الرئيسية » تحرر الكلام » يا اهل السنة والجماعة أفيقوا يرحمكم الله

يا اهل السنة والجماعة أفيقوا يرحمكم الله

 

أصبح المد الشيعي هذه الأيام مادة دسمة يتناولها اهل السياسة والاعلام العربي عموما وفي هذه النقطة بالذات برز الاعلام ذو الخلفية الاسلامية كراس حربة ضد هذا المد المزعوم واشد ما يكون الان في مصر الجديدة حيث الساحة السياسية بلا ابواب تقريبا ويلعب بها كل من هب ودب .

الحرب على المد الشيعي يأخذ منهجا عقديا عند التيارات السياسية ذات المرجعية الاسلامية ونخص السلفية هنا حيث انها تخير الناس بين الاسلام والتشيع رافعة سقف الخلاف الى حد اخراج الشيعة من الملة باصرارهم ان الخلاف عقائدي وليس خلافا اجتهاديا فكريا كما ذهب بعض علماء اهل السنة والجماعة منذ عقود عندما دعا بعضهم الى اعتبار الجعفرية مذهبا خامسا يجوز التعبد به .

لا يعنينا الان الفصل في النزاع وتحديد المصيب من المخطيء ومن سيذهب الى الجنة ومن سيذهب الى النار فهذا الامر بيد الله ولا نزكي على الله احد ولكن ما يعنينا هو قرائة المشهد بوضوح والمقارنة العلمية العادلة بين ما تفعله ايران الشيعية الصفوية ان اردتم لدعم اهل مذهبها مقابل ما يفعله قادة اهل السنة والجماعة لدعم اهل المذهب الذي ينتمون اليه .

جريمة ايران الشيعية الصفوية عند البعض انها تدافع عن منهج فكري تراه صحيحا من زاويتها وتبذل ثروتها وامكاناتها السياسية كي يعبر هذا المنهج حدود الاخرين وهذه في نظر الشيعة بطولة تستحق الثناء , وسواءا اختلفنا معهم ام لا تبقى الحقيقة الماثلة امامنا انهم يوجهون ثرواتهم النفطية والبشرية لخدمة منهجهم بصورة صحيحة من الناحية العلمية البحتة وعلى المتضررين ان ينظروا حولهم ويسالوا انفسهم ماذا فعلوا هم لعبور الحدود بمنهجهم واحداث مد سني بدلا من لطم الخدود ولعن ايران صباح مساء.

الشيعة لا يشكلون اكثر من ستة في المئة من مجموع المسلمين في العالم وهذه نسبة يجب ان لا نخشاها بقدر ما تخشانا نحن السواد الأعظم من المسلمين اضافة الى انهم يتوزعون في جزر صغيرة من العالم الاسلامي ولولا الثورة الايرانية وخلع الشاه وما تلا ذلك من احداث لما سمعنا عن مد شيعي ياتي من ايران او غيرها ولربما بقي العراق العربي بعثيا صداميا كما كان .

منذ قيام الثورة الايرانية وحكم الملالي في طهران وحتى يومنا هذا لم تتخلى ايران عن اتباع مذهبها بل قدمت لهم كل دعم ممكن ومكنت لهم في الأرض وسلحت حزب الله في لبنان وجعلت الشيعة هناك رقما صعبا لم يعد تجاوزه ممكنا , كذلك دعمت حركة المقاومة الاسلامية في فلسطين برغم انها من اهل السنة والجماعة واوجعت بهذا الدعم الصهيونية الغاشمة وداعمها الأمريكي وبعض العرب من اهل السنة وهذا دعم محمود بغض النظر عن نواياهم التي يعتقدها البعض .

كل ما تقدم لا يشكل سببا يدفعنا لمحاربة ايران – اللهم الا اذا كان هذا جزء من التبعية لأمريكا – بل هو سبب كافي لكي نقوم نحن الاغلبية الاسلامية بمراجعة افعالنا وسياساتنا للحفاظ على مذهبنا واهله ثم العبور به نحو الاخر على مبدأ اشعال شمعة خير الف مرة من لعن الظلام .

