الرئيسية » أرشيف - فضاء واسع » مائة ألف دولار لقتل مراسلي الجزيرة والعربية

مائة ألف دولار لقتل مراسلي الجزيرة والعربية

 

بثّ التلفزيون الرسمي السوري اليوم،  مقابلة هاتفية مع رجل أعمال سوري مقيم في الكويت اسمه فهيم صقر. الرجل الذي اتصل بتلفزيون الأسد عرض مائة ألف دولار على أي شخص يقوم باعتقال أو قتل أي مراسل من مراسلي الجزيرة أو العربية في البلاد. مبرراً ذلك بأن المحطتين المذكورتين تشاركان في تشويه صورة سورية وتساهمان في سفك الدم السوري.
 
أريد أن أحذر مراسلي الجزيرة والعربية وغيرها من المحطات، أن يتوخوا أقصى درجات الحذر بعد هذا التحريض. ليست المسألة أن أحداً من السوريين سيبيع كرامته من أجل المال. فالسوريون هم من  ترك الأولاد والديار والأموال ليقاتل في سبيل إسقاط الأسد. وما عرف عن الشعب السوري بخلاً ولا جبناً ولا عبادة للمال من دون الله. ولكنني أحذر المراسلين الصحفيين في سورية من مسألة أخرى، فقد تكون هذا المقابلة المريبة تمهيداً بقصد الاعتداء على الصحفيين واعتقال بعضهم وقتله، ثم يتذرع النظام بأنه بريء من الجريمة، على أساس أن هناك من عرض الأموال في لحظة غضب واستجاب له بعض الناس في لحظة غضب أيضاً، ولا نستبعد أن يحاضر النظام فينا عن حرية الكلمة والتعبير.
 
الإعلام عدو الأسد الأول، تأثيره يشبه إلى حد بعيد تأثير بنادق الجيش الحر التي تقترب من قرع أبواب دمشق. ولن يعيش الأسد إذا عاش الإعلام، فهما عدوان في معركة مستمرة، بدأت فصولها منذ وصول حزب البعث إلى السلطة. ولطالما حاول الأسد الصغير بأن يقضي على العيون الإعلامية كلها حتى يسقط هذه الثورة، مقلداً في ذلك ما فعل أبوه حافظ الأسد عندما أحرق حماة وقتل أهلها في ظل صمت إعلامي محلي ودولي مطبق.
 
المسألة تختلف اليوم، فقد تطورت وسائل الإعلام حتى غدا المواطن العادي قادراً على رصد أي حدث مهما صغر، وأصبح المواطن السوري صحفيا بامتياز، يكاد لا يختلف عن المهنيين المحترفين في وسائل الإعلام الكبرى. ولهذا سعى الأسد للقضاء على هذا المواطن الصحفي بأي طريقة كانت. وقد لاحظنا ذلك من أول يوم للثورة، حيث كان يتم استهدف الإعلاميين دون غيرهم حتى فاق عدد شهداء الإعلام في سورية خلال سنتين، شهداء الإعلام في عدة قارات ولسنوات عديدة.
 
ليس لنا أن ننسى،ماري كولفن، وجيل جاكييه، وتامر العوام، وبراء البوشي، وغيرهم كثير. والاعتداء على علي فرزات، والتحريض على قتل غادة عويس. وقتل ناشطي الإعلام في المدن السورية، وتهجير الصحفيين أصحاب الكلمة الحرة وسيطرة الأسد على وسائل الإعلام السورية كلها، وتعيين الصحفيين على أساس الولاء والنفاق كخَدمة لحزب البعث.
 
نتوقع من الكويت أن تتحرك على الفور ضد فهيم صقر وتتخذ بحقه الإجراءات المناسبة كونه يحرض على القتل بشكل مباشر. ونتوقع من المراسلين الصحفيين في سورية أن يكونوا أكثر حيطة وانتباهاً وتغييراً لمواقعهم. كما نتوقع إدانة سريعة من منظمات الصحفيين المحلية والعربية والدولية لهذه التصريحات.
 
د. عوض السليمان. دكتوراه في الإعلام- فرنسا
 

قد يعجبك أيضاً

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.