الرئيسية » حياتنا » يُقابل المسجد العتيق في سطيف .. تمثال لامرأة عارية يثير معركة جدلية في الجزائر!

يُقابل المسجد العتيق في سطيف .. تمثال لامرأة عارية يثير معركة جدلية في الجزائر!

تحول تمثال لامرأة عارية يقع في قلب مدينة سطيف (شرقي الجزائر) إلى معركة جدلية بين مطالبين بنقله إلى المتحف، ووزير الثقافة الذي هاجم أصحاب الفكرة في رد اعتبره منتقدون “عنيفا”.

 

تمثال “عين الفوارة” الذي يقابل المسجد العتيق في سطيف، هو مجسم لامرأة عارية تطفو على صخرة عالية، ويتدفق منه الماء.

وأنجزه النحات الفرنسي فرنسيس سان فيدال في باريس سنة 1898، ثم نقل إلى سطيف في 1899، أي بعد 69 سنة من بدء احتلال فرنسا للجزائر.

 

وتقول إحدى الروايات إن الفرنسيين وضعوا التمثال في هذا المكان لمضايقة المصلين المترددين على المسجد.

 

جدلية المتحف

 

في 18 ديسمبر/كانون الأول 2017، تعرض التمثال لتخريب جزئي من شخص ملتح أوقفته الشرطة على الفور، وقالت السلطات بعدها إنه “مختل عقليا”.

 

كما سبق أن تعرّض هذا المعلم لمحاولات تحطيم عامي 1997 و2006.

حسابات سياسية

 

ردُّ الوزير عقّبت عليه البرلمانية بقولها في بيان “تفاجأت وصعقت لطريقة إجابة السيد الوزير المحترم”.

 

وتابعت “تمنيت أن ينتصر السيد الوزير للبعد الروحي الوطني الجزائري، ولا يرسل رسائل سياسية مشفرة للوبي الفرنسي قصد الاستجداء للاستحقاقات المقبلة”، دون التفصيل حول ما تقصده بهذه الاستحقاقات.

 

وتوالت ردود أفعال من سياسيين إسلاميين وعبر شبكات التواصل الاجتماعي تنتقد رد الوزير الذي وصف “بالعنيف”، في حين سانده آخرون، ودعوا إلى عدم استغلال هذا المعلم في الجدال السياسي.

 

ودافع حزب “التجمع الوطني الديمقراطي” الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء ووزير الثقافة عن مواقف الوزير، وانتقد ما وصفها بحملة ضده من جانب الإسلاميين.

 

وصرح بلعباس بلعباس، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان)، بأن “الوزير يعمل وفق ما ينص عليه القانون الجزائري، ولا يخدم أي جهات خارجية، مثلما تم الترويج له من قبل نواب وممثلي الأحزاب الإسلامية”.

 

وذهب بلعباس إلى أن “التمثال وما أحدثه من ضجة، ما هو إلا عمل مدبر من قبل الإسلاميين من أجل حصول على تأييد شعبي”، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية.

 

وزاد مخاطبا الإسلاميين “ألستم مَن كُلّف بالوكالة بتنفيذ أفكار سياسية إخوانية؟” مضيفا في هجومه “يُقال إنكم قبضتم نصيبكم بما يعادل هذه المهمة”.

 

مواقف

 

ووفق يوسف حنطابلي، أستاذ علم الاجتماع في جامعة الجزائر، فإن “النقاش الدائر هو مشكل دون معنى في حد ذاته، لأنه يخفي مواقف تتجاوز التمثال في حد ذاته”.

 

وتابع بالقول إن “الوزير له تصور سياسي للقضية مرتبط بنوع من المداهنة وكسب الرضا من قبل جماعات الضغط لكسب رهان سياسي أيديولوجي ضد الإسلاميين”.

 

في المقابل، فإن “الإسلاميين وجدوا في قضية التمثال وسيلة لتعرية وكسب رهان حيال الوزير”.

أما الدكتور بشير فايد، أستاذ التاريخ في جامعة سطيف، فقال إن “الجدل حول هذا الموضوع بالنسبة للمختصين يجب أن يتم تناوله من جوانب معمقة، وفي إطار هادئ، وليس بالطريقة الحالية”.

 

ورأى أن ذلك يكون بالإجابة على أسئلة عديدة، بينها “السياق العام المتمثل في السياسة الفرنسية في الجزائر في جانبها الحضاري، ووجود خلفيات من عدمها تقف وراء إقامة التمثال، والظرف الزماني الذي أقيم فيه، ولماذا خُصت مدينة سطيف دون غيرها من مدن الجزائر به؟”

 

وختم فايد بالتشديد على أن تناول مثل هذه القضايا بمنهج علمي لا يكون “بحكم الظرفية والمستجدات الآنية التي قد تدفع آخرين إلى تحريك قضايا ومسائل نائمة، لأهداف وغايات قد لا تكون بالضرورة هي ذاتها أهداف وغايات المؤرخ الباحث عن الحقيقة”.

قد يعجبك أيضاً

رأي واحد حول “يُقابل المسجد العتيق في سطيف .. تمثال لامرأة عارية يثير معركة جدلية في الجزائر!”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.