الرئيسية » أرشيف - هدهد وطن » الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله: الربيع العربي قلب الديمقراطية إلى العكس في الخليج والتسامح تضاءل

الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله: الربيع العربي قلب الديمقراطية إلى العكس في الخليج والتسامح تضاءل

 

قال الكاتب عبد الخالق عبد الله في مقال له بصحيفة غلف نيوز الإماراتية : لقد اكتفينا من السؤال السخيف على مدار العامين الماضيين: هل كان للربيع العربي أيّ وقع على دول مجلس التعاون الخليجي الست السعودية والكويت والبحرين وقطر وعمان والإمارات؟
 
ويتابع أنّ جواب الكلمة الواحدة هو "نعم" مؤكدة. فمن الواضح أنّ تلك الدول لم تنل قسطها فحسب من التحديات القاسية الناشئة عن عامي الربيع العربي، بل أيضاً استخدمته بدهاء لتعزيز العناصر المناصرة للحكومات، وتوطيد قوى الوضع الراهن، وتجنب أيّ حاجة ملحة للإصلاح سياسي، والوصول إلى الديموقراطية إلى أجل غير مسمى.
 
ويضيف أنّ أثر الربيع العربي على دول الخليج له تناقض واضح مع ما يدور في رؤوس البعض، فقد سجل ميدانياً حتى اليوم نقيضاً لكلّ التوقعات. والأنظمة الخليجية اليوم على أتم جهوزية  لأيّ تهديد، كما أنّها لا تترك أيّ فرصة. والرغبة الوطنية الضئيلة للديموقراطية والإصلاح السياسي نمت خلال العقدين الماضيين واليوم هي في حالة تأجيل. فالوقت اليوم غير مناسب لتحريك القارب، فبعد عامين من الربيع العربي لم تتحقق بعد الوعود المأمولة بمستقبل ديموقراطي أفضل. والنتيجة الفورية لم تكن مشجعة أبداً، خاصة في ظلّ قوى الأسلمة وسطوتها على كلّ القوى الراغبة في الديموقراطية.
 
ويشير الكاتب إلى أنّه وعلى الرغم من وجود تقدم ملحوظ في مستوى الحريات في دول الربيع العربي؛ تونس، ومصر، واليمن، وليبيا، فإنّ الأحداث الزلزالية للعامين الماضيين جاءت بحريات أقل للدول الخليجية. والديموقراطية في هذا الجزء من العالم العربي انقلبت إلى العكس، ومستويات التسامح تضاءلت بشكل حاد في العامين الماضيين، حتى أنّ عام 2012 كان الأسوأ على الخليج.
 
ويتابع أنّ أبرز أثر ملحوظ للربيع العربي ظهر في البحرين، التي لطالما كانت الحلقة الضعيفة في سلسلة الملكيات الخليجية، والتي ضربتها قوى التغيير عام 2011، لكن وبفضل تحرك مجلس التعاون الخليجي الحاسم، والذي وضع قاعدته البدئية الرئيسية: تهديد لدولة خليجية هو تهديد لكلّ دول مجلس التعاون. وغير مسموح لأيّ دولة في المجلس بالسقوط ، ولا يسمح المجلس لأيّ عضو فيه بالتفكك.
 
ويختم الكاتب بالقول إنّه وفي ضوء التجربة الصعبة في البحرين فمن غير المنطقي السؤال عمّا إذا كانت دول الخليج العربي محصنة تجاه رياح التغيير التي هبت في المنطقة عام 2011. فبالتأكيد هي ليست كذلك. لكنّ السؤال الفعلي هو عن شكل الوقع الذي تركه الربيع العربي على الأنظمة الخليجية.
 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.