نظرة سريعة الى الخارطة تنبئنا بان المسلمين العرب من اهل السنة والجماعة يملكون ثروات طائلة سواءا مالية او بشرية ويملكون الموقع الجغرافي الأهم في العالم وبين الثنايا اهم ثلاثة مساجد للمسلمين جميعا اضافة الى الأزهر الشريف والكثير من مصادر القوة الاخرى. فاذا كان هذا هو حال اهل السنة على الورق فقد اصبح من الواجب ان نسأل ماذا قدم اهل السنة والجماعة بعمومهم للمذهب السني وربما الأصح ان نسأل ماذا قدمت قيادات العالم العربي الاسلامي السني لنصرة اهل المذهب ؟. والاجابة تاتي صادمة بكل المقاييس , فاسقاط نظام صدام حسين وتسليم العراق على طبق من ذهب لشيعته واقصاء اهل السنة من مركز صنع القرار لم يكن بمعزل عن قيادات اهل السنة والجماعة .

التمييز العنصري البشع يمارس في جميع دول الخليج السنية ضد كل المسلمين الذين يعملون على اعمارهذه الدول فالباكستاني المسلم والبنغالي المسلم بل والعربي المسلم هم جميعا مجرد اشباه بشر يعيشون على ارض الغير على غير رحب ولا سعة ويعاملون معاملة الرقيق بينما يعامل الامريكي والاوروبي بما هو اكثر من العدل والانصاف المطلوبين للجميع .

اثناء الحرب على غزة كانت ايران الشيعية تتقاسم فاتورة العدوان ورواتب موظفي الحكومة المحاصرة مع قطر السنية بينما وقف باقي اهل السنة والجماعة يسلقون حماس بسياطهم ويتهمونها بالتشيع دون ان يحاولوا مساعدة القطاع ولو بشق تمرة بل كانوا يؤيدون الحصار الذي فرضه نظام مبارك على القطاع ويدافعون عن ذلك . وهذا غيض من فيض .

في نفس السياق يخطر ببالي أن اسأل عن مسلمي ميانمار الذين يعانون الابادة والحرق احياءا ويسحلون جهارا نهارا , هل كانت ايران الشيعية الصفوية ستسمح بحدوث امر مماثل لو كانوا من اهل الشيعة ؟ . ثم ماذا فعل اهل السنة للدفاع عن هؤلاء ؟ .

لو كان حزب الله سنيا على سبيل المثال فهل كان ليحصل من اهل مذهبه على نفس الدعم اللوجستي والسياسي الذي يحصل عليه حزب الله الشيعي من ايران المذنبة من وجهة نظرنا .

هل يستطيع احد ان يفسر لي موقف بعض الدول العربية السنية الداعم لكل من اراد ان يحدث فوضى في مصر ويسقط نظام الحكم الجديد المنتمي للاسلام السياسي السني تحديدا واعادة نظام الفساد السابق .

يا اهل السنة والجماعة , افيقوا يرحمكم الله , لا توجهوا سهامكم نحو كل من يفعل خيرا لأهل مذهبه واحسنوا فهم الأمور فالمشكلة ليست في ايران التي تدافع عن مذهبها بل المشكلة عندكم وعند قياداتكم التي تتعامل مع الامور بمقياس اقليمي ليس للدين اي دخل فيه واذا كانت حربكم على ايران قد بدأت بالفعل او على وشك البدء فانظروا تحت الاقدام وحددوا مواطيء الخلل عوضا عن لوم خصمكم على مواطيء قوته ويا حبذا لو تعلمتم منه .

في الختام انقل لكم جملة سمعتها والمتني كثيرا جائت على لسان اخ امريكي اسلم حديثا وعلى مذهب اهل السنة والجماعة حيث قال " الحمد لله الذي هداني للاسلام قبل ان اتعرف على المسلمين ".

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.