فكيف لهما أن يساعدا الأسد على البقاء، بينما يسلح حزب الله؟، وكيف لهما المساعدة على إسقاطه، طالما أن البديل أفظع من البعث ومن حزب الله؟.
رجل إسرائيل
تحليل تايمز ليس الأول في هذا المجال، ولن يكون الأخير. فالأزمة السورية لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات، السياسية والعسكرية. والعالم ينتظر بين لحظة وأخرى غارات إسرائيلية جديدة على سوريا، خصوصًا بعد تسلم الأسد صواريخ روسية جديدة، يهدد بتقديمها إلى حزب الله على طبق من فضة.
ففي تحليل سابق، وصف إفريم هاليفي، رئيس الموساد الإسرائيلي بين العامين 1998 و2002، في مجلة فورين أفيرز الأميركية الأسد برجل إسرائيل في دمشق، وقال إن تاريخ إسرائيل الطويل مع نظام الأسد، الذي يستمر في الحفاظ على السلام على طول الحدود بين البلدين، هو ما يمنع إسرائيل من التدخل فعليًا في الحرب الأهلية السورية، وإن لديها كامل الثقة في الأسد أكثر من أي خليفة له.
فعائلة الأسد استطاعت طوال 40 عامًا الحفاظ على قدر من الهدوء على طول الحدود، بالرغم من غياب أي اتفاق سوري إسرائيلي غير اتفاق فصل القوات في العام 1974. وقال هاليفي إن الغارات على قاسيون لا تعني أن إسرائيل تدعم الأسد، “فهي تعتقد أن إبعاده عن السلطة مسألة وقت، لكن دولة بحجم إسرائيل في حاجة إلى تحديد أولويات أهداف سياستها الخارجية، وهي لا تشعر بأن هناك بديلًا من الأسد في مصلحتها الآن”.
لوانا خوري
إيلاف

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.